تراجعت أسعار أوقية الذهب خلال آخر شهرين حوالى 103 دولارات، لتهبط من 1320 دولارا منتصف مايو 2018 لتسجل 1217 دولارا حاليا، جراء اضطراب أسواق الذهب طوال الستين يوم الماضية نتيجة رفع أسعار الفائدة فى أمريكا وعزوف المستثمرين عن شراء المعدن النفيس، الأمر الذى سبب انخفاضه بهذا الحد. وفي مصر انخفض الذهب فى منذ منتصف مايو 2018 وحتى الآن قرابة 45 جنيها، حيث تراجع سعر الذهب من 655 جنيها إلى 610 جنيها الآن. ويرجع متعاملون فى سوق الصاغة أن الانخفاضات بالسوق المصري ما زالت غير متوافقة مع الانخفاضات العالمية، إلى استمرار ارتفاع سعر الدولار بالسوق المصرفية وثباته قرب ال18 جنيها، بجانب ان الذهب مازال الملاذ الامن لكثير من المصريين، بعد الانيار الاقتصادي الكبير في الأسواق المصرية، وانهيار قيمة الجنية وتراجع قوته الشرائية. سعر أوقية الذهب عالميا انخفضت 8.4% خلال الستين يوما، وفى مصر تراجع بنسبة 6.8% وهو ما يُرجعه تجار المعدن النفيس إلى أنهم يشترون الدولار بسعر مرتفع وهو ما يجعل السوق لا يستجيب بقدر الانخفاض الملحوظ فى سعره عالميا. يرى الدكتور وديع أنطون، عضو شعبة المصوغات الذهبية بالغرفة التجارية، نائب رئيس الغرفة التجارية بمحافظة الشرقية، أن عدم استجابة أسعار الذهب للانخفاض العالمى فى الأوقية يعود فى المقام الأول إلى صعود سعر الدولار فى مصر ، مشيرا إلى أن الانخفاض الكبير فى سعر الذهب عالميا لو جاء فى وقت سابق قبل الارتفاعات الكبيرة فى الدولار لكان السعر منخفض جدا حاليا. كما أن مبيعات الذهب فى مصر خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2018 تراجعت بنسبة 30% قياسا على نفس الفترة من العام الماضى، بحسب حديث إيهاب واصف عضو مجلس إدارة شعبة المعادن الثمينة فى الغرفة التجارية، والذى أكد أن السوق يعانى بصورة كبيرة نتيجة انخفاض المبيعات. وكانت أسعار الذهب سجلت هبوطًا جديدًا، في مصر، خلال تعاملات أمس الخميس، مع توقعات باستمرار تراجعه خلال الأيام المقبلة مع نزوله عالميا لمستويات هي الأقل في عام. وقال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، إن سعر الذهب عيار 21 هبط خلال تعاملات الخميس 5 جنيهات ليصل إلى 610 جنيهات للجرام مقابل 615 جنيها بالأمس، وهو ما يعني أنه خسر 13 جنيهًا في يومين، بعد أن نزل 8 جنيهات أمس. وهبط سعر الذهب عالميًا، خلال جلسة اليوم 3 دولارات في ساعات قليلة، ليصل إلى 1215 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى له في عام. وتراجع سعر الذهب عيار 24 ليسجل 697 جنيهًا، وعيار 18 سجل 522.9 جنيه للجرام، والجنيه الذهب 4880 جنيهًا، بحسب نجيب. ويقول نجيب، إن تلك الذبذبة في أسعار الذهب، تسبب حالة من الركود في السوق المحلية لأنه يعطل حركة البيع والشراء. "من يريد البيع يفكر في انتظار ارتفاع الأسعار مرة أخرى، ومن يريد الشراء ينتظر مزيدًا من الهبوط". ويفقد الذهب عالميا مكاسبه التي حققها مطلع العام 2018، نتيجة ارتفاع سعر الدولار. وبحسب وكالة رويترز، قال رونالد لونج كبير المتعاملين لدى لي تشيونج لتداولات الذهب في هونج كونج إن سوق الذهب تقتفي أثر الدولار الأمريكي، الدولار قوي ومن ثم يدفع السوق للهبوط. وأضاف أن "الاقتصاد ما زال جيدًا وسعر الفائدة ما زال مرتفعًا، وذلك أمر جيد للدولار الأمريكي وسلبي للذهب في الوقت الحالي". وارتفع الدولار مقابل العملات الأخرى مدعوما بتصريحات باول التي أكدت التوقعات لزيادتين أخريين على الأقل في أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام، بحسب الوكالة. ويتوقع نجيب، أنه في حال استمر تراجع الذهب عالميا،فإن سعره في مصر مرشح للانخفاض إلى مستوى أقل من 600 جنيه خلال الفترة المقبلة.