مازالت تتوالى أصداء فضائح ومخالفات مستشفى 57357، التي تم تفجيرها مؤخرا، بعد أن تم الكشف عن حقيقة الصرح الطبي الذي أصبح مصدر إثراء لبعض الأشخاص من ذوي النوذ وأقاربهم، وهي مخاوف واتهامات زادت وتيرتها بعد قرار حظر النشر "المضروب" الذي أصدره مكرم محمد أحمد. إحدى فضائيات العسكر، استضافت مساء أمس الإثنين، عينة من أهالي أطفال توفى أبناؤهم داخل المستشفى، كشفوا عن حفلات تعذيب نفسي تمت لأطفالهم ، ونقص الرعاية. واصفين الأمر بأن "المبنى من الخارج" لا يدل على فجر ما يحدث داخله. البكاء بين أيدي الأطباء وروت أم حسين، إحدى أمهات الضحايا، حقيقة إهمال مستشفى 57357 لطفلها، ولحظات وفاته، بعد عدم إكمال علاجه، لافتة إلى أنها لم تجد طبيبًا أو مسؤولًا واحدًا يشفق على ابنها منذ البداية، وكانوا دائمًا يصرون على أنه ليس له علاج في المستشفى. وأضافت في لقائها مع قناة "المحور" ، أنها ذهبت للمسئول الثاني في مؤسسة 57357 وانهارت في البكاء، وركعت لتقبيل قدمه من أجل الموافقة على علاج ابنها، وكانوا في غاية القسوة معها، حتى وافقوا على استقباله وعلاجه، مؤكدة أن جرعة الكيماوي التي أعطيت لنجلها في بادئ مرحلة العلاج تسببت في سوء حالته وانتشار السرطان بكامل جسده. وأوضحت أن تدني حالة ابنها الصحية دفعها لسؤال الأطباء بالمستشفى عن حالته، إلا أنهم كانوا يتجاهلون الجواب عليها حتى طالبوها بمغادرة المستشفى، معللين ذلك بأن علاج نجلها غير متوفر في 57357. وأجهشت "أم حسين" في البكاء، قائلة: "ربنا ينتقم منهم في 57357، واللي حصل لابني يحصل لعيالهم.. تركوا ابني يتألم ويعاني من المرض دون تحرك أو رحمة حتى توفي، وبهدلوني وعذبوني، وقالوا لي لو اتكلمتي هنطلعك من هنا مجنونة". وأردفت :"ابنى لما خد الكيماوي مات.. لا يهتمون إلا بأولاد الأغنياء، والأطباء كانوا يتعمدون إهمال أبناء الفقراء.. هما السبب في وفاة ابني.. وحقي ربنا اللي هياخده.. كانوا بيجربوا في أولادنا.. وفي الآخر كل الأطفال كانوا بيموتوا". وانتشر مقطع فيديو لمدير مستشفى "57357" وهو يهين المصريين. ويظهر "أبو النجا" في التسجيل الصوتي المنسوب له من خلاله وهو يهين الشعب المصري ويصفه ب"أنثى الغراب". حكاية" أم ندى" وأضافت "أم ندى"، أنهم تعرضوا لمعاملة مهينة وسيئة من المسؤولين في المستشفى حتى من الممرضات خلال فترة علاج ابنتها، لافتة إلى أن الإهمال في مؤسسة علاج سرطان الأطفال وصل إلى ترك الطبيب الذي أجرى جراحة لابنتها "غرزة" مفتوحة دون أي اهتمام أو اعتبار، الأمر الذي أدى إلى نزيف ابنتها. وأضافت: توجهت للممرضة لوقف نزيف ابنتي من خلال استدعاء الجراح، فردت الممرضة: الدكتور بيقول غطوها بشاش، معقبة: "عذبونا في المستشفى.. بنتي كانت بتنزف من أنفها، وكل مكان في جسدها، ويقوموا يفتحوا لها، ويعملوا لها عملية استكشاف.. ازاي؟ وأشارت إلى أن ابنتها أصيبت بشلل في قدمها؛ بسبب كثرة البذل الذي قام الأطباء بإجرائه في حالة الطفلة. مخالفات كبيرة بدوره، قال الصحفى أسامة داود، إن المستندات التي تم نشرها مؤخرا عن تبرعات مستشفى 57357، والتي كشفت عن وجود جمعية تكرر اسمها في محاضر اجتماعات مجلس الأمناء وتبين أن مؤسسها الدكتور شريف أبو النجا، ورئيسها الدكتور هشام الصيفى وهو عضو في مجموعة 57357، وتم تأسيسها في 2011، ومقرها أمريكا وبدأت في 2012 جمع التبرعات حيث وصل حجم تبرعاتها في 4 سنوات، إلى 15 مليونا و727 ألف دولار. وأضاف خلال مداخلة تلفزيونية –الإثنين، أن الجمعية قامت بتحويل مبلغ 7 ملايين و56 ألف دولار لإحدى شركات التصميمات المعمارية في 2016، بالمخالفة للقانون، مشيرا إلى أن جمع التبرعات لا يجوز تحويلها إلى تصميمات معمارية، بالإضافة إلى أن هناك ودائع بنكية في حساب الجمعية وصلت إلى 4 ملايين و238 ألف دولار. وأوضح أن الجمعية لم تحول التبرعات التي جمعتها إلى المستشفى بالمخالفة للقانون وأنفقت 4.5 ملايين دولار، مؤكدا أن الجمعية استخدمت السفارة المصرية في أمريكا لجمع التبرعات من خلال الحفلات الخيرية التي تنظمها، وأن كافة الإعلانات التي تبثها الجمعية على موقعها الإلكترونى تم تصويرها في مستشفى 57357، وعرضها على المشاركين في أي احتفالات خيرية، في أمريكا، وهو ما يؤكد استغلال الجمعية لأطفال المستشفى في جمع التبرعات. وأكد: هناك تساؤلات كثيرة يجب الإجابة عنها، منها ما علاقة الجمعية بالمستشفى؟ وهل يتم استغلال 57357 من قبل الجمعية لجمع التبرعات؟ يذكر أن العائد من التبرعات وصل إلى مليار و235 مليون جنيه سنويًا، في حين أن المستشفى تنفق 130 مليون جنيه على الإعلانات، أما المخصصات المالية للعلاج لا تتجاوز 260 مليون جنيه، وهو ما يمثل نحو من 38 إلى 40% فقط من أجور العاملين، لأن الأجور أكثر من ضعف المبلغ الموجه للعلاج.