تجمع آلاف المواطنين الإيطاليين في شوارع تورينو بشمال إيطاليا انتظارا لجنازة جياني أنييلي الرئيس الفخري لشركة " فيات" والذي كان رمزا لبريق مرحلة التجديد في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية. كما كان صديقا لنخبة من الشخصيات العالمية مثل الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي والزعيم الليبي معمر القذافي. ولذلك حضر الصلاة التي أقيمت في كاتدرائية تورينو عدد كبير من رجال السياسة والأعمال والرياضة في إيطاليا علي رأسهم رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني والرئيس الإيطالي كارلو ازيليو شيامبي. وكانت أسرة انييلي قد أعلنت مساء الجمعة الماضية وفاة زعيمها الذي نجح في تحويل شركة فيات لصناعة السيارات من شركة صغيرة تمتلكها عائلته إلى كيان عالمي عن عمر يناهز81 عاما. وقد اعتلت صحة انييلي مؤخرا وسافر العام الماضي إلى الولاياتالمتحدة للعلاج من سرطان البروستاتا. وانييلي ورث شركة "فيات" عن جده الذي قام بتأسيسها عام 1899 ثم اصبح جياني مديرا لها عام 1963 ثم رئيسا عام 1966 وهو منصب شغله لمدة 30عاما. واشتهر انييلي الملقب "بالمحامي" خارج إيطاليا لقدرته على تكبير وتوسيع شركة " فيات" لتصبح تكتلا عالميا. كما نجح في قيادتها أثناء كوارث المال والأعمال والاضطرابات النقابية والهجمات الإرهابية على مدار 40 عاما. وكان أنييلي يحظى بجاذبية خاصة عند الإيطاليين وقال الكثيرون من عشرات الآلاف الذين انتظروا طوال الليل في جو بارد لرؤية نعشه في مصنع" لينجوتو" التابع ل" فيات" انهم أتوا احتراما لشخصيته الملهمة. وكان أنييلي المشجع الأول في إيطاليا بلد عشاق الرياضة فهو مالك نادي" يوفنتوس" القوي لكرة القدم وفريق فيراري بطل سباقات الفئة الأولى للسيارات. كما تحولت مدينة تورينو بفضل نجاح " فيات" الهائل من مدينة صغيرة هادئة إلى مدينة صناعية منتعشة ارتفع عدد سكانها بسرعة بعد أن هجر الآلاف جنوب إيطاليا الفقير بحثا عن حياة افضل. وتأتى وفاة انييلي في الوقت الذي يجتمع فيه نحو 70 من أفراد عائلة انييلي في تورينو لبحث حلول لأسوأ أزمة تتعرض لها فيات في تاريخها الممتد لأكثر من مائة عام.