"شبيح مطلوب".. تحت هذا الشعار انتشرت صورته سريعًا على بعض الصفحات التى تدعى الثورية على موقع "فيس بوك"، وبعدها بدقائق اكتشف الجميع أنه ضحية وليس جانيا كما حاولوا تصويره، يرقد الآن فى مستشفى "البنك الأهلى"، ويعانى وجود تجمعات دموية على الرئة واحتمال وجود نزيف بها.. هو الصحفى بجريدة الحرية والعدالة مصطفى الخطيب. مصطفى الذى يشهد كافة الزملاء بدماثة خلقة كان مُكلفًا من الجريدة بتغطية مسيرة السيدة عائشة وحتى المقطم، ولأنه ذو لحية خفيفة وجسد نحيل كان الفريسة الأولى بمجرد وصوله بين مقدمة مسيرة الإخوان ومسيرة المتظاهرين. مصطفى شاهد كسور زجاج تملأ شوارع المقطم وميدان النافورة وسيارات تغير مسارها بعيدًا عن محيط الاشتباكات، فحاول الاحتماء داخل أسوار مسجد ميدان النافورة، ولكن بعض البلطجية ممن يسمون أنفسهم متظاهرين دخلوا إلى أسوار المسجد للاعتداء على المصابين، فأخرج مصطفى الكاميرا الخاصة به وبدأ تصوير ما يحدث. "إنت من الاخوان؟".. سؤال وجهوه لمصطفى الذى كان يمارس مهام عمله، ثم سرعان ما انهالوا عليه بالضرب، واستولوا على الكاميرا الخاصة به، وكذلك حافظة نقوده بكافة محتوياتها والكارنيهات الخاصة به، فزادوا الضرب عليه حتى وصلت حدة الاعتداء إلى ضربه بسلم حديدى وبالحجارة والمطواة. "5 جروح قطعية: ثلاثة فى الرأس واثنان فى الوجه".. جروح تعرض لها مصطفى وكدمات فى الذراع، وبعد إجراء الأشعة أكد الأطباء أنه مصاب بتجمعات دموية على الرئة. "منعوا عنى الإسعاف".. قالها الصحفى بجريدة "الحرية والعدالة" عبد المنعم عطوة واصفًا ما لحق به من إصابات خلال قيامه بتغطية أحداث الجمعة بمنطقة المقطم، حيث كان يقف أمام مسجد "بلال" لرصد الأحداث فتلقى سيلاً من "الطوب" العشوائى والحجارة المدببة، ما نتج عنه إصابات فى أسفل القدم وكدمات حادة، حاول بعدها تلقى العلاج والإسعافات الأولية، غير أن البلطجية منعوا سيارات الإسعاف من المرور. ويروى عطوة ما حدث معه قائلاً: "منعوا الإسعاف من الدخول، والمكان لم يكن مجهزا فتم فتح دار مناسبات مسجد بلال وسط عشرات المصابين الذين عانوا بسبب عدم وجود مستلزمات طبية للمصابين، وكانت أكثر الإصابات جراء تلقى خرطوش فى القدم والرأس والوجه". "تعمدوا الهجوم وقت الصلاة وحاصروا المسجد من الاتجاهين مطلع المقطم وميدان النافورة، وتركز الهجوم مع أذانى المغرب والعشاء".. كانت تلك أبرز المشاهد الذى رآها عطوة الذى أكد وجود استهداف مباشر من البلطجية للمصابين، حيث رصد خلال تغطيته حيازتهم لفرد خرطوش. 100 مصاب فى 3 ساعات.. كانت تلك حصيلة الاشتباكات التى رصدها عطوة فى الفترة ما بين مغرب يوم الجمعة وحتى التاسعة مساء وتعرض هؤلاء المصابون ل"كماشة" أو استهداف مباشر أو الحرق والاختناق جراء "مفرقعات غريبة ومولوتوف معد بشكل جيد". "حسيت أنى صهيونى وقع بين أيديهم".. هكذا وصف الزميل طارق سلامة ما حدث معه..إصابته مختلفة رآها وشاهدها المئات عبر "اليوتيوب" فى فيديو يظهره وكأنه "فريسة" وقعت فى أيدى صيادها؛ حيث التف حوله العشرات وكالوا له الضربات واللكمات فى كافة أنحاء جسده، وتسلل من بينهم بلطجى كأحد اللصوص التى تسرق سرقتها وتختفى فاستخدم المطواة لإحداث جرح غائر فى رأسه. المعتدى الذى رصده الفيديو بوضوح وكان يرتدى "تى شيرت أبيض فى أسود" كال أبشع الشتائم والسباب لطارق لمجرد أنه كان يقوم بتصوير المصابين، فلم يكتف بطعنه وإحداث قطع برأسه، بل لاحقه داخل سيارة الإسعاف محاولاً إنهاء حياته بطعنات جديدة لم ينقذ طارق منها سوى العناية الإلهية، وأمر الطبيب المرافق سائق سيارة الإسعاف بالانطلاق بشكل فورى. بعد أن هدأ طارق واستقرت إصابته بعدما ذهب ل 3 مستشفيات استمعنا لروايته عما حدث، والتى كانت تحمل تفاصيل أكثر مما عرضها الفيديو، حيث يؤكد أنه كان يقوم بتصوير المصابين من شباب الإخوان أمام ساحة المسجد ضمن مهام عمله فى التغطية. واستمر طارق يتلقى الضربات والطعنات والسباب لمدة قاربت 10 دقائق فقط لمجرد انتمائه لفريق عمل جريدة "الحرية والعدالة"، فدخل سيارة الإسعاف بعد محاولات مضنية، وحاول البلطجية تكرار الاعتداء داخل سيارة الإسعاف، إلا أن الطبيب طلب من السائق الخروج بسرعة نحو مستشفى المقطم لإسعافه، ولكن إصابته كانت تتطلب إجراء أشعة مقطعية على الرأس والمخ، فتم نقله لمستشفى البنك الأهلى، حيث عالج الأطباء إصابته ب9 غرز، مع التوصية بإجراء أشعة على العين.