في خضم الأحداث الكارثية التي تمر بها مصر منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، من قتل واعتقالات وغلاء أسعار وحملات إلهاء يقودها إعلاميو السبوبة الذين انحصر دورهم في تنويم المصريين عن جرائم بني صهيون التي ينفذها السيسي، غير عابئ بالمصريين ولا جيش مصر الذي حارب من أجل تلك الأراضي وسالت دماؤه عليها. ومنذ استيلاء السيسي على السلطة، سعى لتقديم الأراضي المصرية رخيصة لمن يدعي أو يدعم أو يطلب ويخطط، حتى لو كانوا هم الاعداء التقليديين للأمة المصرية والعربية، من بني صهيون وغيرهم.. متناسيًا ما كان يضخك به على المصريين "مصر أم الدنيا وهتكون أد الدنيا"! ولمسلسل التقزيم الدائر وكأنه مخطط على مصر ينفذه السيسي محطات مهمة، أبرزها: في نوفمبر 2015، حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن السيسي وافق على إقامة دولة فلسطينية داخل سيناء. وهو ما يطلق عليه صفقة القرن، التي يجري التفاهم على تفاصيلها بين أضلاعها الأربعة أمريكا وإسرائيل؛ حيث يجتمع نتنياهو مع ترامب بواشنطن، لبحث تفاصيل السيطرة والاستيلاء على الاراضي العربية في فلسطين ومصر، والسعودية ومصر؛ حيث يتم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تفاصيل الثمن لاستيلاء الصهاينة على اراضي مصر، بجانب سيل من التنازلات المصرية للسعودية.. الصفقة بحسب الأرقام المعلنة تجعل مصر أكبر الخاسرين، حيث كشفت دراسة لرئيس جهاز الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيورا أيلاند عن ملامح صفقة القرن، موضحًا أنها ستؤدي إلى سيطرة إسرائيل على كل أرض فلسطين وإخراج مصر من سيناء. بجانب تسليم الضفة من دون القدس إلى الأردن، وتسليم أهل غزة إلى مصر، كما تعطي الصفقة مشروعية للاحتلال الإسرائيلي في خططه لابتلاع فلسطين. حيث تتنازل مصر عن المساحة من رفح حتى العريش مقابل مساحة بديلة في صحراء النقب. ولعل ما يفسر حملات تهجير الأهالي من سيناء وقتل الاطفال والنساء وهدم المنازل والمدارس والمصانع، هو المخطط الإسرائيلي الساعي إلى تهجير المصريين أولاً لتهيئتها لسكان غزة؛ حيث تخطط الصفقة لنقل سكان غزة إلى سيناء وتهيئتها لتكون منطقة اقتصادية، بجانب شق نفق تحت فلسطين إلى مصر لنقل البترول من الخليج إلى أوروبا، وبدأ التنفيذ الفعلي بإخلاء رفح والشيخ زويد والعريش. وفي جانب الصفقة يبرز الدور السعودي بشراء تيران وصنافير لتحويلها إلى مضيق دولي، كما تتحمل السعودية تمويل مجمل تكلفة البنية الأساسية الواردة في صفقة القرن، والتي في مجملها مطلب صهيوني مرحلي لإنجاز المشروع الإسرائيلي الكبير. تقزيم مساحة مصر وكان السيسي قد تنازل للسعودية في أبريل 2016، عن جزيرتى تيران وصنافير. وفي فبراير 2016، منح السيسي روسيا مليوني متر مربع في شرق بورسعيد، كمنطقة صناعية روسية،، لم يتم فيها أي شيء سوى السيطرة الروسية فقط، بجانب فتج كافة المطارات المصرية امام الطائرات العسكرية الروسية. وفي أكتوبر 2016، بدأت روسيا مفاوضات لاستئجار قاعدة عسكرية في سيدي براني، وهو ما جرى التوافق عليه من قبل نظام السيسي. وفي أغسطس 2016، تنازل السيسي عن جزيرة تشيوس وجزء من الحدود البحرية المصرية لليونان، كما مكن ما أسماه السيسي تحديد الحدود البحرية اسرائيل من السيطرة على حقلي لافيتان وافروديت ، الاقربان للنياة الاقليمية المصرية، ومنح قبرص واسرائيل واليونان مساحات واسعة من الحدود البحرية والمياة الاقتصادية المصرية. أما نصيب الامارات من مصر، فتنوع بين السيطرة الاستراتيجية عل قطاع الصخة والدواء، وما بين 700 كيلو متر في غرب مصر، كمشروعات استثمارية خالصة لزراعة البنجر وانتاج السكر، بجانب منح شركة موانئ دبي ادارة موانئ شرق التفريعة والسويس ومشروعات شرق قناة السويس. بجانب ما أعلن في يوليو 2017، حيث قام مكتب (آر إس بيه) للهندسة العقارية بالإمارات يكشف عن مخطط استثماري لجزيرة الوراق، والتي شهدت منازعات كبيرة لاخلائها من سكانها المقيمين منذ اكثر من 100 عام فيها. ولم يتوقف السيسي عن تقزيم مصر، ففي أغسطس 2017، فمنح أمير الكويت عشرات الفدادين بمحافظة الشرقية. وأمس وفي 5 مارس 2018، تنازل السيسي عن ألف كيلومتر من جنوبسيناء لصالح مدينة نيوم السعودية. وهو مخطط يستهدف افراغ جنوبسيناء من سكانها المصريين، وتحويلها لفضاء استراتيجي في ظاهره منطقة دينية عالمية لا تخضع لمصر وانما للكنيسة اليونانية ، وتشرف عليها أمريكا وإسرائيل وفق مقتضيات صفقة القرن. أين الأمن القومي المصري؟ بل أين الجيش المصري؟ مما يحصل في سيناء وغيرها من الأراضي المصرية المحرمة على أبنائها والممنوحة للسعوديين والإسرائيليين واليونانيين.. أليس دور الجيسش هو حماية أراضي مصر وخدودها. لكن علة ما يبدو تم تنويمه ببزنس اقتصادي واسع، وبخداع إعلامي كبير جعل الارهاب هاجسه الاوحد، دون تفكير او مناقشة ما يجري حوله، حيث يعمد السيسي لخلق ارهاب مصطنع عبر دوائر صهيونية ينفذها فصيل محمد دخلان في سيناء، لكي يتم توريط الجيش في دماء المصريين أكثر واكثر عند مرحلة لا يستطيع الرجوع عنها. فهل يمكن لعاقل أن يتوهم اصابة طائرة وزير الدفاع ووزير الداخلية بمطار العريش في زيارة سرية بصاروخ قيمته 100 ألف دولار!! ومن بعدها يأتي التمهيد لحملة عسكرية شاملة تقتلع ما تبقى من سكان رفح والشيخ زويد وحتة جنوبالعريش، كما تنص اتفاق السيسي وترامب حول صفقة القرن!!.