"مباحثات يشوبها تربص الطرفين.. تفاؤل بشأن موقف إيران.. عرض جديد من الدول الكبرى لإقناع طهران".. هذه صورة مصغرة للمباحثات السداسية التى بدأت أمس الجمعة واستمرت حتى اليوم السبت فى جمهورية كازاخستان، حول أزمة الملف النووى الإيرانى وسط تفاؤل حذر بتغير موقف إيران تجاه المفاوضات من الشدة إلى المرونة فى إمكانية قبولها للعرض الجديد الذى قدمته مجموعة 5+1 والذى يطالبها “بتعليق” بدلا من “وقف” أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%؛ فى مقابل تخفيف بعض العقوبات الدولية على تجارة الذهب وقطاع البتروكيميائيات. يأتى هذا الاجتماع الجديد بعد خمسة أسابيع على جولة المفاوضات السابقة بين إيران ودول مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين إلى جانب ألمانيا) فى مدينة "آلماتى" كبرى مدن كازاخستان. ويرى مراقبون أن الاجتماع الجديد سيكون أكثر تقدما عن ذى قبل، خاصة بعد المؤشرات الأخيرة الإيجابية التى تحدثت عنها طهران تجاه المفاوضات مع الدول الكبرى وبعد الاقتراح الجديد الذى قدمته هذه الدول والذى غير من لغة التفاوض التشددية إلى لغة أقرب للتفاهم المبدئى. خطاب جديد وتعليقا على المقترح الجديد -الذى ينتظر أن يحرك المفاوضات التى توقفت أكثر من 8 أشهر- ترى روسيا أنه سيستخدم كقاعدة لإحراز تقدم فى المفاوضات المرتقبة والتى ستعقد على مدار يومين متواصلين، فى حين ترى إيران أن اللقاءات السابقة -التى أجريت منذ 5 أسابيع- شكلت “منعطفا” جديدا فى الخطاب التفاوضى. وعبر وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى، فى نهاية مارس، عن أمله فى أن يتواصل “التقدم” الذى تحقق فى "آلماتى" خلال المحادثات الجديدة، مؤكدا فى الوقت نفسه أن “المشكلة لن تحل فى يوم واحد” فى حين أكدت المجموعة السداسية أن اللقاءات الأخيرة أخذت طابعا "مفيدا"، معبرة عن أملها فى أن تدرس طهران عرض المجموعة “بجدية”. فى حين، قالت رئيس المجلس الوطنى الأمريكى-الإيرانى فى واشنطن "تريتا فارسى" إنه رغم تحسن الخطاب التفاوضى من الجانبين إلا أن عملية التفاوض لا تزال هشة ويمكن بسهولة أن تنهار، خصوصا إذا سجل انطباعا بأنه لا يتم إحراز تقدم. وكانت الجمهورية الإسلامية قد بدت فى فبراير الماضى شبه مؤيدة لتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، إلا أنها رفضت المطالب الأخرى والتى رأت فيها تعسفا وتعنتا ومنها إغلاق موقع "فوردو" لتخصيب اليورانيوم والذى يعد الوحيد فى البلاد الذى لا يمكن ضربه عسكريا، أو إرسال مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى الخارج. امتحان للغرب وتعليقا على المباحثات المنعقدة الآن، قال رئيس لجنة الأمن القومى البرلمانى فى إيران علاء الدين بروجردى إن هذه المباحثات ستكون أكبر امتحان لمصداقية الأقوال الأمريكية من عدمها، متهما واشنطن بوضع العراقيل أمام اتفاق إيرانى مع العواصمالغربية لتسوية الأزمة النووية، وقال كان هناك اتفاق بين إيران والوكالة الدولية حيال 6 موضوعات خلافية سابقة تم الاتفاق عليها، لكن تدخل أمريكا فى اللحظات الحرجة تسبب فى تخريب الاتفاق. وأشار بروجردى، إلى أن مباحثات كازاخستان ستكون محطة فاصلة لتوضيح آراء كل الأطراف حيال الأزمة، وشدد على أن بلاده ستستمر فى النشاط النووى وفق معاهدة “إن.بى.تى” ومقررات الوكالة الدولية. هذه التصريحات دفعت بعض المراقبين إلى التشكيك فى إمكان أن تحقق المفاوضات الدائرة حاليا أى تقدم يذكر، وهو ما أكده مسئول السياسة الخارجية السابق فى الاتحاد الأوروبى خافيير سولانا، مشيرا إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلى “ليست له القدرة على التفاوض”، وأنه "ما هو إلا رسول"، مشيرا إلى أن الملف النووى يمسك به فعليا المرشد الأعلى للجمهورية آية الله على خامنئى.