لم يكذب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي حين قال "وبكره تشوفوا مصر" ملوحا بثلاثة من أصابعه (إشارة التهديد) فأصبح المصريون يرون يوميا صباح مساء صور الدماء والقتل والأشلاء والحرق وانتهاك حرمات المساجد والاعتقال والسلاح الذي اشتروه بأموالهم يشهر في وجه الحرائر.. شهد المصريون ولا يزالوا يشهدون قتل الفرحة في عيون صغارهم وكبارهم.. شهدوا كيف تغتال قوات السيسي ووزير داخليته أحلام الشباب فقتل من يجهز لعرسه، ويتم أطفالا ورمل نساء، وجر مصر وأبنائها إلى مستنقع من الكراهية والانقسام ما كان ليتنبأ به "ابن سيرين" في تفسير أسوا كابوس يراه حيا.. وباتت آنات الثكالي ودموع اليتامي تلاحق سفاحي الانقلاب شاهد جديد بل هدية من هدايا الانقلاب شهدتها محافظة القليوبية عندما قامت قوات شرطة الانقلاب بمركز شرطة بنها بمطاردة اثنين من الأهالي دون أن تتبين من هويتهم أو أن يكون هناك هجوما من الجانب الآخر، مما أسفر عن مصرع شاب وإصابة آخر بكدمات بعد ضربه وسحله أمام أهله بقرية جمجرة التابعة لمركز ومدينة بنها بمحافظة القليوبية. وتبدأ الجريمة التي تضاف لسجل جرائم الانقلابيين عندما كان الشابان عبد المنعم حسين 25سنة واحمد سعيد 26 سنة يستقلان سيارة سوزوكى متجهان إلى مدينة بنها التي تبعد عن القرية بمسافة 3كيلو وذلك لإحضار بعض المستلزمات للقتيل (عبد المنعم) والذي كان يستعد لزفافه على عروسته الأسبوع القادم. وأثناء استقلال الشابين للسيارة سمعا صوت استغاثة صادرا من سيارة فهرعا لنجدة من يستغيث ظنا منهما ان هذا هو عمل إجرامي من أحد البلطجية على أحد الأهالي، وتوجها بسيارتهما إلى الصوت لكنهما فوجئا بشخصين يرتديان ملابس مدنية يحملان أسلحة آلية ولم يعرفا أن هؤلاء من قوات الشرطة التي قامت بمطاردة الشابين وأطلقت النار باتجاه سيارتهما ليسقط الأول شهيدا مدرجا بدمائه، أما الآخر (أحمد سعيد) فقد واصلت بلطجية الشرطة مطاردته إلى القرية إلى أن وصل إلى أمام منزله فحاصرت بلطجية الداخلية أمام منزله وأخرجوه من السيارة وقاموا بالتنكيل به وإصابته بعدة كدمات في أنحاء جسده ولم ينته الأمر على ذلك بل كيل له من السباب والشتائم القبيحة. تجمع الأهالي لاستطلاع الأمر ليكتشفوا بمقتل ابنهم عبد المنعم فقاموا باحتجاز ضابط وجنديين بعد فرار أحد الضباط كان مع قوات الشرطة أثناء المطاردة , لتصيب حالة من الغضب بل الغليان بين أبناء القرية حيث لم يكن هذين الشابين ينتميان لأي تيارات أو كيانات حزبية أو سياسية، كما أن هذا الشاب عبد المنعم حسين عائد من ايطاليا منذ بضعة أيام ويقوم بالاستعداد للزفاف خلال أيام قليلة إلا أن شرطة الانقلاب لم تمنحه الفرصة لكي يتم فرحته. وهكذا يسطر الانقلاب صفحة جديدة في سجل مجازره الحافل بالجرائم باستهداف وقتل الأبرياء من الأهالي ممن لا يمارسون العمل السياسي ولكن ميليشيات السيسي وبلطجية محمد إبراهيم لا تفرق فكل المصريون اصبحوا هدفا لهم لينفذ السيسي مقولته "وبكره تشوفوا مصر".