أكد حزب الأصالة، بصفته عضوًا مؤسسًا للتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أن البيان الذي صدر عن التحالف، أمس، موجه بالأساس للشعب المصري وللقوى الوطنية التي يحب أن تلتحق بركب الثورة، حتى من الذين نزلوا في 30 يونيو، وغير موجه للانقلابيين ومن يسير في ركابهم، فالحزب والتحالف لا يعترفان من الأساس بهولاء الانقلابيين. وأوضح الحزب- في بيان له- أن مسألة التفاوض من الانقلابيين غير مطروحة، ولكن ما صدر من بيانات كانت على سبيل طرح رؤية تفصيلية لما سيعمل عليه التحالف من خطوات بعد إسقاط الانقلاب، وأنهم حينما يتحدثون عن مسار دستوري، فذلك يعني بالضرورة حماية إرادة الشعب التي عبر عنها عبر استحقاقات انتخابية واستفتاءات، أسفرت في النهاية عن وجود رئيس منتخب ودستور ومجلس نيابي.
وتابع البيان "حين نتكلم عن إرادة الشعب نعني احترام اختياراته عبر الانتخابات الحرة النزيهة الشفافة، سواء التي قبل الانقلاب أو ما سيتم إجراؤه عقب إسقاط الانقلاب"، لافتا إلى أن التحالف بصدد طرح رؤى أكثر تفصيلية بشأن الإصلاح المجتمعي والاقتصادي وتطهير المؤسسات التنفيذية والعدالة الانتقالية، وغيرها من الإجراءات الضرورية لإصلاح ما أفسده المجلس العسكري على مدار السنوات التي تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير، حتى وقوع الانقلاب وما جرى بعده من مفاسد.
ومن جهته صرح أمام يوسف، عضو الهيئة العليا للحزب، بأن بيان التحالف ليس به أي تنازل كما يشاع عبر بعض الصحف، ولا توجد أي مفاوضات مع العسكر، ومطالب التحالف واضحة وصريحة منذ بدء الإنقلاب وحتى هذة اللحظة. كما أكد حاتم أبو زيد، المتحدث الإعلامي لحزب الأصالة، أن بيان التحالف، اليوم، ليس به أي تنازل كما يشاع عبر بعض الصحف، وأن البيان في تأكيده العودة للشرعية الدستورية كان يعني تأكيد عودة مؤسسات الدولة القائمة قبل الثالث من يوليو، من رئيس منتخب، ودستور، ومجلس تشريعي.
ونفى ما يشاع حول تنازل التحالف أو سعية للتفاوض مع الانقلابيين الذين لا يعترف بهم ولا بحكومتهم، فليس من المقبول ولا المتصور بعد كل تلك التضحيات وما قطعه وما بذله الشعب من جهد في سبيل استرداد حرياته وكرامته أن يهدر كل ذلك رخيصا، ويخون أرواح الشهداء ودماء المصابين، وقبل هذا يخون الوطن والأمانة. وأكد المهندس إيهاب شيحة، رئيس الحزب، في لقائه مع الجزيرة مساء أمس السبت، بأن البيان رسالة للشعب وللقوى الوطنية لتكوين جبهة وطنية ضد الانقلاب، وليست مبادرة لقادة الانقلاب أو حكومتهم التى لا نعترف بها، فكيف نقدم لها مبادرات؟!.
وأضاف شيحة بأن التحالف كان متهما بعدم وضوح الرؤية، رغم أن موقفه معلن وواضح من أول يوم، فخرجنا اليوم برؤية مكتوبة يستتبعها تصوراتنا ورؤيتنا لمسارات الخروج من الأزمة خلال الأيام القادمة، مشيرًا إلى أن هذه المسارات تسير بالتوالى والتوازى، تبدأ بمسار إسقاط الانقلاب، يليه مسار بناء مؤسسات الدولة، ويتوازى معه مسار تطهير الأجهزة التنفيذية، ومعها الحفاظ على الحراك الشعبى فى الشارع؛ لأنه سيكون ظهير حملة التطهير، هذا فضلا عن المسار السياسى والاقتصادى، ومسار الحراك المجتمعى بعدما فرق العسكر بين تيارات الشعب وشركاء الثورة.