استنكر الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - موقف شيخ الأزهر، الذي استجاب لدعوة عبد الفتاح السيسي وأفتاه بأنه مضطر لقتل المتظاهرين بحجة أن ذلك أخف الضررين، قائلا: "هل استفتيت هيئة كبار العلماء وهيئة الفتوى بالأزهر وعلماء المسلمين في أمر خطير مثل هذا؟"، داعيا إياه بمراجعة نفسه. ودعا القرضاوي، في كلمة له بثتها قناة "الجزيرة مباشر مصر"، هيئة كبار العلماء بأن يراجعوا شيخ الأزهر في ذلك وأن يعودوا إلى الله ويتوبوا إليه، وإلا فسيقف أبناء الأزهر جميعا ضدهم، كما دعا أبناء الأزهر أن يقفوا وقفة رجل واحد يرفضون هذا القتل وظلم الظالمين. وقال إن الإسلام يجعل قتل الرجل الواحد كقتل الناس جميعا، فكيف بمن يقتل المئات وراء المئات دون ذنب وما نعرف لهم ذنبا إلا أنهم يقولون ربنا الله. ودعاء القرضاوي أعضاء نقابات مصر جميعا بأن ينكروا ذلك، مشيرا إلى أن الصحفيين - إلا ما رحم الله - يقفون موقفا سيئا بالتعتيم على ما يحدث. كما دعا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن أن يأتوا لمصر ويروا ما يحدث فيها. ودعا المسلمين في كل بلاد المسلمين أن يكونوا شهداء على هذه المذابح الوحشية التي يتعرض لها المصريون. وقال إن هؤلاء المعتصمين في ميدان رابعة العدوية هم رجال لديهم عزيمة كعزيمة الأسود لن يهمهم أن يموتوا في سبيل قضيتهم. وقال إن عبد الفتاح السيسي «خان العهد والقسم»، الذي أداه أمام الرئيس المعزول محمد مرسي، مضيفًا: «ظن أن الشعب أعطاه حق القتل وقطع رؤوس المصريين». وقال إن السيسي ظن أنه بالأمس أُعطي التفويض، واعتبر أن هؤلاء هم المصريون وحدهم والآخرين كأنهم ليسوا من مصر وليسوا من بني آدم وليس لهم قيمة شرعية أو دستورية، وكانت النتيجة أنه أخذ التفويض ليفعل ما يشاء». ووصف «القرضاوي» المستشار عدلي منصورب«الطرطور»، كما وصف حكومة الدكتور حازم الببلاوي ب«وزارة الظلمة». وأشار إلى أن «السيسي عزل الرئيس المنتخب، محمد مرسي، وألغى الدستور الذي صادق عليه الشعب المصري بنحو 64%، والآن كوّن لجنة من 10 أشخاص في شهر واحد تغير الدستور بينما لم يقبلوا لجنة منتخبة من كبار الرجال والقضاة والمصريين الشرفاء ظلت تعمل 6 أشهر». وتابع: «الرئيس مرسي قال لهم إننا مستعدون للنظر في الدستور وتعديله في أول جلسة لمجلس الشعب، والسيسي لم يبال بهذا، وظن أن الشعب أعطاه حق القتل وقطع رؤوس المصريين، ولم يكتف بمن قتلهم في الأيام الماضية، فقتل النساء والرجال والشيوخ والأطفال» واتهم «القرضاوي»، في كلمته، «السيسي» ب«ارتكاب مجزرة كبرى، وقتل 140 رجلاً إلى الآن، وجرح 4500 شخص مصري»، مضيفًا: «لم يستحقوا أن يُقتلوا، والذي يستحق القتل في الإسلام من قتل نفسًا بغير نفس أو ارتكب زنى جهارًا متعمدًا أو من كان مرتدًا»، وقال: «لماذا يُقتل هؤلاء؟». وأضاف: «رجاله مسؤولون ووزير الداخلية وكلهم مسؤولون أمام الله، وليس لأحد أن يكون مأمورًا بقتل إنسان مسالم»، مشددًا على أن «السيسي ومن يؤيدونه من الضباط والجنود في الشرطة والجيش أو المتطوعين في الشارع كلهم مسؤولون». ودعا «القرضاوي» رجال الجيش والشرطة إلى «عدم قتل المسلمين»، وأضاف: «يجب عليكم أن تمتنعوا ولا تطيعوا رئيسكم في معصية، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف يُطاع مخلوق في معصية الخالق؟».