للمرة الثالثة حلال أسبوع واحد يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على إهانة النظام السعودي ممثلا في الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه ولي العهد محمد بن سلمان، حيث ترمب مجددا، مساء أمس الخميس، أن على الدول التي تحميها الولاياتالمتحدة أن تدفع مقابل ذلك. وللمرة الثالثة خلال أسبوع، تحدث ترامب خلال تجمع انتخابي للجمهوريين، في ولاية مينيسوتا، عن مطالبته للعاهل السعودي الملك سلمان بأن تدفع المملكة الأموال لأمريكا مقابل حمايتها، وذلك بعد تصريحات مماثلة في تجمعين بولاية ميسيسبي الثلاثاء الماضي. وهدد ترمب سلمان بلغة صريحة للمرة الثالثة في أقل من أسبوع وقال له: ” أيها الملك سلمان.. هل تمانع في أن تدفع مقابل الحماية؟ .. هل تمانع؟.. ادفع.. إنكم تدفعون 30% فقط.. هل تمانع؟.. فقال سلمان لي: ولكن أحدا لم يطلب مني أنا لم أقصر.. فقلت له: إذن فلتدفع.. وسوف تقومون بذلك.. نعم سيدفعون.. قال لا أحد طلب منهم ذلك من قبل”. وترمب له تاريخ طويل من التصريحات التي تحط من قدر السعودية وتهزأ منها ومن عجزها عن الدفاع عن نفسها دون حماية أمريكا. وكشفت قناة “الجزيرة” خلال تقرير لها عن تعمد إهانة ترمب للسعودية، أنه في أبريل الماضي، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإن هناك دول ستسقط خلال أسبوع إذا رفعت عنها الولاياتالمتحدة الحماية. في ذلك الوقت زعم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن ترمب كان يقصد دولة قطر بهذا التصريح، مطالبا إياها بدفع “ثمن وجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي الحماية الأمريكية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها”. لكن الأيام تمر ويكرر ترمب نفس التصريح بالضبط لكنه يذكر صراحة اسم الدولة التي يقصدها، ليتضح أنها المملكة العربية السعودية دون غيرها. مكالمة هاتفية ترمب كشف عن فحوى مكالمة هاتفية بينه وبين الملك سلمان بن عبد العزيز قبل يومين، حذر فيها العاهل السعودي من أنه لن يبقى في السلطة “لأسبوعين” دون دعم الجيش الأمريكي. ويوم السبت الماضي قال ترمب خلال تجمع لمؤيديه في ولاية فرجينيا إنه أبلغ الملك سلمان أنه من دون الولاياتالمتحدة “الرب وحده يعلم ماذا سيحدث” للمملكة، قائلا إن بلاده يجب أن تحصل في مقابل “الأمان” الذي توفره للسعودية على حصة من تريليونات الدولارات من خزائن السعودية. ولم تكن تلك التصريحات المهينة التي كررها ترمب مرتين خلال 4 أيام فقط عن السعودية هي الأولى، فلترمب تاريخ طويل من التصريحات التي تحط من قدر السعودية وتهزأ منها ومن الأموال الطائلة التي تمتلكها وكذلك عجزها عن الدفاع عن نفسها دون حماية أمريكا. السلطات السعودية ولم تعلق السلطات السعودية على تصريحات ترمب، و تجنبوا الرد عليها مقابل الرد العنيف الذي أبدوه ضد كندا عندما انتقدت الأخيرة أوضاع حقوق الإنسان في السعودية. وفي أبريل الماضي، كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن ترمب هاجم مسؤولين من السعودية والإمارات، بسبب عدم تقديمها موارد كافية لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا، ونقل التقرير عن ترمب قوله إن “الملوك الأغنياء لهذه الدول سيضطرون إلى التخلي عن طائراتهم الخاصة ونمط حياتهم الفخم حال انسحاب أمريكا من المنطقة”. وقال ترمب لمسؤولين سعوديين “إنكم من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم مدة أسبوعين، ولكنتم انتقلتم إلى رحلات تجارية عادية (بدل طائراتكم الخاصة)”. وخلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن في مارسالماضي، قام ترمب بإحضار لوحة عليها المبالغ التي دفعتها أو ستدفعها السعودية للحصول على صفقات سلاح من أمريكا، معتبرا أن تلك المبالغ ضئيلة بالنسبة للمملكة. وفي أبريل2017 قال ترمب في حوار مع وكالة “رويترز “بصراحة السعودية لم تعاملنا بعدالة، لأننا نخسر كماً هائلاً من المال للدفاع عن السعودية”. ليست ذات اعتبار وفي نوفمبر 2016 انتقد ترمب الرئيس السابق باراك أوباما بسبب عدم استقبال أي مسؤول سعودي له في المطار عند ذهابه في زيارة إلى المملكة، قائلا إنه لو كان الرئيس ولم يجد الملك في استقباله بالمطار فإنه سيغادر المكان ويعود أدراجه فورا، واصفا السعودية بأنها من الدول التي ليست ذات اعتبار. في يوليو2016، قال ترمب المرشح الرئاسي وقتها إنه يحب السعوديين لأنه ربح الكثير من المال منهم، مضيفا “هم يشترون مني الكثير، الكثير من الألعاب من ترمب، ويدفعون لي الملايين ومئات الملايين، لكن هل تعلمون؟ أنهم يصنعون مليار دولار يوميا يا أصدقاء. وعندما يقعون في ورطة، فإن جيشنا يهتم بهم، ولا نحصل على شيء في المقابل”. وفي أغسطس2015، قال ترمب في حوار مع قناة (إن بي سي) إن السعودية دولة ثرية ويجب أن تدفع مقابل تحالفها الدبلوماسي مع الولاياتالمتحدة. مضيفا “سواء أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية.. أنا لا أمانع بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء بالمقابل.. عليهم أن يدفعوا لنا” وتابع “السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيرا إلى نفطهم، وبحال تغيّر الحكم بأمريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الإطلاق ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله”. نحن نحميك وأمام تجمع انتخابي في ساوثافن في مسيسيبي، قال ترامب “نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك، الملك سلمان. لكني قلت: أيها الملك نحن نحميك، ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين من دوننا، عليك أن تدفع لجيشنا”. والسبت الماضي قال ترامب إن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز يمتلك تريليونات من الدولارات، وأضاف أنه من دون الولاياتالمتحدةالأمريكية “الله وحده يعلم ماذا سيحدث” للمملكة. وفي تجمع انتخابي بولاية فرجينيا، كشف ترامب أنه تحدث مطولا مع الملك سلمان، وأنه قال له “ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه”. وحينها اكتفت وكالة الأنباء السعودية بالقول إن الملك سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس ترامب، وبحثا “العلاقات المتميزة” بين الجانبين. وكان ترامب قال الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) “كالعادة ينهبون باقي العالم”. وأضاف “نحن ندافع عن كثير من تلك الدول دون مقابل، وبعد ذلك يستغلوننا ويرفعون أسعار النفط. هذا ليس جيدا. نريدهم أن يتوقفوا عن رفع الأسعار”. يشار إلى أن الملك سلمان وترامب وقعا صيف العالم الماضي عددا من اتفاقيات التعاون في العاصمة السعودية، وأعلن البيت الأبيض توقيع اتفاقات تعاون عسكري مع الرياض بقيمة 460 مليار دولار. https://arabic.cnn.com/middle-east/video/2018/10/05/v66382-trump-rally-saudi-should-pay-military