اعتبر السفير البريطاني لدى ليبيا، فرانك بيكر، أن استرداد الهلال النفطي من عصابات حفتر "مأساة" بالنسبة للشعب الليبي، معتبرًا أن مئات "الإرهابيين" قاموا بتدمير هذه المنطقة، داعيًا مجلس الأمن إلى التحرك ضد قائد حرس المنشآت النفطية السابق إبراهيم الجضران، وهي المؤسسة التابعة لحكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الذي رعته الأممالمتحدة. واتهم السفير البريطاني، قائد حرس المنشآت بأنه يمارس عملا إرهابيا، وقال عبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص به: "هذا العمل الذي قام به الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية فرع الوسطى، إبراهيم الجضران، عمل إرهابي، ومجلس الأمن هو المعني بالتعامل مع قضايا الإرهاب". واعتبر السفير البريطاني أن "هذه الموارد هي ملك للشعب الليبي كافة، والآن تُدمر على يد الإرهابيين، وبعض الأفراد المحليين والأجانب". إدانة مشتركة ورغم مرور 48 ساعة على وعود حفتر وقادة مليشياته بتحرير درنة، إلا أن الأمور تفيد باستمرار المعارك المحتدمة بين الجانبين، وتكبد مليشيات حفتر الكثير من الخسائر البشرية بين القتلى والمصابين والأسرى. من جانبه، أعرب مجلس حكماء ليبيا عن قلقه إزاء ما وصفها بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وعمليات الخطف والتعذيب والاعتقال التعسفي التي يتعرض لها السكان في مدينة درنة. وعلى خلاف تصريح السفير البريطاني، أعرب "حكماء ليبيا"، في بيان له الأربعاء، عن انزعاجه من التصعيد العسكري في منطقة الهلال النفطي، داعيا كافة العقلاء وأعيان المناطق إلى التدخل ورأب الصدع وحل الخلافات التي تعيق الاستمرار في تصدير النفط. ودعا مجلس حكماء ليبيا كافة الأطراف إلى إبعاد العاصمة طرابلس عن أي صراعات مسلحة أو سياسية، والحفاظ على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة. إطلاق الأسرى وباعتباره دليل السلمية وعدم الإرهاب، رحب شباب قبيلة العواقير– الأوسع انتشارا في ليبيا- في بيان لهم، بإطلاق رئيس حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى إبراهيم جضران سراح أسرى مليشيات الكرامة لديه، معتبرين أن الخطوة تشكل منطلقا للحوار والوصول إلى حل يرضي الجميع. وكان جهاز حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى سيطر، الخميس الماضي، على منطقتي هراوة وبن جواد إلى جانب سيطرته على ميناءي السدرة ورأس لانوف، ونشر قواته لتأمين الموقع وبعض المؤسسات النفطية.
