نقص السولار وارتفاع تكلفة الأيدى العاملة أبرز المعوقات "التموين": 11 مليار جنيه لشراء 4.5 ملايين طن قمح من الفلاحين "الزراعة": مليون طن زيادة فى إنتاج القمح هذا العام عبد الرحمن شكرى: إنتاجية الفدان من القمح تتراوح بين 20 إلى 25 إردبا تستعد الجمعيات الزراعية والشون لاستقبال محصول القمح "الذهب الأصفر" والذى يبدأ الأسبوع القادم موسم حصاده، وتؤكد المؤشرات أنه سيزيد مليون طن العام الحالى ليصل إلى 9 ملايين طن، ورصدت الحكومة 11 مليار جنيه لشراء المحصول من المزارعين وتوريده لهيئة السلع التموينية. وتم تجهيز شون التوريد لاستقبال كميات القمح المتوقعة هذا العام حيث يتفاءل الفلاحون بزيادة إنتاجية القمح نظرا لزيادة الرقعة الزراعية عن العام الماضى والتى بلغت 3 ملايين ونصف المليون فدان، وكذلك تحديد مبلغ 400 جنيه سعرا للإردب الواحد. مصر تستهلك من القمح سنويا نحو 14 ملايين طن وتنتج 10 ملايين طن فقط، ووفقا لأحدث تقرير صدر عن الاتحاد العام للغرف التجارية فى إبريل الجارى، تغطى مصر الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك عن طريق الاستيراد من عدة دول على رأسها أوكرانيا (مليون و389 ألفا)، وروسيا التى نستورد منها 848 ألف طن، وأمريكا (381 ألفا)، وفرنسا (977 ألفا)، وأستراليا (391 ألفا). كما تستورد مصر قرابة 833 ألف طن من الأرجنتين فضلا عن كميات مماثلة من كازاخستان والبرازيل ورومانيا ومالديف وبلغاريا وألمانيا وأورجواى وبولندا. العدالة الاجتماعية يقول صلاح معوض -رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة- إن حجم الإنتاج المتوقع لمحصول القمح هذا العام يتراوح ما بين 9,5 إلى 10 ملايين طن، وأن مساحة الأراضى المنزرعة بمحصول القمح تعد الأكبر الموسم الحالى، حيث بلغت 3,471 ملايين فدان، بزيادة قدرها 310 آلاف فدان عن العام الماضى. وأضاف معوض أن هناك ترتيبات لطرح كميات من الأراضى الزراعية للاستثمار من أجل سد الفجوة سواء فى القمح أو السلع الغذائية الأخرى وسيتم طرح 340 ألف فدان كمرحلة أولى من المشروع الذى يستهدف طرح مليون فدان للاستثمار الزراعى فى 5 مناطق هى شمال وغرب النوبارية وشرق منخفض القطارة والساحل الشمالى ووسط سيناء، وسيتم تحويل الأراضى إلى تجمعات سكنية وزراعية وسيقتصر طرح هذه الأراضى على صغار المزارعين، بمساحات لا تتجاوز 100 فدان بنظام حق الانتفاع لمدة ثلاث سنوات لإثبات الجدية فى زراعة الأراضى وبعدها من حق المستفيد امتلاك الأرض. حظر الاتجار من ناحيته، أكد الدكتور ناصر الفراش -المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين- أن الوزارة اعتمدت بالتنسيق مع وزارتى المالية والزراعة مبلغ 11 مليار جنيه لاستيعاب تدفق ما يقرب من 4,5 ملايين طن من القمح هذا العام بسعر 400 جنيه للإردب حوالى (150 كيلو جراما) ويهدف ذلك إلى تحفيز الفلاحين وحثهم للإقبال على زراعة القمح مع زيادة الرقعة الزراعية المنزرعة حتى يتحقق الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول الإستراتيجى، مشيرا إلى أن هيئة السلع التموينية تشترى 4,5 ملايين طن، وتغطى الفجوة ما بين الإنتاج المتوقع هذا العام، والاستهلاك عن طريق استيراد القمح من عدة دول، أهمها روسيا وأوكرانيا وكازاخستان وأستراليا وأمريكا. وأضاف الفراش أنه تسهيلاً على موردى القمح أنشأت وزارة التموين بالتنسيق مع الجهات والوزارات