يحيا الفلسطينيون فى الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج، اليوم السبت، الذكرى السنوية السابعة والثلاثين ليوم الأرض على وقع هجمة إسرائيلية شرسة لم تسلم منها الأراضى ولا المقدسات؛ حيث يخطط الاحتلال لابتلاع مزيد من الأراضى الفلسطينية، آخرها مصادرة 37% من أراضى الضفة لإقامة المستوطنات، ومحاولاته مصادرة 800 ألف دونم من أراضى البدو فى النقب ونقلها لملكية الاحتلال تحت مسمى مشروع "برافر" لتوطين نحو 300 ألف يهودى، بجانب مساعيه لطمس المعالم العربية للمدينة للقدس. وتشهد المدن الفلسطينية فعاليات مختلفة لإحياء يوم الأرض تتنوع بين الفعاليات والمسيرات على نقاط التماس وباتجاه الجدار العازل والمعابر المحيطة بمدينة القدسالمحتلة، والزحف نحو مدينة القدس والأقصى. وتشمل الفعاليات أيضا مدينة القدسالمحتلة؛ حيث ظهر العديد من الدعوات للزحف باتجاه القدس ضمن فعاليات إحياء يوم الأرض، وقال صلاح الخواجة -منسق المقاومة الشعبية فى الضفة الغربية-: إن المسيرات ستنطلق من جنوب الضفة الغربية باتجاه معبر بيت لحم المؤدى إلى مدينة القدس، إضافة لمسيرات أخرى تتجه نحو البلدات الملاصقة لمدينة القدس من الجهة الشمالية، ومسيرات ثالثة لبلدة أبو ديس التى تعتبر البوابة الجنوبيةالشرقية للقدس". وأشار إلى أن هذه المسيرات ستحاول الوصول للقدس لتأكيد تمسك الشعب الفلسطينى بها عاصمة لدولة فلسطين، وستتوحد تحت عنوان واحد هو القدس. وتعود المناسبة إلى اليوم الذى قررت فيه سلطات الاحتلال عام 1976 مصادرة آلاف الدونمات من الأراضى فى الداخل وخاصة فى منطقة الجليل. ابتلاع مزيد من الأراضى وفى تقرير لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية -الخميس- كشفت أن سلطات الاحتلال حولت 0.7% من أراضى الضفة للفلسطينيين، فى حين تم إعطاء المستوطنين 37% من أراضى الضفة لإقامة المستوطنات. وقالت الصحيفة إن الإدارة المدنية قدمت وثائق للمحاكم العسكرية تبين منها أن هناك 1.3 مليون دونم فى الضفة تم الإعلان عنها أراضى الدولة الفلسطينية وهى أرض تم تسجيلها قبل عام 67 على اسم الحكومة الأردنية، وعام 1979 قرر الاحتلال الإعلان عنها أراضى دولة من أجل الاستيلاء عليها لإقامة المستوطنات، بعد أن كانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد منعت الاحتلال من الاستيلاء على هذه الأرض. وتشكل المستوطنات 30% من هذه الأراضى أى نحو 400 ألف دونم، ومكاتب حكومية وبنية تحتية 160 ألف دونم، ومبان حكومية وأعمدة الشبكات الخلوية 11 ألف دونم، بينما تم تحويل 0.7% للفلسطينيين بواقع 8600 دونم. تهويد النقب كما أدرجت حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ضمن بنود اتفاقية الائتلاف على أجندتها تنفيذ المخطط تحت بند "تنظيم الاستيطان البدوى بالنقب" وتعهدت بإخراجه لحيز التنفيذ خلال فترة ولايتها، واختار الاحتلال وتحت غطاء التطوير تنفيذ المخطط الاستيطانى باستقدام وتوطين 300 ألف يهودى حتى عام 2020 على حساب الوجود الفلسطينى بالنقب، عبر الإعلان عن الشروع بإقامة 11 مستوطنة جديدة يرافقها مخطط نقل مقرات قيادة الجيش من تل أبيب للنقب. ورصدت للمخطط ميزانية بقيمة 6 مليارات دولار، وسيتم الانتهاء منه بحلول 2018 مع مواصلة تمويل ودعم مشروع المزارع الفردية للعائلات اليهودية بتخصيص خمسة آلاف دونم للعائلة الواحدة، أنجز منها حتى الآن نحو 70 مزرعة فردية مقابل إتلاف وتدمير المحاصيل الزراعية للبدو الممتدة على عشرات آلاف الدونمات. إغلاق المعابر لخنق غزة وفى سياق متصل، وضمن محاولاته لعزل قطاع غزة عن المشاركة فى ذكرى يوم الأرض، أبقى الاحتلال على إغلاق معابر قطاع غزة التجارية لليوم التاسع (حتى الخميس الماضى) على التوالى، وشنت حملة اعتقالات فى صفوف كوادرها فى الضفة والخليل؛ حيث اعتقلت القيادى محمد تحسين شاور، والدكتور أمجد الحمورى والقيادى جواد الجعبرى.