رغم توتر العلاقات بينهما عقب المجازر التي ارتكبتها قوات الأمن ضد مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وتلويحها بقطع بعض المعونات عنها، إلا أن مصر وأمريكا اتفقتا اليوم الثلاثاء على رفض تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي اتهم فيها إسرائيل بالوقوف وراء الإطاحة بالرئيس مرسي، حيث حذرت القاهرة من قرب نفاذ صبرها، وأدانتها واشنطن بشدة. ففي تصريحات صحفية قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تدين تعليقات رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان التي اتهم فيها "إسرائيل" بأن لها دورا في إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي. وأضاف "جوش ايرنست" في تصريحات صحفية "ندين بقوة التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء أردوغان اليوم"، مشيرا إلى أن تلك الاتهامات "أمر مهين ولا أساس له وخاطئ." من جانبه أدان مجلس الوزراء مساء اليوم الثلاثاء تصريحات اردوغان، محذراً من أن "صبر مصر قارب على النفاذ". وأصدر المجلس بيانا جاء فيه إنه:" يتابع باستغراب كبير ما نسب من تصريحات إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والتي ذكر فيها أن لديه أدلة تؤكد تورط اسرائيل في الأحداث التي تشهدها مصر حالياً والوقوف وراء عزل الرئيس السابق". وشدَّد أن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة، ولا يقبلها أي عاقل أو منصف، معتبراً أن الهدف من ورائها "ضرب وحدة المصريين والنيل من مؤسساتهم الوطنية". واستطرد المجلس قائلاً ان "رصيد مصر من الصبر قد قارب على النفاد"، منبِّهاً إلى أن مصر "لا تبادل أحداً العداوة وليست بصدد البحث عن هوية جديدة لها فعروبتها وإسلاميتها واضحة جلية وعلى الحكومة التركية أن تُدرك أن الأولوية الوحيدة في مصر الآن هى تنفيذ إرادة الشعب المصري وخارطة المستقبل لتستأنف البلاد طريقها نحو الديمقراطية". يُذكر أن المسؤولين الأتراك اتخذوا موقفاً معارضاً لعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، واعتبروه "انقلاباً عسكرياً"، فيما ردت القاهرة على الموقف باستدعاء وزارة الخارجية السفير التركي حسين عوني بوصطمالي مرتين تم خلالهما إبلاغه رفض مصر التدخل التركي في شؤونها. وقال اردوغان في وقت سابق يوم الثلاثاء لزعماء اقليميين في حزبه العدالة والتنمية "ماذا يقولون في مصر؟ يقولون إن الديمقراطية ليست صناديق الاقتراع. من يقف وراء ذلك؟ إسرائيل. نملك توثيقا في أيدينا.