نقل موقع i24 الإسرائيلي عن "مسئول بحريني كبير"، قبيل زيارة وفد إسرائيلي رسمي إلى المملكة، قوله: "لا ننظر إلى إسرائيل على أنها دولة عدوة، والتقارب بين البلدين لا يناقض مبادئ المملكة"، ما اعتبرته تل أبيب مؤشرا على قرب إقامة البحرين أول علاقات رسمية مع دولة الاحتلال في ظل سوابق تعاون سابقة عديدة. وأكد مسئول بحريني لموقع i24 الإسرائيلي، باللغة الإنجليزية، استضافة بلاده لوفد إسرائيلي رسمي في المملكة نهاية الشهر الجاري يونيو، رغم أن البلدين لا يقيمان علاقات دبلوماسية. وقال المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الوفد الإسرائيلي الذي سيصل البحرين للمشاركة في اجتماعات لجنة التراث العالمي التي تنظمها اليونسكو، منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة، في المنامة في الفترة من 24 يونيو الجاري وحتى الرابع من يوليو المقبل، سيضم سياسيين صهيونيين كبيرين. وكان مستشار التراث العالمي في هيئة الثقافة والآثار البحرينية، منير بوشناقي، قد كشف الأحد الماضي، أن وفدا إسرائيليا سيشارك في مؤتمر دولي لمنظمة "اليونسكو" تستضيفه مملكة البحرين. وقد برر مسئولون من المملكة لوسائل إعلام عربية استضافة مسئولين صهاينة، بأن "الاجتماع دولي والمملكة ملزمة باستضافة كل الدول التي لها تمثيل في الأممالمتحدة"، وهو نفس التبرير الذي قالته أبو ظبي أيضا. وقد علقت وزارة الخارجية البحرينية على التقارير التي ترددت في بعض وسائل الإعلام عن وجود علاقات غير علنية بين المملكة وإسرائيل وقرب إقامة علاقات مع إسرائيل بنفي هذه التقارير، والتأكيد أنه "لم يصدر تصريح من أي مسئول بحريني في هذا الشأن" لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وأن "هذه الأنباء هي مجرد مزاعم وادعاءات غير صحيحة". وشددت الوزارة "على التزام مملكة البحرين التام بالموقف العربي الموحد ومبادرة السلام العربية التي تحدد مرتكزات السلام الشامل والعادل في المنطقة". مؤشرات التطبيع المؤيدة لعلاقات كاملة ورغم النفي البحريني الرسمي ظهرت مؤشرات عدة على التطبيع البحريني الصهيوني يمكن رصدها فيما يلي: (أولا): شهد شهر فبراير 2017 دفئًا واضحًا في العلاقات بين إسرائيل والبحرين، حين استضاف ملك البحرين، حمد بن عيس آل خليفة، حاخامين أمريكيين، وفي شهر سبتمبر 2017 خرج ابنه لزيارة مركز يهودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لدفع وثيقة التسامُح الديني التي وقع عليها ملك البحرين قدما وفق التقارير، قال الحاخامان الأمريكيان خلال هذا اللقاء إن "الملك يدعم إلغاء المقاطعة العربية ضد إسرائيل". وخلال لقاء ملك البحرين مع رؤساء الجالية اليهودية، قال إنه يشجب مقاطعة الدول العربية لإسرائيل وإنه سيسمح لمواطني البحرين بزيارة إسرائيل قريبا. ونُشرت أقوال الملك حمد للمرة الأولى في صحيفة "جيروساليم بوست"، وقيل إنه قال هذا الكلام للحاخام أبراهام كوبر، رئيس مركز "سيمون فيزنتال" في لوس أنجلوس. وجاءت أقوال الملك بعد أكثر من أسبوع بعد أن قال بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، إن العلاقة مع الدول العربيّة أفضل من أي وقت مضى في تاريخ إسرائيل وأشار نتنياهو إلى أن هناك علاقات سرية بين إسرائيل والكثير من الدول الإسلامية. (ثانيا): كشف وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا، في فبراير 2018 الماضي على حسابه على تويتر أنه ألتقى أميرا بحرينيا في تل أبيب قائلا: "يسعدني أن أستضيفه في الكنيست الإسرائيلي أيضا". وقال: "للمرة الأولى التقيت علنا في تل أبيب مع أمير بحريني لتعزيز العلاقات بين البلدين"، ولم يذكر "قرا" ما هو منصب الأمير البحريني وسبب زيارته، لهذا أثارت تغريدته عددا من التساؤلات حول الضيف الذي يلتقي معه. وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها "قرا" مع جهات من البحرين، ففي شهر ديسمبر 2017 الماضي، حدثت حالة محرجة في مقر الوزير، عندما اضطر إلى إزالة تغريده من حسابه على تويتر هنأ فيها وصول وفد رسمي من البحرين إلى إسرائيل، بعد أن أعرب المتصفحون العرب في دول الخليج عن غضبهم إزاء الإعلان عن الزيارة وشجبوه كثيرا، ادعى مواطنون بحريون كثيرون أن الحديث لا يجري عن وفد رسمي وأن الوفد البحريني لا يمثلهم. (ثالثا): زار وفد بحريني إسرائيل في 11 ديسمبر 2017، مؤلف من 30 رجل دين الدولة الصهيونيو بحجة زيارة الجامعات الإسرائيلية ومناقشة قضايا مشتركة، ما أثار انتقادات في الشارع البحريني والعربي. وجاء هذا عقب إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل، وتضمن الوفد مسلمين، مسيحيين، يهودا، هندوسيين، وبوذيين زعموا أن هدفهم هو "زيادة التعاون مع زملائهم في المنطقة". وزعم منظمو الوفد البحريني على أن هذه الزيارة ليست زيارة سياسية، وأنها ليست ذات صلة بسياسة الحكومة، ولكن توقيت الزيارة كذبهم. وكدليل على أن الزيارة سياسية، رحب بهم وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا، الذي اضطر إلى أن يزيل من حسابه على تويتر تغريده له رحب فيها بالوفد الرسمي البحريني في إسرائيل لعدم احراجهم قال فيها: "أرحب بالوفد البحريني الذي يزور إسرائيل بشكل علني للمرة الأولي، سنواصل العمل على تعزيز قمة السلام الإقليمية برعاية الرئيس ترامب وبأسرع وقت". ويبدو أن سبب إزالة التغريدة يعود إلى الانتقادات الغاضبة والإدانات التي أعربت عنها جهات عربية في دول الخليج في ظل زيارة الوفد حيث امتلأت الشبكات الاجتماعية بدعوات الاحتجاج والإدانة القاسية ضد الوفد. ويعيش في البحرين نحو مليون ونصف مواطن 75% منهم مسلمون، و14.5% مسيحيون غالبيتهم من العمالة المغتربة من أسيا وأوروبا، والبقية هندوس، ويعيش في الإمارة الصغيرة 35 الي 40 يهوديا حيث غادر معظم اليهود الإمارة بين عامي 1947-1967. (رابعا): شارك متسابقون من البحرين الشهر الماضي، ولمدة 3 أيام، في سباق الدرجات الهوائية الثاني "جيرو دي إيطاليا"، في مدينة القدس، مع متسابقون من الإمارات. ونشر متابعون للحدث صورا لعلمي الإماراتوالبحرين الذين رفعا في القدس، خلال حفل عرض المتسابقين الاحتفالي. والتقط آخرون صورا للمتسابقين الذين يمثلون الدولتين وهم يركبون دراجاتهم في القدس وكتب المتابعون الإسرائيليون "التطبيع أصبح ملموسا أكثر من أي وقت مضى". خامسا: في عام 2015 شُوهد مسؤولون من البحرين وهم يحتفلون مع الجالية اليهودية بعيد الحانوكاه (عيد التدشين)، وغردت عضوة الكنيست كاسنيا سبتلوفا، الخبيرة بالعلاقات بين إسرائيل والدولة العربية بعد نشر التقرير قائله: "هذه أخبار جيدة، هل سيكون في وسع الإسرائيليين زيارة البحرين؟".