* المقاومة والمصالحة والإفراج عن الأسرى وعودة اللاجئين والقدس.. أبرز الأولويات تحديات داخلية وخارجية تواجهها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فى ظل التغييرات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع ثورات الربيع العربى، وفى وقت تتصاعد فيه المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس والمقدسات والاعتداءات المتوالية على قطاع غزة، وهو ما دفع الحركة بعد الانتهاء من إعادة تشكيل مكتبها السياسى لوضع إستراتيجية جديدة لرأب الصدع الداخلى، ووضع رؤية كاملة لإعادة القضية الفلسطينية وثوابتها إلى مسارها الصحيح. الإستراتيجية كشف عنها خالد مشعل -رئيس المكتب السياسى للحركة- فى حوار هو الأول له منذ إعادة انتخابه للمرة الخامسة لرئاسة الحركة على فضائية الجزيرة القطرية، وحدد 7 أولويات أساسية فى إستراتيجية الحركة خلال الأربع سنوات القادمة هى: المقاومة والقدس وحق العودة والأسرى والمصالحة والتواصل العربى والعلاقة مع المجتمع الدولى. وأشار مشعل إلى أن هدف حركته وأولويتها الأولى هو حماية المشروع الوطنى وإعادة القضية الفلسطينية إلى مسار المقاومة، لافتا إلى أن الشعب الفلسطينى يرزح تحت الاحتلال ويسعى للتحرير. وقال إن المقاومة رغم الانتصار المشرف الذى حققته على الاحتلال الإسرائيلى فى غزة إلا أنها ضعفت فى الضفة الغربية وفى الأراضى المحتلة عام 1948، مطالبا الفلسطينيين فى الداخل بإبداع أشكال من النضال والحراك الشعبى لإعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها. وحول ما إذا كانت حماس تسعى لتفجير انتفاضة ثالثة أكد مشعل أن كل الخيارات مفتوحة، وأنهم يسعون لامتلاك كافة أدوات القوة والسلاح والحشد الشعبى فى معركة التحرير. وبالنسبة للأولوية الثانية أشار مشعل إلى أنها القدس، موضحا أن القدس عنوان الصراع وهى تتعرض لتهويد غير مسبوق وبنيت بها 13 مستوطنة، كما أن اليهود والفلسطينيين أصبحوا عددا متساويا بسبب التهجير والهدم، وشدد على أن القدس فى الأربعة أعوام القادمة ستتحول إلى برنامج يومى وسيتم حشد الأمة لتقف أمام مسئولياتها. وتطرق مشعل إلى الأولوية الثالثة وهى الأسرى قائلا: "الأربع سنوات القادمة سنفرج عن أسرانا فى السجون، وأضاف أن الذى تمكن من الإفراج عن الأسرى رغم أنف إسرائيل سابقا سيتمكن من إطلاق سراح الآخرين"، مشيرا إلى أن الأمر الرابع هو "حق العودة"، فالقضية أرض وشعب، ومن ثم لا بد من حق العودة وممارسة هذا الحق ووضعه على الأجندة وتحويله لقضية فى كافة المحافل الدولية وتفعيل اللاجئين وإشراكهم فى صنع القرار الفلسطينى أولوية بالنسبة لحماس. وأوضح أن الأولوية الخامسة هى طى صفحة الانقسام وتحقيق المصالحة التى تقوم على ثلاثة أسس هى تطبيق كل ما التزمنا به ووقعنا عليه فى القاهرة والدوحة كرزمة واحدة من آليات لإنهاء مظاهر الانقسام، وبرنامج سياسى مبنى على رؤية نضالية تستند إلى الأولويات الأربع السابقة، والشراكة فى القرار والقيادة الفلسطينية تحت سقف واحد. وأشار مشعل إلى أن الأولويتين السادسة والسابعة تقومان على التفاعل مع الأمة العربية فى ظل ربيعها دون تدخل فى الشئون الداخلية لكن مع دعم حق الشعوب فى التحرر والتنمية، وكذلك التواصل مع شعوب العالم المناصرة للقضية الفلسطينية. ويرى مراقبون أن إستراتيجية حماس التى طرحها مشعل تستهدف الحفاظ على ثوابت القضية الفلسطينية وعناصرها فى الداخل والخارج، مؤكدين أن الأولويات السبع هى رأس الهم الفلسطينى داخل الوطن وخارجه. وقالوا إن طرح مشعل قضيتى القدس واللاجئين يأتى فى وقت تسعى فيه السلطة بغطاء عربى للعودة لملف المفاوضات التى وصفوها بالعبثية فى ظل الموافقة العربية على تعديل المبادرة العربية للسلام وإقرار مبدأ تبادل الأراضى والذى قد يتنهى لشطب حق العودة. وأوضح المراقبون أن الجزء الأبرز فى تصريحات مشعل هو التماس المباشر مع هموم الفلسطينيين؛ خاصة فى ملف الأسرى وتعهده بالإفراج عنهم وهو ما يجعل قضية الأسرى هما وطنيا تحمله حركة "حماس"، والتى نجحت فى الماضى فى الإفراج عن عدد منهم، وتحاول الآن الإفراج عن المتبقين.