عاد الجدل من جديد للساحة حول فتح الباب مرة أخرى أمام السياحة الإيرانية؛ حيث اشتعلت المناقشات تحت قبة مجلس الشورى، واختلف أعضاء لجنة السياحة والثقافة والإعلام حول مدى خطورة السياحة الإيرانية ودورها في نشر المذهب الشيعي في مصر؛ حيث من المقرر استئناف الرحلات السياحية الإيرانية أوائل الشهر المقبل. ويرى البعض أن زيارة السائحين الإيرانيين ليس لها أية أغراض سوى السياحة الثقافية والشاطئية فقط، ولا تمتد إلى زيارة المزارات الدينية؛ حيث أكد هشام زعزوع وزير السياحة أن السماح بزيارة السياح الإيرانيين لمصر لن يشكل تهديدًا للبلاد، مضيفًا أن زيارة السائحين الإيرانيين تقتصر على المعابد الفرعونية والمتحف المصري والأهرامات ولن يسمح لهم زيارة الأماكن الدينية. وأوضح زعزوع في تصريحات صحفية، أن برامج السياحة الإيرانية لمصر مراقبة من قبل السلطات الأمنية المصرية، مشيرًا إلى أن الأمن المصري قادر على كشف أي انحراف من قبل أي سائح إيراني. وأضاف أن معدل صرف السائح الإيراني في مصر يصل إلى 185 دولارًا لليوم الواحد، بينما السائح الأوروبي فمعدل صرفه 75 دولارًا لليوم الواحد، وهو ما يساعد في دعم ومساعدة قطاع السياحة الذي شهد العديد من الأزمات خلال العامين الماضيين. ومن جانبه، أكد باسل السيسي، رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة الشركات السياحية، أنه لا يوجد أي تخوف من عودة السياحة الإيرانية لمصر؛ حيث إن التاريخ يؤكد أن السياسة هي المحرك الأساسي في العلاقات المصرية الإيرانية، مبينًا أن هذه العلاقات عندما كانت جيدة كان هناك أسطول بحري كامل من إيران في مصر قبل الثورة الإيرانية، ولم يحدث أي تأثير شيعي على معتقدات الشعب المصري. وأضاف أن مصر تستقبل ملايين السائحين الذين يعتنقون مختلف المعتقدات سواء اليهودية أو البوذية أو الهندوسية وشيعة من لبنان والعراق، ولم يكن هناك أي تخوف من هؤلاء السائحين أو أنهم تعدوا على عادات وتقاليد الشعب المصري، مشيرًا إلى أن السياسة العالمية تعتمد على الانفتاح الآن على كافة دول العالم، ولا يمكن لمصر أن تعيش في عزلة وسط هذه السياسة. وأوضح السيسي أن التخوف من السائحين الإيرانيين يكون من أشخاص غير متفهمين لطبيعة الأفواج السياحية أو المتخوفين بالطبيعة أو آخرين يريدون هدم أي مصلحة للمصريين، مضيفًا أن وسائل الإعلام والإنترنت يسمحان لأي شخص الحصول على المعلومة التي يريدها، فمن يريد أن يفعل شيء يستطيع أن يفعله الآن. وقال: "نرى الإيرانيين خلال أدائهم لمناسك العمرة والحج يتميزون بالتنظيم الشديد، كما أنهم يقومون بزيارة الإمارات وتركيا ولم نسمع أي نبرات تحذيرية هناك من المد الشيعي". واعتبر أن عودة السائحين الإيرانيين إضافة جديدة للسوق المصري خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة التي تمر بها السياحة المصرية بسبب عدم الاستقرار السياسي وغياب الأمن، موضحًا أن السياحة الإيرانية لن تكون بالكثافة التي تثير الرعب الذي يتعمد البعض نشره بين الشارع المصري. وأكد كريم محسن، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، أن عدد السائحين القادمين من البلاد التقليدية المصدرة للسياحة المصرية تأثر بشكل كبير بسبب الحالة الأمنية التي تمر بها مصر، مبينًا أن الحل لتجاوز هذه الأزمة هو فتح أسواق جديدة متعطشة للسياحة المصرية ومتفهمة لطبيعة الحالة المصرية بعد الثورة، مثل السوق الإيراني؛ حيث إن السائح الإيراني سيأتي إلى مصر وهو يرغب في زيارة كافة الأماكن السياحية التي يشاهدها لأول مرة. وأضاف أن فتح السوق الإيراني سيتم بالتدريج؛ حيث ستقوم وزارة السياحة بتجربة الأمر لمدة 6 أشهر، من خلال وضع تشديدات أمنية أبرزها أن يتحرك السائح الإيراني ضمن الفوج السياحي، كما أنه غير مسموح لهم بزيارة أماكن معينة؛ حيث تهبط الطائرة في الأقصر ليمضوا هناك ليلة ثم يزورون أسوان ثم الغردقة لتنتهي رحلتهم بالقاهرة؛ حيث مسموح لهم زيارة الأهرامات والمتحف المصري فقط، كما أنه غير مسموح لهم بزيارة المزارات الدينية. وأكد محسن أن التخوف من السائحين الإيرانيين أمر غير منطقي؛ حيث إن السائحين الأجانب يحترمون عادات وتقاليد البلد التي يزورونها، ولم يحدث أن شهدت مصر خلال العقود الماضية أي تجاوز من أي سائح مهما كانت جنسيته أو عقيدته.