المعنية، نقاطا لتجميع المحصول، تكون قريبة قدر المستطاع من الحقول وفى نطاق الجمعيات الزراعية حتى لا يتكبدوا مشقة النقل إلى شون بنوك التنمية الزراعية، وتشجيعا لهم للإقبال على زراعة القمح فى الأعوام المقبلة. كما أكد الفراش أن الفلاح سيتسلم 90% فورا من كامل ثمن المحصول على أن يحصل على باقى الثمن فور الانتهاء من الفرز حسب جودة ودرجة نقاوة المحصول، مؤكدا تجهيز شون أسمنتية من الداخل لمنع التخزين فى الصوامع الترابية التى كانت تتسبب فى إهدار الكثير من المحصول الأعوام الماضية. وشدد الفراش على أهمية تفعيل القرار رقم 53 لسنة 2012 والخاص بتجريم ومنع الاتجار بمحصول القمح فى السوق السوداء أو توريده لغير الحكومة، وبموجب هذا القانون لا يجوز توريد القمح إلا لهيئة السلع التموينية لكون هذه السلعة تمثل أمنا قوميا لمصر، وكذلك يتوجب منع تداول أو تخزين القمح المحلى وعدم توريده لغير وزارة الزراعة، خشية احتكاره من قبل التجار. ولاكتمال المنظومة الجديدة يقول الفراش: وفرت وزارة التموين كوبونات للمزارعين يتم بموجبها صرف حصص السولار اللازمة لحصاد القمح بالتنسيق مع وزارة البترول والإدارات المعنية حيث تم حصر الحيازات والمساحات لتوزيع الكوبونات على قدر المساحة المزروعة لكل فلاح. إنتاجية الفدان عبد الرحمن شكرى -نقيب الفلاحين- يؤكد أن موسم حصاد القمح هذا العام بدأ بعيدا عن مشاكل الأعوام الماضية حيث تم تلافى المشاكل التى كانت تتكرر كل عام بسبب التخطيط الجيد لموسم الحصاد العام الحالى حيث تم التنسيق بين الهيئات المختلفة (هيئة السلع التموينية– وهيئة السلع الغذائية– وهيئة الصوامع) بالإضافة إلى الجمعيات التعاونية الزراعية وبنوك التنمية الزراعية بهدف توزيع الأدوار بين كل هذه الهيئات لكى يتسنى لكلٍ منها القيام بالدور المنوط بها. وأضاف شكرى أن إنتاجية الفدان من القمح تتراوح بين 20 إلى 25 إردبا فى ظل الظروف المهيأة حاليا بسبب انخفاض درجات الحرارة التى تضاعف إنتاجية الفدان نتيجة قلة الهالك المصاحب لارتفاع درجات الحرارة. وأشار أن نقابة الفلاحين سعت للتأكد من توافر"أجولة الخيش" اللازمة لنقل المحصول إلى الصوامع الحديثة والشون التى تم رصف أرضيتها لتقليل الفاقد والهدر، بالإضافة إلى الوقوف على آخر تجهيزات الوزارات المعنية بتوفير برنامج للسولار حتى يصل للجميع دون احتكار. وتوقع شكرى أن يحصل الفلاح على باقى حقه من ثمن القمح فى غضون 4 أيام من تسليمه المحصول بعد الفرز الجيد لنوعية القمح، وأشار إلى أن حسن تطبيق منظومة الخبز وتحرير سعر الدقيق سوف يسهمان بشكل إيجابى فى تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك. تكلفة الحصاد ويقول سعيد شلش -أحد مزارعى القمح بالوراق بمحافظة الجيزة- إن أبرز المشاكل التى واجهت مزارعى القمح هذا العام تمثلت فى نقص السولار؛ حيث كان أصحاب محطات الوقود يرفضون بيعهم السولار إلا بعد إحضار "ماكينة الرى" إلى المحطة لموينها ب5 لترات فقط، ويتكرر هذا فى كل مرة، ناهيك عن ارتفاع أجور الأيدى العاملة فى موسم الحصاد حيث بلغت تكلفة حصاد الفدان ما يقرب من 1200 جنيه بدلاً من 400 جنيه فى الماضى، كما واجه المزارعون مشكلة تراجع استخدام الميكنة الحديثة فى حصاد القمح نظرا لنقص السولار، الذى حدثت له انفراجة مؤخرا بتوفيره على البطاقات الزراعية من خلال كوبونات وكروت صرف السولار التى تشرف عليها وزارة التموين.