قال تحليل مطول بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعنوان "عبادة السيسي" أن قيام بعض المصريين برفع صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي وإطلاق حملات لدعم ترشحه لرئاسة الجمهورية ينبع من رغبتهم في التغلب على إحساسهم بالعجز حيث ينظر غالبية المصريين إلى الجيش باعتباره مرادفا للدولة المصرية معتبرين أن دعم السيسي هو الوسيلة التي تمكنهم من تحقيق ما يفتقدونه في بلدهم من قوة واستقلال وازدهار. وأوضح التحليل ما وصفه ب "الحقائق غير المريحة" لهؤلاء المصريين منها أن السيسي لم ينفصل عن العهد البائد حيث كان مدير للاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس مبارك المخلوع وأثناء حكم المجلس العسكري عقب ثورة 25 يناير، مضيفا أن الجيش المصري الذي من المفترض أن يقف في وجه الولاياتالمتحدة بعد إسرائيل هو أكبر متلق للمساعدات الأمريكية. وأضاف التحليل أن المؤسسة العسكرية في مصر هي من شكلت السياسة والاقتصاد طوال ال 60 عاما الماضية وهي واحدة من أكثر المؤسسات المسئولة عن الفساد وتراجع البلاد خلال العقود الماضية. وتابع التحليل أن الدستور الذي تناقشة لجنة ال 50 المعينة من قبل الانقلاب من شأنه أن يزيل أي رقابة مدنية على الميزانية العسكرية كما سيمنح الجيش القول النهائي في تعيين وزير الدفاع والأسوأ من ذلك – بحسب التحليل – أن هذا الدستور الانقلابي سيسمح للمدنيين بالوقوف أمام المحاكم العسكرية بما ينتهك الحقوق. ولفت التحليل إلى الأحكام العسكرية التي صدرت الأسبوع الماضي ضد العشرات من أنصار الشرعية ووصلت إلى أحكام بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى إحالة الصحفي أحمد أبو دراع إلى المحاكمة العسكرية بزعم نشره لأخبار كاذبة عن عمليات الجيش في سيناء. ورصد التحليل الفارق القوي بين ثورة 25 يناير التي هتف فيها المصريون "ارفع راسك فوق انت مصري" في إشارة إلى اعتزازهم بأنفسهم وبكرامتهم وبين ما حدث في انقلاب 30 يونيو حيث رفع المتظاهرون صور السيسي لتمجيد رجل آخر و "عبادته".