كانت محطة صرف بني سويف المركزية ببني سويف على موعد ليلة أمس مع أسوأ حادث لها منذ تأسيسها عام 2006. حيث اقتحم عدد من البلطجية، محطة معالجة مياه الصرف الصحي الرئيسية بالمحافظة والمجاورة "لقرية تزمنت الشرقية" مساء أمس الخميس، وقاموا بإشعال النيران فى الإطارات داخلها. كما حطم البلطجية لوحة كهرباء ولوحتين تحكم بغرفتي التخفيف والتدوير وإحدى المعدات الثقيلة "لودر". على الفور تجمع العشرات من شباب الإخوان المسلمين وشباب اللجان الشعبية من قرى تزمنت وبني هارون والحلابية لحماية المحطة من تكرار الهجوم عليها، حيث قاموا بإغلاق البوابة الرئيسية وعمل دوريات متابعة حول سور المحطة المتهالك. وأكد المهندس محمود معوض، نائب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف، أن المحطة هي محطة المعالجة الرئيسية بمدينة ومركز بني سويف، حيث يصب فيها خارج 16 محطة رفع بالقرى والبندر فتقوم المحطة بعمليات التدوير والتخفيف لمياه الصرف . ويضيف معوض، "البلطجية توجهوا مباشرة لتدمير لوحات التخفيف والتحليل، وهي أهم محتويات المحطة فقمنا على الفور بإغلاق المياه عن المدينة والمركز حتى لا تعوم بني سويف في بركة من مياه الصرف". خلال لحظات تواجد الدكتور خالد سيد ناجي، عضو مجلس الشورى داخل المحطة، قام بالتواصل مع مدير أمن بني سويف لإرسال تعزيزات مناسبة لتأمين المحطة وطالب إدارة البحث الجنائي بضرورة رصد هؤلاء المخربين مطالبا بتوقيع عقوبة رادعة على كل المتورطين في هذه المأساة الحقيقية أيا كانت مناصبهم، مؤكدا أن هناك أمورا مريبة خلف كواليس هذه الجريمة المنكرة . تمكن شباب اللجان الشعبية من استيقاف اثنين من شهود العيان الذين حضروا عملية الهجوم على المحطة وهم ح . ع، موظف بأمن ديوان عام محافظة بني سويف و م. ع أمين شرطة بمركز بني سويف . من جانبه، صرح الأستاذ محمد عبد الرؤوف، مسئول إخوان تزمنت، أن وجود الشخصين داخل المحطة في هذا التوقيت وبغير صفة رسمية أثار العديد من الشبهات حولهما وما أكد الشكوك طلب أحد المسؤولين بديوان عام المحافظة والذي جاء على إثر الهجوم منهما الاختفاء والخروج من المحطة. بالإضافة إلى امتناعهما من الإدلاء بأية تفاصيل عن المشاركين في اقتحام المحطة رغم ادعاء الأول أنه كان يمر من أمام المحطة وقت الهجوم، فقام بدخول المحطة وفصل التيار الكهربائي ليشغل البلطجية. رفض شباب الإخوان واللجان الشعبية خروج هاذين الشخصين خارج سور المحطة لحين حضور العقيد أحمد بدوي رئيس مباحث بندر بني سويف . وتساءل أحمد عبد الرحمن المحامي عن كيف يسمح البلطجية لهذا الشخص بالدخول للمحطة وقطع التيار الكهربائي عليهم أثناء هجومهم؟ بل كيف وصل هذا الشخص لمكان التيار الكهربائي بكل سهولة ليفصله، رغم أنه ليس من العاملين بالمحطة، ثم كيف قام بكل بذلك ولم يتعرف على أحد منهم فهل كانوا مثلا يلبسون "طاقية الإخفاء". ويضيف عبد الرحمن، أن الغريب في الأمر أن يكون الشاهدان الرئيسيان في القضية مرتبطين بشكل مباشر بأمن ديوان عام المحافظة، إضافة إلى أن تواجدهم غير منطقي في هذا التوقيت بالقرب من المحطة. وجه البعض أصابع الاتهام إلى أهالي عزبة سليمان المجاورة للمحطة فيما وجه البعض الآخر أصابع الاتهام نحو ديوان عام المحافظة واتهامه بإثارة الفتن والقلاقل داخل المحافظة لتوجيه مؤسسة الرئاسة نحو عدم تغيير "بيبرس"، خاصة بعد تواتر الأنباء عن تغييره في حركة المحافظين المنتظرة خلال ساعات وحدوث أحداث غريبة وغير معهودة داخل المحافظة مثل الهجوم علي محطة صرف سمسطا ومحطة كهرباء ببا وكل ذلك خلال ثلاثة أيام فقط !!! من جانبه، أشار المهندس مصطفى رمضان، مدير المحطة، إلى أن الاقتحام المحطة أسفر عن تلفيات تصل لنحو 150 ألف جنيه وقطع الكهرباء عن المحطة، منتقدا موقف الأجهزة الأمنية بالمحافظة التى تقاعست عن حماية المحطة، وجاءت متأخرة رغم الاستغاثات المتتالية لهم لسرعة إنقاذها. وطالب مدير المحطة بحراسة أمنية دائمة لحماية وتأمين المحطة الرئيسية، حتى يمكن تشغيلها على وجه السرعة، حتى لا تغرق مدينة ومركز بنى سويف وضواحيها فى مجارى الصرف الصحى. كما طالب عادل قنديل، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، شركة مياه الشرب والصرف الصحي بضرورة تأمين أسوار المحطة المتهالكة وضرورة توفير حراسة كافية ومناسبة لحماية أهم محطات صرف المحافظة. كان الدكتور ناصر سعد، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة ببني سويف، قد أصدر بيانا جاء فيه: "ونحن فى انتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيقات فى الساعات القليلة القادمة ونطالب السيد مدير الأمن بضرورة حماية المنشآت العامة للدولة وضرورة التواجد الأمني المكثف حمايةً للمنشآت الحيوية ورصد كل من تشير إليهم أصابع الاتهام سواء فى داخل ديوان عام المحافظة أو خارجه وأيا كان موقعه". يذكر أن المحطة تم بناؤها عام 2006 وكانت عبارة عن منحة من هيئة المعونة الأمريكية وتقع على مساحة 32 فدانا ويعمل بها حوالي 50 مهندسا وفنيا وعاملا .