ناشد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المعتصمين في منتزه ميدان تقسيم بالعودة إلى منازلهم، والكف عن الاعتصام؛ لما يسببه ذلك من أضرار للبلاد. وطالب أردوغان في كلمته التي ألقاها أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه في أنقرة اليوم، ذوي المطالب العادلة من المعتصمين، بعدم تحويل مطالبهم إلى غطاء تستخدمه قوى خارجية؛ تحقيقا لأهدافها. واتهم أردوغان ما أسماه "لوبي الفوائد"، بالوقوف خلف وصول الأحداث إلى هذه النقطة، مبينا أن الأمر كأنه مخطط له، مشددا على أن وسائل الإعلام الخارجية كانت تستخدم لغة واحدة، في معرض استثمارها للاعتراضات على نزع عدد من الأشجار ونقلها إلى مكان آخر. واستعرض أردوغان للشباب التركي اليساري المتظاهر ضد الإمبريالية معلومات اقتصادية تشير إلى أن الحكومة استطاعت توفير نحو 642 مليار دولار من الفوائد التي كانت مرتفعة خلال أكثر من 10 سنوات بدءا من عام 2002، حيث كان المواطن التركي يدفع ضرائب تذهب من كل مئة ليرة، منها 45 ليرة للوبي الفوائد، وأوضح أردوغان أن هذا اللوبي خسر حتى الآن هذا المبلغ وهو ليس بقليل، في الوقت الذي استخدمت الحكومة هذه الأموال لخدمة الشعب وإنشاء مشاريع خدمية في مختلف المجالات، لافتا إلى أن هذا اللوبي غير مرتاح من هذا الوضع، بل مستفيد من الأزمة بشكل كبير. وقال أردوغان: "إنه عندما تقرر إنشاء الثكنة العثمانية في ميدان تقسيم، فهذا لا يعني قتل البيئة، بل سينشأ هناك متحف جميل مثل متحف "توب قابي"، وتم تداول أنه من المحتمل أن يكون هناك مركز تجاري، رغم أنه غير مناسب، وبعد المشاورات سيتم الحديث على إكمال المشروع لتكتسب البلاد متحفا جديدا، فهناك أشياء هامة يمكن عرضها ليصبح الميدان أكثر جاذبية، وسيتم هناك تجميل الساحة بالأشجار الكبيرة، وكلها من ضمن المشروع". وأضاف أردوغان أن الأحداث واضحة، وهي لا تتم من طرف واحد، كما أنها خرجت من إطار الاعتراض إلى منحى آخر من خلال تحوير الأحداث والمعلومات، والتي كانت فقط من أجل عدد من الأشجار، ولكن هناك من يحاول الكسب مما حدث، وتحويل الساحة إلى مكان للتلوث، بعد أن تم تخريب الممتلكات العامة والممتلكات الخاصة وحرقها، وهذا تخريب للبيئة". وتساءل أردوغان: "كيف لحركة انطلقت من أجل الدفاع عن البيئة تقوم بالهجوم عليها"، مضيفا أنه مع تدخل السياسيين في الأحداث وصلت الأمور إلى مرحلة لا يمكن معها تفسير ما حدث.