أقدر مشاعر الخوف والفزع والهلع التى انتابت البعض من مشهد رابعة العدوية يوم الجمعة الماضى، وهو مشهد لعمرك يخيف من تصوروا أن مرسى يقف وحده منفردا فى مواجهة حملة الاستمارات، لكنى لم أكن أتصور أن هذا الرعب قد يتسبب فى درجة من درجات العته والخبل وفقدان العقل بطريقة ملحوظة لكل ذى عينين. بعض المعلقين والسياسيين والمحللين من عينة أبو ألف وخمسة آلاف جنيه فى الحلقة لم يتحملوا المشهد، وبعض أركان عمليات جبهة الإنقاذ وتمرد أصابهم الرعب، فقرروا عدم النزول إلى الشارع فى ندوة محددة سلفا، وادَّعوا أن الشرطة حذرتهم، والحقيقة أن الشرطة أصدرت بيانا، قالت فيه لم يستأذن أحد ولم نحذر أحدا، ولا أعرف بماذا سيرد الزعيمان الشعبيان حمدين والبرادعى. الصدمة أصابت حتى موقع اليوم السابع الذى تصفحته صباح السبت لأتابع تغطيته للحدث، فوجدته ينشر خبرا عن عودة رئيس المجلس التنفيذى لشئون البيئة من باريس، إضافة إلى صور عشرة أفراد قرروا الاعتصام عند وزارة الدفاع حتى إسقاط مرسى.. تصوروا! محمود سعد على قناة النهار ترك كل شىء فى المشهد الرائع تنظيما والجميل تعبيرا والمؤثر نفسيا واستضاف الأخت إياها التى تدعى علما وفهما، وهى وبصراحة وفى الحلقة الأخيرة لم تكن سوى قارئة للكف أو مستطلعة للفنجان، وهى تحاول بقدر ما أوتيت من قوة تعبير جسدى تحسد عليه إثبات أن الحشود المليونية الحقيقية فى ميدان رابعة العدوية إنما هى حشود خائفة ومرعوبة ومترددة، وأن أى حشود أخرى ستهزمها وتضطرها للخروج من مصر أو الاستسلام للواقع. لم تكن صدمة رابعة العدوية مؤثرة فقط على محمود سعد "الإعلامى المعارض" بل طالت المذيع "سيد على"، وعلى الرغم من محاولاته العديدة إثبات أنه ثورى إلا أنه يوم الجمعة استضاف محمود سلطان رئيس تحرير موقع المصريون، ليقيما حفل عزاء على مشهد رابعة العدوية، ولم يكتف سيد بذلك، بل قام بتأليف عبارات مسيئة للجيش ونسبها لمحمد البلتاجى لكى يوقع الفتنة بين الإخوان والجيش. صحيح أن البلتاجى قام بمداخلة قوية، وتحدى سيد أن يثبت صحة ما قاله، ما اضطر سيد للاعتذار، إلا أنه بدا أنه جاء إلى الحلقة بنية تفجير مشهد رابعة العدوية، ولكن إرادة الله غالبة فسقط فى بئر أعماله الآسن فارتبك وتلجلج ولكن الحق أبلج. لقد كان يوما رائعا تمنيت فيه على الهواء عبر قناة النهار أن يتحد الجميع ولنبدأ صفحة جديدة ولكن يبدو أن القوم قد أصابهم الصمم.