استبقت "إسرائيل" زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى التى بدأها الخميس الماضى للأراضى المحتلة، بالموافقة النهائية على بناء 69 وحدة سكنية استيطانية جديدة فى مستوطنة "هار حوما" بالقدسالشرقية، مما دفع البعض للقول إن الاحتلال أجهض الأهداف المعلنة لزيارة كيرى وهى بحث إمكانية استئناف عملية السلام المتوقفة مع الفلسطينيين منذ سنوات، لإصرار الجانب الفلسطينى على إيقاف الاستيطان قبل الشروع فى المفاوضات. وأجرى كيرى -خلال زيارته الخامسة منذ مارس الماضى والتى استمرت يومين- محادثات مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة استئناف عملية السلام. وعشية الزيارة، منحت لجنة تخطيط إسرائيلية تابعة لبلدية القدس -الأربعاء الماضى- موافقتها النهائية على مشروع لبناء 69 وحدة سكنية استيطانية فى مستوطنة "هار حوما" جبل أبو غنيم فى القدسالشرقية، والتى أنشئت قبل أكثر من عشر سنوات ويسكن فيها نحو 12 ألف مستوطن إسرائيلى فى الوقت الحالى، ووفقا للمتحدثة باسم اللجنة فقد تم إصدار تصاريح أخرى لبناء لاثنين وعشرين منزلا فى حيين يسكنهما فلسطينيون بالمنطقة. تلك الخطوات دفعت مسئولين أمريكيين وعرب للتحذير من الإفراط فى الحديث عن إحراز نتائج، لكن كيرى وعد بالتحلى بالصبر، محذرا فى الوقت نفسه من أن الجمود الطويل فى أحد أعقد النزاعات فى العالم لا يمكن أن يستمر، وقال كيرى -فى تصريحات صحفية-: "الوقت يقترب من مرحلة نحتاج فيها للتقييم"، داعيا إلى العمل "بأسرع ما يمكن". ويدرك كيرى الذى يرفض تحديد موعد نهائى لاستئناف عملية السلام، تماما المخاطر التى تترتب على عدم إحراز أى تقدم بحلول سبتمبر وخصوصا إمكانية قيام الرئيس عباس بحشد الرأى العام الدولى ضد إسرائيل فى الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويرى مراقبون أن نتنياهو يواجه ضغوطا من البيت الأبيض لبيان موقفه حيال قضية الاستيطان، مشيرين إلى أن مستقبل عملية السلام يبدو غامضا للغاية مع إصرار قادة إسرائيل على مواصلة الاستيطان. وفى وقت سابق من الشهر الجارى، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن كيرى اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مرتين فى غضون أسبوعين، محتجا على البناء الاستيطانى وعلى نشر خطط بناء جديدة فى المستوطنات والقدس، ونقلت عن الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية "جين ساكى" قولها :"إن كيرى أعرب عن قلقه من نية توسيع البناء فى أحياء رموت وغيلو، وتناول الرغبة فى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين". وفى تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، استبعد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "ياسر عبد ربه" إمكانية نجاح جهود كيرى فى استئناف المفاوضات؛ نظرا لتحكم غلاة المستوطنين والمتطرفين فى المواقف الإسرائيلية. وكانت مصادر إسرائيلية تحدثت -الثلاثاء الماضى- عن تقدم باتجاه استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بناء على خطوات حسن نية تقدمها "إسرائيل" وتنازل الجانب الفلسطينى عن المطالبة بحدود عام 1967، غير أن مسئولين فلسطينيين نفوا هذا التقرير واعتبروه محاولة استباقية لتوجيه اللوم إلى الفلسطينيين فى حال فشل جهود كيرى بسبب الرفض الإسرائيلى لوقف الاستيطان.