* ريهام كاشف: الفكرة تقوم على بيع ما لا تحتاجه بمبلغ رمزى عملت "إدارية" بإحدى الجامعات الخاصة أكثر من 8 سنوات متتالية، لكنها أُرهقت من العمل مع وجود طفلين فى حاجة إلى متابعة مدرسية وتربوية، قررت ترك الوظيفة المرموقة وتوجيه طاقتها لبيتها وأبنائها، لكنها سرعان ما عانت من الملل والفراغ القاتل وحاصرها إحساس بأنها حُرمت من الإنتاج والعطاء لكنها بفضل عزيمتها القوية وتشجيع أسرتها استطاعت أن تخلق لنفسها مشروعا من العدم. إنها المهندسة "ريهام كاشف" -حاصلة على بكالوريوس هندسة كهرباء ومتزوجة وأم لطفلين– أسفل منزلها "جراج" سيارات فكرت أن تستغل هذه المساحة فى شىء مفيد وإنسانى أكثر منه ربحى، وقررت تحويله إلى معرض لمنتجات المشاريع الناشئة، ملابس مستعملة، إكسسوارات، منظفات، ألعاب.. إلخ. تقول ريهام: "جاءتنى الفكرة حينما كنت أفرز ملابس وألعاب وكتب أطفالى التى ملوا منها أو كبروا عليها وما زالت بحالة جيدة خاصة أنى كنت أشترى احتياجاتهم من ماركات عالمية، ووجدت فى نهاية اليوم أن لدى كما هائلا من الألعاب والملابس والقصص والأقراص المدمجة لست بحاجة إليها ولا أرغب فى تسليمها لإحدى الجمعيات الخيرية لأن معظمها لديه كم هائل من التبرعات يصعب عليها فرزه وتوزيعه. وأضافت: فكرتى قامت على أن أوزع ما لست بحاجة إليه لمن يحتاجه وليس تبرعا ولا صدقة منى ولكن ببيعها حيث يشتريها من بحاجة إليها بمبلغ زهيد ودون أن يشعر بحرج". كل ما يحتاجه منزلك فى "جراج" قامت ريهام بإعادة تشطيب الجراج واشترت كراسى وطاولات متعددة المقاسات ومفارش واستاندات وستائر لتحول الجراج من مجرد مكان متواضع إلى صالة عرض رائعة، تقول: "فى البداية قوبلت باستهجان الفكرة من البعض لكنى أصررت على تنفيذها خاصة بعد تشجيع أسرتى وأصدقائى ومع مرور الوقت أصبح من عارضونى زبائن دائمين معى وربما كانوا عارضين أيضا". وتضيف: "شجعتنى والدتى ويكفى أنها تكفلت ببيتى وأولادى طوال أيام المعرض، ووجدت ترحيبا من زوجى وتشجيعا لى وأحيانا يقترح على اقتراحات جميلة، وكذلك أختى وصديقاتى، مشيرة إلى أنها فوجئت بأن أول معرض كان منوعا ومجهزا بمعروضات جيدة جدا، كما فوجئت بحجم الإقبال عليه والكثير من العارضين والمشتريين طالبوا بتكراره، فقمت بتحديد ثلاثة أيام من كل شهر للمعرض على أن أستقبل العروض قبل الموعد بأسبوعين على الأقل". تتعاقد ريهام مع العارضين بمبالغ رمزية كنوع من المساعدة لنشر وتوزيع منتجاتهم أو بضاعتهم من خلال جروب على فيس بوك أعدته للتعاقدات وآخر لتحديد أيام المعرض ولعرض المعروضات كنوع من الدعاية تحت اسم " Garage Sale"، ويوفر المعرض لكل أسرة احتياجاتها من حقائب نسائية- ملابس- عطور- ساعات- ألعاب- منظفات- نظارات- مأكولات- أحذية، وركن آخر للمعروضات المستعملة وعروض الحضانات ومنظمى حفلات الأطفال، وتوفر ريهام مساحة للأطفال لعرض أعمالهم الفنية، ألعابهم القديمة، أقراص مدمجة، قصص.. إلخ. وتقول: "أكثر ما يسعدنى أن يخرج الزائر من المعرض وقد لبى احتياجات أسرته بأسعار زهيدة جدا، وأسعد أكثر بردود الأفعال الإيجابية التى تحفزنى دوما لتقديم أفكار جديدة فى كل معرض". فكرة تربوية وتبدع ريهام فى ابتكار فكرة جديدة للأطفال كل شهر وتقول: "وفرت مساحة للأطفال لعرض مقتنياتهم الزائدة عن حاجتهم، واشترطت أن يشارك الطفل بنفسه فى عرض بضاعته وأن تكون قيمة الاشتراك وهى خمس جنيهات من مصروفة الشخصى، وأن يعطينى مبلغ الاشتراك بنفسه حتى يشعر بجدية الأمر، مؤكدة أن هذا أكسب الأطفال خبرة فى البيع والشراء والقدرة على تسعير البضاعة وجعل منه ذلك مشروع رجل أو سيدة أعمال. وتشير إلى أنها قامت بعمل مسابقة رسم مدتها نصف ساعة ليحصل الفائز على هدية قيمة، ووفرت صالة عرض سينمائى بعد أن وضعت بإحدى الغرف كراسى وشاشة lcd وعرض فيلم كرتون بها على أن يشترك الطفل ب7 جنيهات فقط يحصل بها على عرض لفيلم كارتون وقرص مدمج يختاره بنفسه، وحتى لا تكون مساحة الأطفال ترفيهية فقط وفرت دورات تدريبية فى الفقه المبسط كالوضوء مثلا، وصناعة الكروشيه والإكسسوارات". دعاية جيدة وحرصت ريهام على توفير الدعاية الممكنة من مطبوعات ورقية، رسائل نصية على الموبايل، فيس بوك على صفحتها الخاصة، لوحات إعلانية، وتؤكد أن الإنترنت ساعدها كثيرا خاصة فيس بوك فى تحقيق دعاية جيدة، موضحة أن جروب هوانم 6 أكتوبر-وهو جروب نسائى خاص بسيدات مدينة 6 أكتوبر على فيس بوك- برعاية السيدة ولاء زايد دعمها كثيرا وشجعها على استكمال مشروعها، وأصبح لديها عملاء ودفعها البعض لتخصهن بكارت عضوية يتيح لهن الحصول على تخفيضات من المعرض". Garage Sale لم يعد مجرد مشروع لملء وقت فراغ ريهام، لكنه أكسبها الكثير من الخبرات الاجتماعية والإنسانية ووطد علاقاتها الاجتماعية بعد أن تعاملت مع جميع فئات المجتمع، وأكسبها مهارة فائقة فى حل المشاكل وفرض البدائل؛ تقول: "رغم أننى على مدار سنتين من بدء مشروعى لم أحصل على ربح مادى، لكن نجاحى الحقيقى تخطى مجرد حدود التسلية وملء وقت الفراغ فقد أصبح كل حياتى ومن خلاله تعرفت على شخصيات ثرية وجميلة كشريكتى الحالية التى وجدت بها مواصفات النجاح والابتكار، كما أصبح مشروعى ليس مجرد تحقيق حلم شخصى بل فوجئت أنه امتداد لأحلام كثيرات يصعب عليهن ممارسة عمل من المنزل ووجدن فى مشروعى الحافز والملهم لمشاريعهن المستقبلية .