تزوجت منذ 3 سنوات وسافرت مع زوجى إلى محافظته التى بها بيت عائلته، ولكنى اشترطت أن أسكن بعيدا عنها؛ تفاديا للمشاكل، لكنى فوجئت بأن حماتى التى تسكن بعدنا بحوالى أربعة شوارع... شبه مقيمة معنا مع العلم بأن لها بنتين متزوجتين فى المدينة نفسها، والأغرب أنها تقيم معنا فى أيام إجازات زوجى بحجة "عاوزة تشبع منه". أنا لا أنكر عليها حبها لابنها، لكنى تعبت من خدمتها المرهقة وطلباتها الكثيرة، بخلاف فقدان خصوصيتى، فأسرارى وكلامى وكل ما أشتريه أو أطبخه ينتقل لباقى العائلة... بخلاف أننى أحتاج فعلا إلى أن أتحدث مع زوجى كباقى الأزواج دون تدخل بملاحظاتها وتعديلاتها، كما أنى مقيدة ومحرومة من حريتى فى بيتى، فلا أستطيع أن أرتدى ما أحب أو أطبخ ما أشتهى؛ لأنى مرتبطة بمزاجها ورغباتها هى. تحدثت مع زوجى وأخبرته أننى فعلا سعيدة بوجودها معنا، لكن من حقى أن أجد راحتى ببيتى، خاصة أن زوجى يهملنى تماما طوال فترة وجودها... واقترحت عليه أن نقسم الإجازات على باقى إخوته البنات، بحيث لا تثقل علىّ، ولا تقصر فى حق بناتها، لكنه رفض خوفا من غضبها ..ماذا أفعل؟ تجيب عن هذه الاستشارة، رغداء بندق، المستشارة الاجتماعية، فتقول: أختى الفاضلة أهلا ومرحبا بك.. فى البداية أقدر جيدا حاجتك للإحساس بالخصوصية، وحاجتك أن تشعرى باهتمام وعناية زوجك لكى، وهذا ما كفله لك الدين، لكنه أيضا كفل رعاية الوالدين وبِرهما، وبر والدة زوجك كبرِّ والدتك، وهو سبيل للتقرب من زوجك أكثر، حاولى ألا تأخذى الموضوع بحساسية وإلا ستقلبين حياتك رأسا على عقب.. ابدئى أولا بالتحدث مع زوجك بهدوء،وحاولا أن تفرضا بدائل قريبة لها قبل أن تكون لكما، وإلا فليوجد قليل من التوازن بينكما. فالعدل أساس الملك. انشغلى بذكر الله، وابحثى عن نعمه حولك لِيلِين قلبك ويترفع عن الصغائر، واستمتعى بحياتك قدر الإمكان، وإلا ضاع عمرك متحسرة شاكية فقط. تذكرى يا أختى أن الدنيا سلف ودين، فأحسنى إليها يحسن إليك أبناؤك حينما تشيبين وتحتاجين ليد حانية؛ فإن فشلت كل محاولتك مع زوجك فأنصحك بأن تتكيفى مع وضعك هذا، واحتسبى أجرك عند الله فلن يبخسك أبدا، واسعى لاحتوائها، واكظمى غيظك وادفعيه عنها. ضعى مشكلة حماتك فى حجمها الطبيعى، وإياك أن تسىء إليها، وتقبلى نقدها بقلب الابنة، وتجاهلى تعليقاتها حتى لو كانت فى غير محلها، حافظى على مكانتك عند زوجك، واسعى لرضاه من خلالها، ولا تفكرى مطلقا فى أن تضعيه تحت ضغط الاختيار بينكما؛ لأنه على الأغلب سيختار والدته ويضحى بك.