كشفت وكالة الأنباء الإيرانية أمس، عن لقاء سري جمع مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) حسين أمير عسري عبد اللهيان، مع مدير مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، ياسر عثمان، مشيرة إلى أنه استهدف مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، وهو لقاء “نادر”، بالعاصمة طهران، بحسب الوكالة. وقالت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، إنه “جرى خلال اللقاء التباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك من قبل البلدين، ومنها العلاقات البرلمانية، فضلاً عن التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتاكيد على أهمية دعم الشعب الفلسطيني”، كما تبادلا وجهات النظر حول التطورات الاقليمية والدولية. يشار إلى أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ عقود، لكن الجانبين يعقدان على فترات متباعدة لقاءات مماثلة لتبادل وجهات النظر، كان أحدثها في أكتوبر 2017 بين المسئولين نفسيهما. زيارة غير معلنة ويأتي اللقاء بعد أيام من زيارة غير معلنة مسبقا للواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني بالنظام السوري، الأحد الماضي، التقى خلالها رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل. وجاء اللقاء رغم استمرار الدعم الإيراني للحوثيين باليمن ضد الحرب التي تخوضها السعودية الحليف الأول والأبرز لمصر، التي وعد قائد الانقلاب فيها عبد الفتاح السيسي بأنه لن يسمح بأي اعتداء على أي من دول الحليج وأن الجيش المصري مسافة السكة سيكون تحت أمر دول الخليج. ولكن على ما يبدو أن هناك ترتيبات إقليمية تجري بأوامر امريكية، دفعت الإمارات لإعادة افتتاح سفارتها بسوريا الحليف الأبرز والذي تديره مليشيات إيران في أسوأ حرب اهلية تخاض ضد الشعب السوري وجاء افتتاح الإمارات سفارتها أمس الحميس بدمشق على عكس مواقف الإمارات السابقة من الاجرام السوري بحق الشعب، وبعكس الترتيبات الإقليمية الإخرى من اتفاق إقليمي تقوده السعودية في البحر الأحمر ضد إيران وفي سبيل عزلها إقليميا فيما يعرف ب”كيان البحر الأحمر”. الرئيس السوداني ومن ضمن الترتيبات الإقليمية، جاءت زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى سوريا، وقابل الرئيس السوري، بشار الأسد، كأول رئيس عربي يزور دمشق منذ 2011. كما أعلنت كل من الإمارات والبحرين عودة العمل في سفارتيهما في دمشق، رغم تجميد الجامعة العربية منذ 2011 مقعد سوريا. وفي السياق ذاته، أعلنت وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، أن "عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، التقى اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني في النظام السوري، خلال زيارة نادرة يقوم بها مسؤول أمني بارز في النظام السوري لمصر منذ اندلاع النزاع في سوريا. وهذه الزيارة هي الثانية المعلنة للمملوك إلى القاهرة، وكان قد زارها في اكتوبر 2016 بدعوة من الجانب المصري أيضًا، وفق ما نقل الإعلام الرسمي للنظام السوري حينذاك. وكان مصدر سياسي سوري مواكب لتلك الزيارة قال يومها لفرانس برس إن "الزيارة ليست الاولى للمملوك إلى القاهرة، إلا أنها أول زيارة معلنة”. ويعد مملوك واحدا من أفراد الحلقة الضيقة المحيطة برئيس النظام بشار الأسد، واسمه مدرج على لائحة العقوبات الأوروبية المفروضة على أركان النظام ومتعاونين معه. مذكرات توقيف وهو ايضا واحد من ثلاثة مسؤولين في النظام السوري أصدرت فرنسا في نوفمبر الماضي مذكرات توقيف بحقهم للاشتباه بتورطهم في جرائم استهدفت بشكل خاص مواطنين فرنسيين من أصل سوري. يشار إلى أنه بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011، قطعت الكثير من الدول الغربية والعربية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، وأبقت أخرى تمثيلا محدودا مثل مصر الممثلة بالقائم بالأعمال. وعلقت الجامعة العربية عضوية دمشق في نوفمبر 2011. وتشير تلك التحركات الى ترتيبات تتم بتنسيق امريكي لاعادة صياغة المنطقة ، لتلطيف وتبريد المنطقة تمهيدا لصفقة القرن وانهاء القضية الفلسطينية بعمالة مصرية من قائد الانقلاب الدموى غير مسبوقة.