ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما يسعى للحفاظ على علاقة واشنطن الإستراتيجية بمصر على المسار الصحيح منذ اندلاع ثورة 25 يناير، والإطاحة بالرئيس المخلوع، وما أعقبه من بعض الاضطرابات في تحول مصر الديمقراطي، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري إلى القاهرة سيجدد العلاقات بين البلدين، ويفتح أمام صانعي السياسة الأمريكية ملف تحديد ماهية العلاقات في ظل المتغيرات التي شهدتها مصر والمنطقة المحيطة، وتطلع المصريين إلى علاقة تعتمد على التكافؤ والمصالح الوطنية. وأشار ستيفن كوك خبير شئون الشرق الأوسط بالمجلة إلى وجود مقترحات بتحويل المساعدات الأمريكية إلى تبادل تجاري مع الجانب المصري، مؤكدًا أن المساعدات العسكرية لم تعد أساس العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، فالتهديدات بقطع المساعدات ليس له تأثير على مسار السياسة المصرية. وأوضحت المجلة أن وضوح الهدف لسياسات واشنطن تجاه مصر يكاد يكون مستحيلاً في ظل عدم استقرار السياسة المصرية، واصفة العلاقات الحالية بين البلدين ب"التوافق الإستراتيجي". ودعت "فورين بوليسي" واشنطن إلى البدء من جديد في العلاقات المصرية الأمريكية وليس إصلاح العلاقات القديمة الإستراتيجية، لافتة إلى أن الولاياتالمتحدة يجب أن تنظر إلى العالم العربي بتواضع بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، ويجب أن تعترف أن المصريين يريدون علاقة متكافئة بين الطرفين تقوم على احترام المصالح الوطنية لبلادهم بعد الثورة. وأضافت فورين بوليسي أنه من غير المحتمل أن تحدث زيارة كيري لمصر تغييرًا جذريًّا في تقارب واشنطن للقاهرة، فمصر ما زالت تكافح لعلاج قضاياها الداخلية وهي في حاجة ماسة إلى المساعدات الاقتصادية، إلا أن الرئيس أوباما قد أنجز الكثير؛ حيث انتقلت العلاقات الأمريكية المصرية من قيود العلاقات الإستراتيجية التي عفا عليها الزمن خلال العقود الماضية وأصبحت العلاقات أكثر اتساقًا مع التغييرات التي شهدتها مصر والمنطقة المحيطة بحسب التحليل. ونصح ستيفن كوك خبير شئون الشرق الأوسط بفورين بوليسي واشنطن بأن تدرك أهمية وجود قليل من المسافة مع مصر، ووصفه بالأمر الجيد لكلا من البلدين.