تناول تقرير بقناة الجزيرة الفضائية، اليوم الثلاثاء، نشرته على موقعها الإلكتروني "الجزيرة نت"، جملة من الأكاذيب حاول إعلام الفلول والثورة المضادة إلصاقها بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ومنها: أخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها، وإبرام صفقة بين الإخوان وقطر لتأجير قناة السويس، والتنازل عن مثلث حلايب وشلاتين للسودان، وإقصاء المعارضة، وغيرها من الاتهامات. وأوضح التقرير أن كل ما سبق اتهامات وجهت إلى الرئيس مرسي طيلة العام الذي قضاه في منصبه رئيسا منتخبا للبلاد، وكانت تتردد يوميا في الصحف والقنوات الفضائية، حتى تلك المحسوبة على الدولة. وتساء التقرير: "أين ذهبت هذه المشكلات؟ هل تم حلها والقضاء عليها؟ وهل أصبحت الأحوال الاقتصادية والمعيشية في مصر مزدهرة فتوقف الإعلام عن ذكر أي مشكلات؟ وهل ما زال الانقسام الذي أحدثه مرسي في الشارع المصري مستمرا؟ وماذا عن أزمة حوض النيل؟ وهل حصلت قطر على قناة السويس، والسودان على مثلث حلايب وشلاتين؟ وهل توقف النظام عن استقبال المنح والمعونات من الدول التي تدعمه سياسيا؟". وأجاب التقرير عن الأسئلة بشواهد مؤشرات ما يحدث في مصر الآن، فالانقسام الذي اتهم مرسي بإحداثه في المجتمع المصري أصبح اليوم بلون الدماء، حيث سقط آلاف القتلى والجرحى بسبب الاختلافات السياسية، بالإضافة إلى اعتقال عشرات الآلاف من أبناء التيار الإسلامي وأنصار الشرعية. كما رصدت الجزيرة أيضا دعوات إقصاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الشرعية التي أصبحت تملأ الفضاء الإعلامي الانقلابي في مصر، وأصبح حظر الجماعة من ممارسة العمل السياسي مسألة وقت حسبما يرى المراقبون، أما من يثبت تأييده للشرعية ورفضه للانقلاب فإن الاتهامات جاهزة لتنسب له دون عناء، وأبرزها التخطيط لقلب نظام الحكم والتحريض على العنف والقتل والانتماء لجماعة "إرهابية".. إلخ. وعن مفاصل الدولة التي سيطر عليها مرسي ب"الأخونة"، حسب زعم إعلام الانقلاب، رصد تقرير الجزيرة حقيقة أن "العسكرة" هي الواقع الجديد في الدولة المصرية بعد أن أصبح لواءات القوات المسلحة والشرطة على رأس غالبية المحافظات. ومن الناحية الاقتصادية، يضيف التقرير أنه بعد مرور شهرين فقط على الانقلاب، صرخت حناجر المدافعين عن الانقلاب بأن الاقتصاد المصري يمر بمحنة كبيرة، وأصيبت السياحة المصرية في مقتل، بعد تحذير عدد من الدول لرعاياها من التوجه لمصر، وإحجام عدد كبير من شركات السياحة عن تنفيذ برامجها، كما وضعت العديد من الأبحاث ومراكز الدراسات مصر في مرتبة متدينة جدا في مستوى المعيشة، فضلا عن ما تردد عن تراجع الاحتياطي النقدي وغيرها من المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد أن الاقتصاد المصري أصبح على حافة الانهيار. وأشار تقرير الجزيرة إلى أن الاتهامات التي وجهت لمرسي وأنصاره لم تقتصر فقط على فترة العام الذي قضاها في السلطة، لكنها امتدت أيضا لأنصاره في اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، فكثير من وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب اتهمت هؤلاء بتخزين أسلحة وذخائر بكميات كبيرة استعدادا لفض الاعتصامين. كما بالغت بعض الوسائل الإعلامية في اتهام أنصار الشرعية بالقول إن هناك أسلحة كيميائية في رابعة العدوية، ثم تم فض الاعتصامين بخسائر كبيرة بين قتلى وجرحى في صفوف المعتصمين, وقبلها زارت وفود من الصحفيين والمراسلين الأجانب مقر الاعتصامات وأكدت أن المعتصمين لا يحملون أسلحة أو ذخائر، وهو ما سبق أن أكده العديد من شهود العيان المستقلين. واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الصحفيين والإعلاميين استطاعوا مهاجمة مرسي في عهده، بل والسخرية منه والتهكم عليه، ورغم ذلك لم يتم اعتقال أحد منهم، في مقابل إغلاق القنوات التليفزيونية المؤيدة للشرعية عقب الانقلاب مباشرة واعتقال عدد كبير من كوادرها، كما بدأ الإعلام المؤيد للانقلاب في حملة تحريض واسعة ضد كل من يؤيد مرسي ويرفض الانقلاب عليه.