نتعلم منذ الصغر كيف نتحدث مع الكبار؟ كيف ننصت لهم؟ كيف نعبر عن احتياجنا؟ كيف نتحكم فى غضبنا.. إلخ، لكننا لا نتعلم كيف نعبر عن كل ذلك بجسدنا. نعم، حركات جسدنا لغة بحد ذاتها تعبر عن توترنا، حبنا، كرهنا، أملنا، يأسنا، ومع جهلنا بتلك اللغة من الوارد جدا أن نُستبعد من وظيفة ما، أو نعجز عن التعبير عن أفكارنا أمام رؤسائنا، فنرسل إليهم إشارات جسدية تدل على عدم ثقتنا بأنفسنا أو عدم إيماننا الكامل بأفكار نسعى لتطبيقها. أولى خطوات ثقتنا بأنفسنا فى العمل تبدأ من مرحلة التقدم لوظيفة ما وتترجم لا شعوريا إلى حركات مُرسلة تعبر عنها (جلستنا- مصافحتنا- فمنا.. إلخ)، وبذلك يكون المتلقى (المسئول) انطباعا عنا قبل أن تتم المقابلة بشكل رسمى. الاستعداد الجيد " الحرية والعدالة" تستعرض عددا من النقاط المهمة التى لا بد أن يدركها المتقدم للوظيفة، التى قدمها كل من باتى وود، خبيرة لغة الجسد وصاحبة كتاب "تحقيق الاستفادة المثلى من الانطباعات الأولى ولغة الجسد والكاريزما"، وجوزيف ميسينجر فى كتابه "المعانى الخفية لحركات الجسد". تقول باتى وود: إن "التدرب على دخول الغرفة ومغادرتها، والتفكير بالمكان الذى سوف تضع فيه حقيبتك خلال المقابلة، والتخطيط لكيفية إلقاء التحية والاستئذان من القائم بالمقابلة للانصراف يجنبك الوقوع فى الأخطاء". بينما يرى جوزيف ميسينجر، فى كتابه "المعانى الخفية لحركات الجسد" أن "كل حركة تصدر عنك تعبر عما يجول بخاطرك، فتعطى مصداقية لكلامك أو تظهر العكس بصورة غير إرادية، وهذه الحركات تعكس وضعك النفسى والمزاجى فى هذه اللحظة". جسمك يتحدث - الفم: حركة الشفتين سواء كانت ضعيفة أو خفية تدل على عدم الثقة بالنفس، وبالتالى تنشأ حاجة غير واعية إلى إخفائه باليد، كذلك انفتاح الفم قليلا فى المقابلة ينم عن ضعف الحزم، وربما ضعف الشخصية، لكن حاول الحفاظ على ابتسامتك دون تكلف. - رابطة العنق: الانشغال الدائم بتصحيح وضعها يندرج فى إطار الحركات الدالة على الإحساس الدائم للنظافة والترتيب، لكن رباط العنق فى حد ذاته عنوان للثقة بالنفس عند الكثير من كوادر الشركات الكبرى، أما إذا حرصت على تثبيتها فى مكانها فإنها تدل على أن ظروف حياتك تؤثر سلبا عليك، وعلى النقيض إن حاولت إرخاءها فى الاجتماعات الرسمية، فهذا يدل على أنك تخشى فقدان موقعك وسلطتك. - الأنف: يعتبر المكان الرمزى للمهارة واللباقة فإن قمت بالضغط بسبابتك على طرف أنفك، فهذا يعنى أنك لا تمتلك حيلة فى المشكلة المطروحة. - اليد: اليد اليمنى تعبر عن تواصل حركى لمركز العمليات العقلية والمنطقية، بينما اليسرى أداة تواصل بمركز العمليات الانفعالية بالمخ، وبالتالى رفع اليد اليسرى يدل على تدخل الانفعالات العاطفية فى الحديث، بينما اليمنى تدل على إعمال المنطق والعقل، وتجنب تشبيك أصابعك يجعلك تبدو وكأنك تدافع عن نفسك أو توحى بعدم راحتك للمقابلة، ولكن استخدمها للتعبير، فهى تضفى نوعا من الحماسة لشخصيتك، وضع يديك على يد الكرسى الذى تجلس عليه أو على المكتب لتظهر بعض الحركات من خلالها، فحركات اليدين تجعلك تبدو أكثر تعبيرا، كما أن الشخص الذى يقابلك يستطيع معرفة مصداقيتك، وحين تنهى المقابلة اتجه نحو الموظف المسئول وصافحه مصافحة ليست بالقوية ولا الضعيفة واتبعها بابتسامة لطيفة، واحرص على التواصل البصرى. - الشعر: تجنب اللعب فى شعرك فهذا يوحى بالتوتر ولا يجدى نفعا فى تشتيت ذهن المسئول. - العين: انظر إلى التواصل البصرى على أنه أداة للتواصل، ولا تنظر إلى ساعتك أو هاتفك فى أثناء المقابلة الوظيفية حتى لا تستفز الموظف باستعجالك، ولا تكثر من حركتك على الكرسى أو ضبط ملابسك، فكثرة الحركة تشتيت للذهن ودليل على القلق. - الجلسة: حينما تجلس فى المكان المناسب اتخذ وضعية سليمة مستقيمة، فالجلسة غير المعتدلة تجعلك تبدو مرتبكا أو غير صادق، وتجنب وضع مقتنياتك (حقيبتك- موبايلك- مفاتيحك) على حجرك أو على الطاولة حتى لا تنشغل بها أو تقع على الأرض حين تهم بالانصراف، ولا تجلس على جانب واحد منك وتولى وجهك باتجاه الباب؛ لأن هذا يوحى باستعجالك الخروج من الغرفة. - الرأس: الإيماء بالرأس مهم للتعبير عن موافقتك واهتمامك بما تسمع ودافع جيدا للشخص الآخر للاستمرار فى الحديث. - الصوت: حافظ على مستوى الصوت؛ بحيث لا يكون مرتفعا فيزعج المستمع ولا منخفضا فيوحى بعدم الثقة بالنفس والخوف من عدم تقبل الآخرين.