* البافارى يرد الدين كاملا بعد 4 سنوات.. والبارسا لم يحضر.. والحكم أفسد النتيجة صدق أو لا تصدق.. برشلونة يخسر بالأربعة، أو ربما هى أحد الظواهر الكونية التى لا تتكرر إلا كل 100 عام أو يزيد، أو تسونامى بافارى يضرب سواحل كتالونيا.. قُل ما تشاء.. فما حدث فى ملعب إليانز أرينا ليلة الثلاثاء ربما يعد من الآن تأريخا لمرحلة جديدة فى كرة القدم بعدما لقّن فريق بايرن ميونيخ ضيفه برشلونة –نعم.. برشلونة- درسا قاسيا فى فنون اللعبة.. واكتفى برباعية نظيفة فى المباراة التى جرت بينهما فى ذهاب الدور نصف النهائى لبطولة دورى أبطال أوروبا. الثلاثاء الأسود فى كتالونيا 160 مباراة خاضها المخضرم يوب هاينكس فى دورى الأبطال مقابل 10 مباريات لنظيره فى البارسا الهادئ تيتو فيلانوفا، عكست الفارق الشاسع بين الطرفين فى الفكر التكتيكى، وقراءة المباراة والتغيرات وإدارة الأزمات، ولكنها لم تكن فقط هى العامل الوحيد الذى رجح كفة أبناء مدينة ميونيخ، ولكنه يوم استحق أن يكون عن جدارة لقب "الثلاثاء الأسود فى كتالونيا". البايرن فى أفضل حالته بكتيبة مدججة بالنجوم فى كل المراكز، لم تتأثر بالغيابات وإن كانت مؤثرة، والبارسا لم يحضر إلى ملعب المباراة، فالدفاع مهلهل والحارس نقمة على الفريق، وميسى المنقذ كان يحتاج مَن ينقذه من هذه الورطة بعدما دفع به الجهاز الفنى وهو غير مكتمل الشفاء، وأصر على بقائه 90 دقيقة فى جريمة فنية وإنسانية لا تُغتفر. أضِف إلى كل ذلك 68 ألف متفرج بافارى منح فريقه أفضلية مطلقة. وكانت العلامة السوداء الوحيدة فى كلاسيكو المتعة هو الحكم المجرى فيكتور كاساى، الذى أفسدت قراراته نتيجة المباراة –وإن كانت مستحقة- فاحتسب ثلاثة أهداف للبايرن غير شرعية، وتغاضَى عن ركلة جزاء لصالح أصحاب الأرض، وكان كريما فى منح البطاقات، فأخرج الكارت الأصفر 7 مرات بواقع 3 للبايرن وواحد لضيفه. وأكد البايرن تفوقه المطلق على الإسبان عامة، وبرشلونة خاصة، فلم يخسر أمام أبناء اللاروخا فى آخر 20 مواجهة سوى مرة وحيدة، كما سجل أفضلية مطلقة على البلوجرانا بالفوز فى 4 مواجهات من أصل 7 مقابل تعادلين وهزيمة وحيدة كانت برباعية نظيفة عام 2009، ولكن يوب هاينكس -المتوج باللقب مع الريال عام 98- رد الدَّيْن كاملا فى طريقة نحو ثلاثية تاريخية "الدورى والكأس ودورى الأبطال" لتكون خير وداع للمدرب المميز، قبل أن يترك الفريق فى قمة مجده لخَلَفه الفيلسوف الكتالونى جوارديولا. مباراة للتاريخ كعادته فى الآونة الأخيرة.. استحوذ البارسا على الكرة ولكن بلا فاعلية، فكانت السيطرة على مجريات اللعب والخطورة على المرمى لصالح البايرن، مستفيدا من الدفاع الهَش لضيفه وصلابة خطوطه، دون أن يترك لمنافسه تسجيل أى خطورة على المرمى، بعدما بدَا كل لاعب فى برشلونة محاصرا فى كل لعبة بثلاثة من أصحاب الأرض، فلم يجد إنيستا أو تشابى أو أليكس أو بيدرو "وبالطبع ميسى" أى متنفس.. فظهر الجميع خارج الخدمة، ولم يعِ المدرب فيلانوفا لكل هذا، فترك فريقه يعذّب دون تدخل إلا قبل دقائق من النهاية بالدفع بفيا بدلا من بيدرو فقط، وكأنه لم يرَ فجوة فى الوسط أو كارثة فى الخط الخلفى أو شوارع الجانب الأيمن. وفى المقابل.. تألق الفريق البافارى بكامل أعضائه نوير –لم يختبر- ودانتى وبواتينج وألابا ولام ومارتينيز وشفاينشتيجر وريبيرى وروبن ومولر وجوميز والبدلاء جوستافو وبيتزارو وشاكيرى فى ملحمة بافارية للتاريخ كادت أن تنتهى بنتيجة قياسية.. إلا أن قدر الله كان رحيما بالبارسا وجماهيره. المباراة فى دقائق ربما ظهر البارسا متماسكا مع انطلاق المباراة ولكن المقدمات لا تدل على النتائج.. فسرعان ما شن البايرن هجمات متتالية وكان له الحق فى ركلة جزاء من تسديدة للقائد لام أبعدها بيكيه بيده، إلا أن هدف السبق لم يتأخر عبر موللر فى الدقيقة 25 من متابعة لتمريرة دانتى بالرأس على الرغم من ارتكاب الأخير مخالفة ضد ألفيش. وتوالى المد البافارى فضاعف جوميز النتيجة فى الدقيقة 49 بهدف من وضعية تسلل، ثم وسع روبن الفارق إلى ثلاثية فى الدقيقة 73 على الرغم من وجود اعتراض عنيف من مولر ضد ألبا.. واختتم موللر الرباعية فى الدقيقة 82 مستفيدا من عرضية نموذجية للظهير النمساوى ألابا. ووضع البايرن -حامل أختام البطولة 4 مرات- قَدما فى النهائى للمرة الثانية على التوالى، والثالثة فى آخر 4 أعوام، ومحا آثار السقوط العام الماضى أمام تشلسى، وإضافة النجمة الخامسة، وباتت فرص البارسا "4 ألقاب أيضا" شبه مستحيلة فى العودة مجددا، وتكرار صحوة ميلان فى مباراة الإياب أول مايو المقبل بملعب الكامب نو.