لم يعد الميدان خالصا للثوار بعد الآن، هكذا انتهت الشهادات الحية التي سجلها النشطاء عن واقع ميدان التحرير بعد أن شهد حضورا واسعا للفلول ومؤيدي النظام السابق. عبد الرحمن منصور أدمن صفحة خالد سعيد، كتب عبر حسابه الشخصي على فيس بوك شهادة حية لواقع الميدان قائلا :" عُدّت من ميدان التحرير قبل ساعة، صورة المخلوع مبارك تُوزّع بين الناس في الميدان وكثير منهم يتلقونها بكل ترحاب. هذه ليست ثورتنا. أصدقاء طُردوا اليوم من مسيرة مصطفى محمود لأنهم هتفوا: اوعى تنسي.. خليك فاكر.. الداخلية قتلت جابر. اليوم مات جابر".. الجدارية السابقة التي كتبها منصور فتحت عليه أبواب جهنم وشتائم لا حصر لها، إلا أنه واصل شهادته قائلا : "هو الموضوع تم اختصاره في حكاية صور مبارك اللي البعض شافها والبعض لأ وماحدش مهتم إن ناس احنا نعرفهم شخصيا اتطردوا من مسيرات عشان هتفوا "الداخلية قتلت جابر"، ولا ان ناس تانيين برضه موثوق فيهم في المنصورة اترفع عليهم سلاح عشان شايلين صور جرايم العسكر، ولا إن امبارح الشرطة كانت بتساعد معارضي مرسي في اقتحام مقر الإخوان في الزقازيق. ولا بوسترات الجيش والشعب إيد واحدة ولا الاستدعاء الصريح من قبل المعارضة للجيش "لحسم" الموقف، ولا ان "جبهة 30 يونيو" بتطرح مسار لا هو ثوري ولا ديمقراطي ويشمل انهم يجيبوا فقهاء دستوريين (غير منتخبين) من قضاء مبارك يكتب دستور، كل ده عادي؟ كل ده مقبول؟ طيب ولو مش مقبول إيه آليتنا لمناهضته؟ وحتى لو عندنا آلية، هل عندنا القدرة في اللحظة دي اللي مش "احنا" اللي سايقين فيهم المركب ولكن هؤلاء الذين يستدعون العسكر ويقفون كتف بكتف مع الشرطة لاقتحام مقرات الإخوان؟". أزمة نفسية وائل عباس أحد الناشطين على تويتر يؤكد على كلام عبد الرحمن منصور ليضيف شهادة جديدة عن واقع الميدان الذي يبعث على الحسرة " أنا حاسس بإختناق شديد ونازل أقعد في أي جنينة وهاقفل موبايلي ! لما الثوار يعرفوا يلموا الفلول اللي نازلة دي حد يبعتلي اوفلاين يطمني". الأمر نفسه يتكرر مع شادي علي الذي عقد مقارنة بين ما رأه في الميدان منذ عام، وبين المشهد الجديد :"كل ما افتكر اني من سنة بالظبط كنت واقف في التحرير لحظة إعلان فوز مرسي بالرئاسة ودلوقتي الفلول في الميدان وعايزين يسقطوا مرسي يجيلي احباط ". المشهد لم ينته عند هذا الحد، حيث نظم العشرات من الشباب مظاهرة أمام مسجد مصطفى محمود فور انتهاء صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد مرسي. وتحركت المظاهرة في مسيرة إلى شارع البطل أحمد عبد العزيز ومنه إلى شارع جامعة الدول العربية ثم لميدان سفنكس باتجاه ميدان التحرير. إلهام رمضان أحد الشباب الذين حاولو المشاركة في التظاهرة، سجل شهادته عبر فيس بوك قائلا :" اعتدوا علينا في مسيرة مصطفى محمود بمجرد الهتاف لجيكا وقالولنا تنزلوا بشروطنا اللى حيشتم الداخلية أو العسكر حنزعله". محمد سالم، وأحد رضا اختارا أن يكملا المشوار إلى الميدان، ليعيدا رسم المشهد مجددا حيث كتب سالم : "صور مبارك فى الميدان. بوسترات الجيش والشعب ايد واحده بتتوزع هناك .. طلعت زكريا له خيمة هناك .. الدخلية على يمينك واسفين يا ريس على شمالك". فيما يعلق أحمد رضا " صور مبارك تملئ ميدان التحرير ، طرد مجموعة من الشباب من مسيرة مصطفي محمود لهتافهم ضد الدخلية ، أبن كمال الشاذلي يعتلي الأكتاف و يقود المظاهرات، هناك مخطط كامل و منظم". صوت وصورة الجداريات والتغريدات يبدو أنها لم تكن كافية للبعض، ما دفع كاميرات المواقع الالكترونية للنزول ورفع الواقع من قلب التحرير، حيث نشرت شبكة رصد فيديو تظهر فيه ميدليات وصور للرئيس المخلوع حسني مبارك". فيما قامت العديد من المواقع برفع فيديو لبلطجية التحرير يجردون فتاة من ملابسها ويعتدون عليها جنسيًا، إلا أنه كان من اللافت أن المواقع المقربة من رموز النظام السابق قامت بحذف الفيديو بعد رفعه !!.