حلم اوباما هل يتحول إلى حقيقة ؟ بهذا السؤال الموجز والمباشر تساءلت "الجارديان البريطانية" عن مدى واقعية احتمال تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية. وقالت الصحيفة ن هذا السؤال طرح نفسه، بسبب عدة أحداث شهدها الأسبوع الماضى قد تبشر بإمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات تمهد من أجل نزع السلاح والتخلص من العقبات المحتملة فى طريق ذلك. وقالت الصحيفة إن الحدث الأول يتضمن فى واقع الأمر حدثين وهما إعلان تقرير "مراجعة الوضع النووى" الجديد للرئيس الأمريكى باراك أوباما والتوقيع فى براغ على معاهدة نووية جديدة بين الولاياتالمتحدة وروسيا لخفض مخزونات الأسلحة الإستراتيجية. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر يمثل خطوات لطفل صغير لإحراز تقدم آخر طفيف باتجاه هدف أوباما للوصول إلى كوكب خال من الأسلحة النووية، لكن فى الآجل المؤقت مازال العالم مدججا بهذا السلاح. وأوضحت الصحيفة أن تقرير "مراجعة الوضع النووى" ربما كان الأكثر الأهمية، فبينما جاء مخيبا لآمال الناشطين فى مجال نزع هذا السلاح الذين كانوا يأملون فى إعلان أمريكى بعدم المبادرة باستخدامه، فإنه يمثل عقيدة نووية كبيرة جديدة. فما كانت الولاياتالمتحدة تحتفظ بحق استخدامه للرد على أى هجوم ضدها أو ضد حلفائها بأسلحة دمار شامل، فقد تعدل الوضع الآن، لكى تشكل الأسلحة النووية رادعا ضد هجوم نووى. وكان هذا طلبا للدول التى تسعى للحصول على التزام صريح من الولاياتالمتحدة باستبعاد استخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير النووية، باعتباره مبادلة. وقالت الصحيفة، إن الحدث الثانى هو مؤتمر حظر الانتشار النووى الذى استضافته واشنطن فى مسعى دولى لمنع وصول المواد النووية لايدى الارهابيين وكذلك احكام دائرة الحصار حول ايران التى تسعى بكل السبل لامتلاك السلاح النووى . صحيفة الاندبندنت من جانبها قالت إن إعلان إيران المضي في برنامجها النووي ببناء أجهزة طرد مركزي أشد سرعة لتخصيب اليورانيوم قد زاد من صعوبة الموقف بالنسبة للرئيس أوباما والذي يسعى لحشد التأييد الدولي لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي. وتشير الصحيفة إلى مؤتمر نزع السلاح النووي بهدف تعزيز التعاون الدولي لحماية المواد النووية ومكافحة الإرهاب النووي، وترى أن الجهود لكبح طموحات إيران ستتجلى بشكل كبير في المؤتمر. وتقول الاندبندنت إن مهمة أوباما قد تعقدت بإصرار تركيا على أنها ستضغط لنزع سلاح إسرائيل النووي كجزء من الشرق الأوسط الخالي من الأسلحة النووية حتى بعد قرار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إدارة ظهره للاجتماع. وتضيف الصحيفة أن موقف تركيا الذي أكدته الجمعة وزارة الخارجية في عاصمتها أنقرة هو دليل آخر على أن الترسانة غير المعلنة للدولة اليهودية والتي يقدر المحللون بأنها قد تصل إلى مائتي رأس نووي من غير المرجح أن تختفي عن ساحة النقاش، فيما تحاول الدول الغربية إجبار إيران على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، والذي يشكل الجزء الرئيسي في ما يشتبه به على نطاق واسع من محاولة للحصول على أسلحة نووية. وتشير الاندبندنت إلى إعلان نتنياهو بعدم حضور مؤتمر واشنطن، وإرسال نائبه ووزير الاستخبارات والطاقة النووية دان ميريدور بدلا عنه، وسط تقارير بأن تركيا ومصر تعزمان على استخدام المؤتمر الذي ستحضره 47 دولة لتركيز الأضواء على إسرائيل.