لم يفهم المصريون قرار حكومة الانقلاب، على لسان رانيا المشاط، وزيرة السياحة، التي أعلنت عدم نشر أي إحصائيات عن عدد السياح القادمين إلى مصر، الأمر الذي أثار دهشة المتابعين والمهتمين بالشأن السياحي. وتكشف سلطات الانقلاب بهذا القرار دولة الاستخبارات والأسرار التي تربى عليها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي بعقلية رجل المخابرات. وقالت المشاط، في تصريحات صحفية مساء أمس أول امس الإثنين خلال مؤتمر صحفي عقدته للترويح للحملة السياحية لعام 2019، في تصريح مثير: إن السبب الرئيسي وراء عدم الإفصاح عن المؤشرات الخاصة بأعداد السائحين الوافدين لزيارة مصر، هو أن هناك تعليمات من الدولة بعدم نشر أي إحصائيات عن القطاع السياحي، قائلة: “الأرقام موجودة، ولن تعلن إلا بتوجيهات من الدولة”. وأضافت المشاط أن الأرقام التي يتم تداولها عن السياحة المصرية ليست رسمية، فيما لم تفسر سر هذا الإخفاء ولمصلحة من، خاصة أن المفترض أن تعلن عن أرقام السائحين كدعاية لنجاح السياحة المصرية وجلب المزيد من السائحين. 90 مليار دولار يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بداية العام الحالي: إن مصر فقدت ما بين 80 و90 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية في إشارة إلى تراجع السياحة المصرية. واضاف السيسي أن “مصر خسرت ما يقرب 80 و 90 مليار دولار خلال السبع السنوات الماضية”، مشيرا إلى أن “السياحة المصرية تلقت ضربة قاصمة من تفجير طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء أواخر أكتوبر 2015 ومقتل 224 شخصا هم جميع من كانوا على متنها”. وكشفت تقارير اقتصادية أن إغراء المقصد السياحي المصري زاد عقب قرار البنك المركزي تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر 2016؛ حيث أدى ذلك إلى تراجع قيمة العملة المحلية إلى النصف وعزز القدرة التنافسية للقطاع. وسجلت مصر قفزة بلغت حوالي 123.5% في إيرادات السياحة لتصل إلى نحو 7.6 مليار دولار في 2017 مع زيادة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد 53.7% إلى نحو 8.3 مليون سائح. خسائر كبيرة من ناحية أخرى، كشف رئيس سلطة الطيران المدني المصري سامح الحفني أن غالبية المطارات المصرية منيت بخسائر كبيرة؛ بسبب ارتفاع تكلفتها العالية خلال عملية الإنشاء، في حين أكدت وزارة السياحة أن حجم الخسائر في هذا القطاع وصلت إلى 15 مليار جنيه من عام 2011 إلى 2018. وأكد الحفني، خلال مشاركته في مؤتمر نظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، الأسبوع الماضي، أنه برغم عدم وجود قيود على هبوط الطائرات القادمة من دول العالم على المطارات المصرية، فإن 4 مطارات فقط هي التي تحقق أرباحا. وقال: “مصر تمتلك 23 مطارا، وشركة مصر للطيران ضاعفت أعداد الرحلات الداخلية من مطار القاهرة إلى شرم الشيخ والغردقة من 2 أو 3 رحلات يوميا إلى 12 و13 من أجل تحقيق الأرباح”. ويعد قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المصريين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة، لكنه تضرر بشدة جراء سنوات من الاضطراب السياسي عقب انقلاب 2013. ووصلت أعداد الزائرين الأجانب إلى مصر بنسبة ارتفاع إلى 55.1 %، مقارنة مع العاميين الماضيين، ليصلوا إلى 8 ملايين و157 ألف سائح في 2017. ووصل عدد السياح الأجانب إلى مصر في 2010 إلى أكثر من 14 مليون سائح، وتراجع العدد إلى 5 ملايين وربع المليون سائح عام 2016، ليرتفع مجددا في عام 2017 إلى أكثر من 8 ملايين سائح.