قالت وكالة "رويترز" العالمية أن محرري صحيفة "الحرية والعدالة" يعملون لنشر الحقيقة على الرغم من حملة الاعتقالات والتنكيل التي يشنها الانقلابيون على رافضي الانقلاب العسكري وضد جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة مشيرة إلى أن شبكة محرري الصحيفة يواصلون عملها في ظروف استثنائية وقاسية من أماكن مجهولة خشية تعرضهم للاعتقال والملاحقة الأمنية في ظل تضييق الخناق على وسائل الإعلام الرافضة للانقلاب. وأشارت رويترز إلى البيئة المشحونة والظروف القاسية التي يعمل تحتها محرري "الحرية والعدالة" لافتة إلى أن اجتماع الصحفيين في صالة التحرير ومناقشة قصصهم الإخبارية خيارا لم يعد متاح لصحفيي الحرية والعدالة في ظل تصميم الحكومة الانقلابية على سحق كل ماله صلة بالإخوان المسلمين مضيفة ان المحررين غير قادرين على مقابلة مصادرهم في الأماكن العامة. وأضافت رويترز أن صحفيين الحرية والعدالة تركوا منازلهم ولا يرون عائلاتهم بالأسابيع، ونقلت عن الزميل "محمد العزوني" قوله "لم أرى أسرتي منذ شهرين" مضيفا أنه بمعاونة 50 زميل له بالصحيفة ينتجون محتوي الصحيفة بشكل يومي والذي تقلص من 16 صفحة إلى النصف وذلك بعد اعتقال د. سعد الكتاتني رئيس مجلس إدارة الصحيفة ورئيس حزب الحرية والعدالة الذي يمول الصحيفة. وتابع العزوني "أننا لم يعد بإمكاننا الوصول إلى الحساب البنكي للصحيفة بعد اعتقال الكتاتني للحصول على رواتب المحررين، وتم خفض عدد النسخ المطبوعة من 100 ألف نسخة إلى 10 آلاف نسخة يومية توزع في القاهرة فقط" مشيرا إلى أن المحررين يعملون في الخفاء ويرسلون قصصهم عبر البريد الإلكتروني ويقوموا بتبديل أجهزة الحاسب لتجنب وصول أمن الدولة إليهم. وأشارت "رويترز" إلى واقعة استشهاد الزميل "أحمد عاصم" مصور الصحيفة في مجزرة دار الحرس الجمهوري لافتة إلى استهدافه من قبل قناص لقيام عاصم بتصوير عمليات القنص ضد المتظاهرين العزل الأمر الذي جعل القناص ينتقل برصاصه القاتل لصدر عاصم أثناء تصويره لينهي حياته ولكن يبقى مشهد قنصه الذي صوره عاصم خالدا يتداوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لكسر التعتيم الذي يفرضه الانقلاب على جرائمه. وأضافت رويترز أن صحيفة "الحرية والعدالة" تكافح من أجل الاستمرار والرد على قمع الانقلابيين على الرغم من إغلاق الحكومة لجميع القنوات الإسلامية والداعمة للشرعية. وقال إسلام توفيق مسئول ملف جماعة الإخوان بالجريدة أنه لم مداهمة منازل عددا من الزملاء واقتحمت قوات الأمن مقر الصحيفة – المغلق- للبحث عن معلومات حول الصحفيين. مؤكدا أن المحررين بالجريدة ويتواصلون من مقاهي الانترنت ونادرا ما يروا عائلاتهم وأصدقائهم. و شدد إسلام على مواصلة عملهم فى ظل أصعب الظروف مستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "أن أعظم الجهاد هو كلمة حق في وجه سلطان جائر" . وأشارت الوكالة إلى تدهور المناخ الذي يعمل فيه الصحفيين والمراسلين الأجانب عموما في مصر بعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس الشرعي د. محمد مرسي في 3 يوليو الماضي مشيرة إلى قرار المحكمة بغلق القنوات الفضائية الرافضة للانقلاب والقبض على صحفيين أجانب يعملون بالجزيرة الإنجليزية قبل ترحيلهم ومداهمة مكاتب هذه القنوات بالقاهرة والتشويش على ترددات هذه القنوات. وقالت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك أن 10 صحفيين رهن الاحتجاز في مصر و 64 على الاقل تم احتجازهم بشكل مؤقت أو تعرضوا للاعتداءات ومصادرة أدواتهم مشيرة إلى اعتقال شريف منصور الصحفي بقناة أحرار 25 . من جانبه وصف جوناثان كاير خبير أبحاث الكاريكاتير السياسي في مصر صمود صحيفة الحرية والعدالة بأنه " مثال لايصدق من المقاومة" مشيرا إلى أن الصحيفة تنشر بشكل يومي صور شهداء مجازر الانقلاب أثناء فض الاعتصامات في رابعة العدوية والنهضة مضيفا "عندما تخصص الصحيفة صحفة كاملة من إجمالي 8 صفحات فقط لكتابة جميع أسماء الشهداء فهذا مثال لا يصدق من المقاومة".