أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر قادرة على الانطلاق بقوة صوب الأمام بعزم وسواعد أبنائها، حيث تتمتع مصر بموارد هائلة أهمها الثروات البشرية في الداخل والخارج، وهي قادرة على مواجهة كل التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الانتقالية التي تهدف إلى تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وعودة الإرادة لجموع المصريين، ووصف هذه التحديات بأنها كبيرة؛ نظرا لحجم وضخامة الوطن المصري ومكانته المحورية إقليميا. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس مرسي أبناء الجالية المصرية في السودان، صباح اليوم، أجرى خلاله حوارا مفتوحا، أكد خلاله حرصه على الالتقاء بأبناء الجاليات المصرية خلال زياراته للخارج، وشدد في كلمة له على أن الجاليات المصرية في الخارج تعد إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد .. مؤكدا دورها في دفع عملية التنمية، وقال: إن هذا الدور يزداد أهمية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها مصر. واستعرض الرئيس مرسي التحديات الكبيرة التي تواجه مصر حاليا، وأكد أن ما تمتلكه من ثروات وإمكانات قادرة على مواجهة هذه التحديات، وأوضح أن مصر ماضية على طريق الإصلاح والتقدم رغم ما عاناه المصريون في السابق من محاولات للفرقة بين أبناء الوطن، وجعل المصريون مشغولين في توفير احتياجاتهم اليومية في المعيشة من مطعم وملبس، كما أن أعداء مصر في الخارج يريدونا أن نضيع الأوقات والتناحر وتعطيل المسيرة؛ لأن نهوض مصر يعني نهوض الأمة والمنطقة بكاملها لكي تصبح مجرد سوقا لمنتجاتهم، وأن نصبح مجموعة من المستهلكين على الرغم مما تملكه من موارد وأيد عاملة العلم، ووصف ذلك بأنه "فقه السيطرة والاستعمار". وقال الرئيس مرسي: إن ذلك هو ما يدبر بوضوح، ومن ينظر إلى المشهد يدرك أن هناك محاولات مستميتة لمنع مصر من النهوض، ولكن ستفشل هذه المحاولات، وانتقد الرئيس استيراد المواد الغذائية من الخارج مثل الأسماك والقمح رغم ما تمتلكه مصر من إمكانات وشواطئ وقدرة على استصلاح الأراضي، ووصف ذلك بأنه استنزاف لعرق المواطن، ودعا إلى بذل التضحية واستكمال المسيرة فوق الأشواك رغم أن الأقدام تنزف بالدماء. وحذر مرسي من محاولات بعض رموز عصر ما قبل ثورة يناير من الفاسدين إلى العودة للساحة وممارسة فسادهم مرة أخرى، وأكد أن العودة للفساد أمر مستحيل، ولن يتم السماح به، ولن نسمح للذين أفسدوا بأية خطوة أو حركة واحدة، كما أكد أن المجرم يجب أن ينال العقاب. وأضاف الرئيس مازحا "كل يوم عندنا حكاية ونرى بعض رموز الفساد تعود إلى بيوتها، وكأن شيئا لم يحدث، وربما يتعين علينا منحهم مكافآت على فسادهم"، ومضى قائلا "لماذا قمنا بالثورة إذن على هؤلاء الفاسدين، وإذا تطلب الأمر القيام بثورة أخرى فأنا أدعو المصريين جميعا للقيام بها"، ومع ذلك لا نريد اتخاذ إجراءات قد تبدو استثنائية، فقد وصفت ثورات كثيرة بأنها دموية، أما ثورتنا فإنها سلمية ونغض الطرف عن سفاسف الأمور حتى نمر من عنق الزجاجة". وبالنسبة للأزمة الاقتصادية في مصر، قال الرئيس مرسي: إنه يمكن حل مشكلتنا الاقتصادية في غضون ستة أشهر في حالة تعاون الأشقاء والأصدقاء معنا، وإلا فإنها يمكن حلها خلال تسعة أشهر اعتمادا على سواعد أبناء هذا الوطن" .. مشيرا إلى ما أنعم الله به على الوطن من بركات مثل أننا نتوقع في موسم الحصاد الجديد جني تسعة ملايين طن من القمح من نفس المساحة المنزرعة، مما يخفض استيرادنا من القمح ليصل إلى عشرين في المائة فقط بدلا من خمسين في المائة. وأكد أن زيارته للسودان تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي وتحقيق الأمن الغذائي لأبناء وادي النيل، ووصف السودان بأنه "الجذر الممتد داخل إفريقيا العزيزة"، وقال: إنه الامتداد الطبيعي لمصر والامتداد الطبيعي نحو الجنوب وبالعكس، وقد تعارف الناس وعاشوا بدون موانع وتبادلوا السلع وتزاوجوا وتعاونوا مستفيدين بشريان النيل وبكل مكونات السودان ومصر بكل مساحاتها، شعب وادي النيل الذي نفخر بالانتماء إليه وإلى والحضارة والجذور والثقافة المشتركة، نلتقي لنستكمل مسيرة البناء ويستشعر بعضنا روح التآخي للحقيقي ونود أن يكون التكامل في كل شيء الموارد والمشروعات والثقافة، مشيرا إلى أن الشعبين مسالمين، ولم يخرج أحد منهما من دياره للحرب، وكانت الحروب دائما تشن علينا والاستعمار يمتص ثرواتنا. وأكد مرسي أن العلاقات الوطيدة بين مصر والسودان لا يشوبها أية خلافات مهما كانت طبيعتها، وأن أية مشكلة يتم تناولها وتسويتها من خلال التواصل والتشاور والتنسيق القائم بين البلدين. وقال: إن مصر ستفتح كل أبواب التعاون مع السودان وليبيا والخليج وكل دول العالم، وسيتم افتتاح الطريق البري شرق النيل قريبا جدا، ونأمل قبل نهاية هذا العام في افتتاح الطريق الغربي، ونعمل دراسات جدوى لخط سكة حديد من الإسكندريٍة إلى السودان، مع تخطيط إستراتيجي بعيد المدى ليصل إلى كيب تاون بجنوب إفريقيا لتسهيل التبادل التجاري بين الدول الإفريقية، وسيتم تفعيل اتفاقيات الحريات الأربع. واستمع الرئيس مرسي إلى مشكلات المصريين بالسودان، وأعلن أنه سيتم تأسيس مجلس استشاري للمصريين بالخارج، وسيعلن عن تشكيله في نهاية أبريل الحالي لاستمرار التواصل وتذليل العقبات أمام الجاليات المصرية، ووعد بوضع الحلول السريعة لهذه المشكلات، ومن بينها اشتراكهم في منظومة التامين الصحي، ومشكلة تحويل مدخرات المصريين إلى الخارج، حيث قال الرئيس مرسي: إنه سيتحدث مع الرئيس البشير بشأن هذه المشكلة اليوم.