تعتبر لعبة Tom Clancy's H.A.W.X. واحدة من ألعاب الفيديو التي قامت شركة يوبي سوفت رومانيا بتطويرها مؤخرا وإطلاقها لأنظمة مايكروسوفت ويندوز، وأجهزة الأكس بوكس، والبلاي ستيشن 3. واللعبة تدور أحداثها عام 2014 حيث يمثل اللاعب دور ديفيد كرينشو، وهو طيار حربي في سلاح الطيران الأمريكي وعضو في فريق منتخب يسمى H.A.W.X يكلف بمهمات قتالية لمساعدة فريق الأشباح. وطوال اللعبة، لا يكف الطيار اللاعب عن استهداف طائرات الأعداء في الجو لإسقاطها، أو تدمير بعض العناصر الأرضية، أو تحطيم أي هدف أيا كان. فاللعبة مليئة بالأعداء الواجب تدميرهم والمهام القتالية التي يجب أن تنفذ بإتقان والعديد من المقاتلات في الجو التي لا تنتظر الشفقة ولا الرحمة في التعامل معها. ولأنه لا توجد حرب بلا خسائر، كذلك الحال بالنسبة للعبة H.A.W.X ، فنظرا لبساطتها وسهولة التحكم فيها وعدم تمتعها بقدر عال من التعقيد والواقعية، فقد فقدت اللعبة طابعا احترافيا كان سيجعلها أفضل بكثير. ولا تركز H.A.W.X كثيرا على قوانين الفيزياء فيما يتعلق بحركة الطائرات بها أو التحكم الميكانيكي في إدارتها، فالطيار أو اللاعب يمكنه أن يفعل أي شئ بالطائرة حتى لو كان غير ممكن في الواقع، حيث يمكن للاعب الطيران بسرعات فائقة والدوران في الجو وعمل حركات بهلوانية بالطائرة دون الخوف من تحطمها أو تعطل أحد محركاتها أو حتى الخوف من نفاد الوقود. فاللعبة ببساطة لا تركز سوى على تدمير الأعداء، وغير ذلك يجب ألا يشغل بال اللاعبين. ويعد التركيز على القتال فقط في جو من السموات المفتوحة عيبا وميزة في نفس الوقت، فحرية الحركة والقتال والطيران بأي سرعة وفي أي ارتفاع هو ما يميز اللعبة وهو أيضا العيب الأساسي فيها حيث يجعلها غير واقعية وغير احترافية. ولكن بعيدا عن كل شئ آخر فاللعبة شيقة وممتعة بدرجة كبيرة مادامت تتعلق بالقتال وتدمير الأهداف والتخطيط الإستراتيجي الخاص بتنفيذ المهام الحربية. ومن ضمن الخواص المثيرة في اللعبة أيضا إمكانية الكشف بواسطة أجهزة الرادار عن طائرات الأعداء لإسقاطها حتى لو كانت على بعد مسافات شاهقة. ورغم أن اللعبة قد تكون شيقة ومسلية بالنسبة للبعض، فإن آخرين قد يسأمونها بعد فترة من اللعب، فحتى خاصية المسح الراداري للجو والتي تعتبر من مميزات اللعبة، حيث تضيف الإثارة والتشويق للاعبين، إلا أنها لا تنجح في الحيلولة دون إصابة اللاعبين بالملل بعد فترة معينة من اللعب، فاللعبة لبساطتها لا تضيف شيئا جديدا مبتكرا خارج إطارها القتالي التدميري. إلا أن تنوع المهام التي يكلف بها الطيار اللاعب هو فقط ما قد يجعله يستمر في اللعب من أجل تنفيذ المهمة ومعرفة المهام الجديدة التي ستوكل إليه لتنفيذها وإشباع لهثه وراء الفوز. ولكن ليست كل المهام شيقة بالدرجة نفسها، وليس بالضرورة أن يساعد تنوع المهام اللاعب في عدم الشعور بالملل سريعا، باستثناء بعض المهمات الشيقة والتي ستشد اللاعب إلي الاستمرار والتحدي لتنفيذها مثل إبطال إحدى القنابل النووية على سبيل المثال، ولكن ما تضمنه اللعبة أن أي لاعب سيشعر بالإثارة للوهلة الأولى نظرا للإمكانيات الخارقة التي تقدمها الطائرات، والأسلحة المستخدمة، وكذلك الارتفاع عن الأرض لمسافة تصل إلي 30 ألف قدم. ومن ضمن عيوب اللعبة أيضا أنها لا تقدم اختيارات كافية فيما يتعلق بأنظمة اللعب الجماعي، فباستثناء إمكانية مشاركة أربعة لاعبين في مباراة قتالية من خلال شبكة الإنترنت، ونظام المساعدة بين اللاعبين، فاللعبة لا تقدم خيارات متنوعة للعب الجماعي عبر الأجهزة. ورغم قدرات اللعبة العالية ومناظرها الإبداعية وتصميمها الرائع إلا أنها لا تعتبر الأفضل فيما يتعلق بالتقنية المستخدمة على مستوى أجهزة البلاي ستيشن 3. جدير بالذكر أيضا أن اللاعب سينبهر بمشاهد بانورامية بديعة ولقطات جغرافية من جميع أنحاء العالم، ويعد هذا من ضمن أفضل مميزات اللعبة، فاللاعب الطيار يقود طائرته فوق مدن كثيرة يراقبها من فوق ويتمتع بمناظرها الواقعية مما سيجعله يشعر كأنه يقاتل فوق برنامج Google Earth الشهير والذي يعطى صورا بالقمر الصناعي لكافة البقاع على سطح الكرة الأرضية. وخلاصة القول، فإن اللعبة جيدة جدا وناجحة بصورة كبيرة ولكنها غير واقعية ومبالغ في تفاصيلها بصورة كبيرة، سواء في حركة الطائرة، أو في إطلاق القذائف، أو في تدمير الأهداف. لذا فقد حصلت على تقييم مرتفع نسبيا يبلغ 7 درجات من عشر.