استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قرار السلطات الأنجولية بمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم على أراضيها، وهدم المساجد الشهر الماضي. وأكد الاتحاد في بيان له اليوم، أن القرار يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان في الحياة الكريمة، والحرية الدينية، ويتنافى مع مبادئ التسامح والتعايش السلمي، لاسيما في إفريقيا، التي يشكل المسلمون أكثر من نصف سكانها، ويشكل الإسلام وثقافته تراثا مشتركا بين أغلب شعوبها، وبخاصة في هذا الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات، وتتكاتف الجهود من أجل عالم يسوده السلام والتسامح والحرية. وأشار الاتحاد إلى انه قبل يومين، أفادت تقارير إعلامية بأن السلطات الأنجولية قررت حظر الإسلام على أراضيها، ومنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية؛ بدعوى أن الحكومة لا ترحب بالمسلمين المتشددين على أراضيها. وقال بيان الاتحاد العالمي إن السلطات الأنغولية هدمت يوم 17 أكتوبر الماضي مسجدا في بلدية فيانازانغو بالعاصمة لواندا. ودعا الاتحاد السلطات الأنجولية إلى العدول عن هذا القرار الظالم، والرجوع إلى العدل والإنصاف مع الأقلية المسلمة المسالمة، وعدم الخلط بين الإسلام والتطرف والإرهاب، وغيرها من الممارسات الشاذة الغربية على عقيدة الإسلام وشريعته وروحه، التي ما فتئ الاتحاد يدينها ويندد بها. كما دعا الاتحاد منظمة الأممالمتحدة، وهيئاتها المتخصصة في حقوق الإنسان، وحماية حرية العقيدة والتدين، وحرية الرأي، وحقوق الأقليات الدينية والثقافية، إلى التدخل العاجل لإنصاف الأقلية المسلمة في أنجولا، والدفاع عن حقها في ممارسة شعائرها الدينية. وطالب الاتحاد على منظمة التعاون الإسلامي, ومنظمة الاتحاد الإفريقي، وغيرهما من المنظمات الدولية، والإقليمية، والهيئات المهتمة بالحقوق والحريات، والسلام العالمي والتعايش بين الشعوب، بالتدخل على وجه السرعة لدى الحكومة الأنجولية؛ للعدول عن هذا القرار العنصري المجحف بالأقلية المسلمة الأنجولية. وأضح أن القرار مصادم لكل المواثيق الدولية، والحقوقية، المتعلقة بحقوق الإنسان وحريته. كما يصادم التوجه العالمي نحو السلام، ومنع الصراعات والحروب الداخلية والأهلية، لاسيما على أساس الدين والعرق. كما دعا الاتحاد حكام المسلمين في إفريقيا، وفي العالم الإسلامي كله أن يدافعوا عن إخوانهم المستضعفين من الأقليات الإسلامية، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. واكد الاتحاد تضامنه ووقوفه مع الأقلية المسلمة في أنغولا في مظلمتها، ويدعو قادتها – بصورة خاصة - إلى الصبر والحكمة، والتعامل مع الموقف بعقلانية، بعيدة عن ردات الفعل المتطرفة.