شهدت غزة خلال اليومين الماضيين أحداثًا مثيرة ارتقى خلالها 13 شهيدًا، وقتل 3 إسرائيليين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وقصف مقري قناة الأقصى والأمن الداخلي وأبنية سكنية، واستهداف المقاومة حافلة إسرائيلية. عملية خانيونس أقدم جيش الاحتلال على خطوة غير محسوبة؛ حيث تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى خانيونس جنوبي قطاع غزة، لتنفيذ عملية اختطاف القائد القسّامي نور الدين بركة. وسرعان ما اكتشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، العملية وأفشلتها واشتبكت مع الفرقة الصهيونية التي حاولت الفرار تحت غطاء كثيف من نيران طيران الاحتلال الحربي، بعد استشهاد “بركة” و6 قسّاميين. وتحسبًا لرد المقاومة طالبت “الجبهة الداخلية” في الجيش الصهيوني جميع سكان غلاف قطاع غزة بالبقاء في المناطق المحمية والملاجئ، وأُطلقت صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة؛ بسبب التوتر الأمني على الحدود، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قال إنه سيقطع زيارته لباريس. الاحتلال يعترف أعلنت كتائب “القسّام” تفاصيل الاشتباك مع منفذي العملية الفاشلة التي استشهد فيها بركة و6 مقاومين آخرين، فضلًا عن سقوط جرحى، فيما توعدّت فصائل المقاومة الاحتلال برد قاس وأعلنت النفير العام لجميع مقاتليها ووحداتها الميدانية. واعترف الاحتلال بسقوط قتيل قيل إنه ضابط رفيع في جيش الاحتلال انتشرت صورته على مواقع التواصل الصهيونية، وإصابة آخر وكلاهما من طائفة الدروز. وكشفت كتائب القسام أنها تمكنت من إفشال مخطط “صهيوني” عدواني كبير استهدف خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتسجيل إنجاز نوعي، مؤكدة أن العملية كانت تهدف إلى توجيه ضربة قاسية للمقاومة داخل القطاع. وأجرت سلطات الانقلاب العسكري في مصر اتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في محاولة للتهدئة، وتضامن عدد كبير من نشطاء منصات التواصل الاجتماعي مع غزة ودشن نشطاء هاشتاج #بالمرصاد يشيد بنجاح المقاومة في إفشال عملية خانيونس ويسرد حكاية القائد القسّامي الشهيد نور الدين بركة. رد عنيف أسفر العدوان الصهيوني على غزة عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 9 آخرين، بينما واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية رشق مستوطنات صهيونية أبرزها عسقلان؛ ما تسبب في وقوع عدة إصابات بين المستوطنين. وأمطرت فصائل المقاومة الاحتلال بأكثر من 300 صاروخ وقذيفة من غزة على مناطق عدة، ما أسفر عن إصابة أكثر من 50 صهيونيًا، كما استهدفت المقاومة حافلة صهيونية في مستوطنة متاخمة للقطاع شرقي جباليا. وطالب جيش الاحتلال المستوطنين بالبقاء في الملاجئ، ودوت صافرات الإنذار مجددًا في عسقلان والخليل ومنطقة البحر الميت والنقب الغربي وعين جدي، وقصفت قوات الاحتلال مقر فضائية الأقصى التابعة للمقاومة، ومقرًا للأمن الداخلي في القطاع وعددا من البنايات السكنية في غزة. تهديد ووعيد هددت كتائب القسام في بيان لها بتوسيع دائرة النار، وقال بيان للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة إن عسقلان هي البداية وإن أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي للمقاومة إذا تمادى الاحتلال في عدوانه على المدنيين في القطاع. وقالت الكتائب: إن نحو مليون “صهيوني” سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخ المقاومة إذا استمر العدوان، وحملت قيادة الاحتلال ما حصل في عسقلان. وحذرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، من أن استمرار العدوان واستهداف البيوت والأماكن العامة والمقرات المدنية قد يدفع المقاومة إلى توسيع دائرة الرد، وقصف ما بعد مدينتي بئر السبع أسدود، وحذرت المستوطنين من الخروج من الملاجئ. تواصل العدوان وتَواصلت الغارات الصهيونية، ظهر اليوم، على غزة واستهداف الأبنية السكنية واستشهد 3 مدنيين وأصيب آخرين، وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ ليل الأحد وحتى ظهر الثلاثاء إلى 13 شهيدًا، فيما علقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الدراسة اليوم في قطاع غزة حفاظًا على سلامة الطلاب. وأعلنت وسائل إعلام العدو مقتل مستوطنيْن اثنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء سقوط صاروخ على بناية سكنية في عسقلان مساء الاثنين. تحرك دولي كثفت سلطات الانقلاب العسكري اتصالاتها مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لوقف التصعيد المتبادل بين الطرفين في قطاع غزة، لا سيما في ضوء قيام الجيش الصهيوني بتكثيف غاراته الجوية والقصف المدفعي للقطاع. واعتبر مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، أن دولة الاحتلال ضحية هجمات، وأنها مضطرة للرد العسكري دفاعًا عن نفسها. وحملت منظمة التحرير الفلسطينية الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات المستمرة على قطاع غزة، وتطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، لمنع تكرار المجازر بحقه.