استعد ميدان النهضة، منذ صباح اليوم الجمعة، لمليونية "كسر الإنقلاب" التى دعا لها التحالف الوطنى لدعم الشرعية، من أجل تحقيق أهداف الثورة، وعلى رأسها، احترام إرادة الشعب فى اختيار رئيس ودستور وبرلمان، وتحقيق الحريات العامة فى التدوال السلمى للسلطة عبر انتخابات نزيهه، ورفض التدخل الأجنبى فى شئون مصر، والانطلاق للبناء والتقدم لتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتطهير الشرطة والقضاء والإعلام للحفاظ على الأمن والعدل والصدق، وعدم إقصاء أى فريق من الشعب. وعلى الرغم من حرارة الشمس الحارقة في نهار رمضان؛ قام المعتصمون المؤيدون للشرعية التى تتمثل في الدكتور محمد مرسي بعمل مسيرات تجوب الميدان حاملين لافتات عليها صور الدكتور محمد مرسي وعلم مصر مطالبين بإسقاط حكم العسكر. واتخذت اللجان الشعبية أماكنها على مداخل الميدان التى تم تأمينها بشكائر الرمال تحسبا لأى هجوم ممكن أن يحدث، وتم تهيئة المنصة الرئيسية فى الميدان استعدادا لأداء صلاة الجمعة إيذانا لبدء فعاليات المليونية والتى من المتوقع أن تحقق رقم قياسى فى نسبة المشاركة. وانضم إلى الميدان العديد من المسيرات على مدار اليوم من عدة مناطق منها مسيرات من المهندسين وفيصل والهرم والجيزة وبين السرايات. وتوافد عدد كبير من المتظاهرين إلى ميدان النهضة بالجيزة من منطقة بين السرايات؛ وذلك للانضمام إلى المعتصمين فى الميدان، لتأييد الشرعية المتمثلة فى الرئيس المنتخب من الشعب الدكتور محمد مرسى. وقام عدد من المعتصمين برش المياة على المتظاهرين بالمياة للترطيب من حرارة الجو المرتفعة، فى حين جابت مسيرة من النساء المعتصمات الميدان للتنديد برحيل السيسى. كما انضمت أيضًا مسيرات منطقة الهرم القادمة من مساجد الصباح والتوحيد ومشاري، والتى تعدت مئات الآلاف من المتظاهرين إلى ميدان النهضة منددين بالانقلاب العسكري ومطالبين بعودة الشرعية للبلاد، وذلك بعد أن جابت مناطق الهرم وفيصل. فيما رفعت المتظاهرات المشاركات علم مصر كبير، ورددت الأغاني الوطنية وسط تجاوب كبير من السائحين المارين بالمنطقة في أتوبيساتهم السياحية؛ حيث أخذوا يلوحون للمتظاهرين بعلامات النصر وأبدوا تعاطفهم الشديد مع المسيرات. وانطلقت مسيرة حاشدة من مسجد المغفرة بمنطقة المهندسين بالجيزة، والتقت بمسيرة مسجد مصطفي محمود، وانطلقا معا إلي شارع البطل أحمد عبد العزيز، والتى قادها الدكتور باسم عودة، وزير التموين المستقيل عقب الانقلاب. وقام المتظاهرون بتعليق صور الرئيس محمد مرسي علي الحوائط وأعمدة النور، مؤكدين علي مطلبهم في عودة الرئيس الشرعي المنتخب، رافعين أعلام مصر، وصور لشهداء مجزرة الحرس الجمهوري. كما وزعوا بيانا بعنوان: "لا للخائن" واصفين السيسي بالخيانة لإرادة الشعب، ليس فقط لانقلابه علي الرئيس، وإنما كذلك لتعطيله العمل بالدستور، ومحاصرة المصليين والمساجد واحتجاز النساء والأطفال، وارتكاب المجازر، وسفك الدماء. ووصلت مسيرة ضمت الآلاف قادمة من مسجد الاستقامة بالجيزة الى ميدان النهضة للمشاركة فى مليونية "كسر الانقلاب"، مرددين هتافات " هى لله .هى لله" ، "اسلامية اسلامية.. رغم انف العلمانية". وفى سياق متصل، قامت اللجان الشعبية المعنية بتأمين مداخل ومخارج الميدان بالإمساك بأحد البلطجية الذى امتنع عن اظهار هويته فى البداية وعند سؤاله قال "لا أحد يقوم بهذا أنتم لستم من أفراد الشرطة حتى تقوموا بتفتيش الأشخاص"، وقامت اللجان الشعبية بإخراجه من الحواجز وإبعاده عن المكان فرفض، وعند تفتيشه تم العثور معه على مخدر وما يثبت انه مسجل خطر . ومن جانبه، قال الدكتور صلاح سلطان: "هذا اليوم العاشر من رمضان والذى حدث فيه النصر أكتوبر العظيم، حيث قام الجيش المصرى العظيم بعبور خط بارليف المنيع بإرادة وعزيمة". ولام أثناء خطبته على منصة ميدان النهضة الجيش المصرى الذى قام بسحل وضرب وقتل المعتصمين السلميين أثناء صلاة الفجر أمام دار الحرس الجمهورى . وأشار سلطان إلى أن الجيش ملك للشعب والسلاح الذى استخدمه فى قتل المعتصمين وملابسهم كله من الشعب، مضيفا أن صيام رمضان يمنح العزيمة والقوة، لذا يجب على الصائم أن يتمالك أعصابه ولا ينجرف وراء أية اشتباكات. ووجه رسالة إلى الجيش المصرى قائلا: "يجب أن تقوموا بحماية الشعب المصرى من الاعتداء الداخلى والخارجى والا تنجرفوا وراء انقلابين ل ايتجاوز عددهم 30 فردا اغتصبوا إرادة 30 مليون ناخب وجاءوا برئيس شرعى عن طريق الصندوق وانتخابات حرة نزيهة".