حذرت الهيئات الإسلامية المهتمة بشئون القدس والأقصى من مخاطر "خطة شيرانسكى" -نسبة لرئيس الوكالة اليهودية المتطرف الروسى الأصل ناتان شيرانسكى- على المسجد الأقصى وعروبته، مؤكدة أن الخطة تستهدف توسيع وتهويد ساحة البراق ورفع مستوى الأرض الحالى لتصبح فى النهاية ساحة واسعة تمتد من الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى باتجاه الشمال حتى منطقة المدرسة التنكزية".. وقالت إن الخطة الجديدة تستهدف تدمير وطمس ما تبقى من آثار إسلامية عريقة تابعة للأقصى، مشيرة إلى أن هذه الخطة حصلت مؤخرا على تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مما يعنى قرب تطبيقها. من جانبها، أكدت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" أن خطة "شيرانسكى" تهدف لتوسيع وتهويد ساحة البراق، مشيرة إلى أن الخطة ستحدث تغييرات إضافية على ساحة البراق، من خلال توسيعها ورفع مستوى الأرض، ومن ثم تهويد الساحة وتغيير معالمها، بجانب تشويه القدس ليصبح الأقصى محاطا بالعديد من المعالم التهويدية التلمودية. وقال حنا عيسى -الأمين العام للهيئة- إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تصر على تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها العربية، لتكون مدينة لليهود وحدهم، مؤكدا أن هذا المشروع ليس الأول من نوعه فى منطقة ساحة البراق، بل سبقه العديد من الحفريات والتدمير والتى أدت لتغيير معالم الساحة ببناء المراكز التهويدية والكنس. وحذرت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" من مواصلة إسرائيل مخططاتها الخاصة باستهداف المسجد الأقصى، وقالت إن رئيس الوزراء نتنياهو أبدى تأييده ل"خطة شيرانسكى" التى تهدف لتهويد منطقة البراق بشكل كامل. وأكدت أن تنفيذ هذا المخطط الاحتلالى سيكون له تأثيره الخطير على المسجد الأقصى ومحيطه، مشيرة إلى ما نشرته "هاآرتس" حول هذا المخطط وتبعاته، ومنها أن "نتنياهو" طلب من "شيرانسكى" تحديد جلسة مع "مستشار الأمن القومى" للتباحث فى أبعاد هذا المخطط، ومن ثم التقدم بخطى للأمام لاعتماد الخطة وتنفيذها قريبا. ووصفت المؤسسة مخطط "شيرانسكى" بالخادع، وحذرت من التعاطى معه وكأنه خلاف بين تيارات دينية وسياسية فى أذرع الاحتلال، مؤكدة أنه لا حق للاحتلال فى كل المساحة التى تشمل المخطط، وأنها حق ووقف خالص للمسلمين وحدهم، وأن تسويق المشروع التهويدى وكأنه خلاف بين تيارات "إسرائيلية" مغالطة كبيرة وذر للرماد فى الأعين. كانت إسرائيل شرعت قبل أسبوعين فى أعمال حفر وتدمير فى طريق "باب المغاربة"، الذى يعتبر جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى، فيما بدا أنه حفر فراغات خاصة بطريق جوفية تربط بين كنيس يهودى وساحة البراق. يذكر أن منطقة البراق وحى المغاربة هما وقف إسلامى خالص استولت عليه إسرائيل بالقوة عام 1976، واتبعت سياسة التدمير التدريجى للممتلكات الفلسطينية سعيا إلى تهويدها.