* لسنا ذراعا ل"السلطة".. ورسالتنا لكل ثورى "حافظ على وطنك" * أرفض إقالة الحكومة الحالية.. وأعترض على تغيير النائب العام * إسقاط الرئيس بغير انتخابات اتجاه تدميرى للدولة وعَتَه سياسى * "الحرية والعدالة" سيقترب من أغلبية البرلمان.. و"جبهة الإنقاذ" أخذت أكبر من حجمها * الدستور الجديد قمة فى الحريات والعدالة رغم تحفظى على بعض المواد * مقاطعة الانتخابات محاولة للهروب.. وثقافة الانسحاب غير ديمقراطية * هناك حملة سياسية وإعلامية ممنهجة وشرسة ضد الرئيس لمحاولة إفشاله * "الإعلام" خرج عن الخطوط الحمراء والتقاليد والأعراف المهنية أكد السفير إبراهيم يسرى -مساعد وزير الخارجية الأسبق، رئيس جبهة الضمير الوطنى- أن المشهد السياسى الراهن محزن وملىء بالسلبيات، مرجعا السبب فى ذلك إلى الافتقار إلى الخبرة السياسية بالآليات الديمقراطية؛ لأننا نخوض التجربة الديمقراطية لأول مرة، وتنقصنا فيها الخبرة والحكمة، ولذلك وقعنا فى أخطاء كثيرة. وقال "يسرى" فى حوار خاص ل"الحرية والعدالة" -عقب انتخابه رئيسا لجبهة الضمير الوطنى-: إن تأسيس الجبهة يستهدف إنقاذ مصر وإيقاف العنف، خاصة أن بلادنا تعيش ظروفا صعبة وفى محنة، وهناك من ليس لديهم ضمير، وإن رسالتنا لكل مصرى، أيا كانت أيديولوجياته وانتماءاته، هى "ارجع إلى ضميرك"، وإن الجبهة تعد نداء للضمير ومحاولة للمساعدة فى رسم طريق التنمية للبلاد، وطريقا للخروج من هذه الأزمة الخانقة، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وتوقع حصول حزب الحرية والعدالة على الأغلبية البرلمانية أو يقترب منها؛ لأن "الإخوان" فصيل منظم له قواعده وهو الذى يستطيع حصد أكبر عدد من المقاعد، خاصة أن لهم قوة تصويتية كبيرة، والأحزاب الأخرى تفتقر إلى ذلك، لافتا إلى أن جبهة الإنقاذ الوطنى لا تتمتع بشعبية أو تواجد فاعل فى الشارع، فهى مشكّلة من كيانات متناقضة فى الأيديولوجيات والعلاقات الشخصية أيضا، وجعلت لبعض الشخصيات التى لا وزن لها صدارة فى المشهد السياسى. وقال يسرى: جماعة الإخوان فصيل وطنى مجاهد ومقاوم وأكثر الفصائل خبرة، وله ما يتجاوز أكثر من 80 عاما فى الساحة، وقدم خدمات جيدة للبلاد، وجاهد فى حرب فلسطين، وجاهد فى الكثير والكثير من المواقف، وهو أكثر من اعتُقل وعُذب فى السجون والمعتقلات، ولا يزال يسير فى طريقه، ومن ثم لا يستحق كراهية البعض له، ويجب أن يظهر هذا للشباب ليعرفوا حقائق الأمور؛ لأن هناك من تعميه الكراهية عن رؤية الحقيقة. وإلى نص الحوار: · بداية.. ما رؤيتكم للمشهد السياسى الراهن؟ محزن وملىء بالسلبيات، والسبب فى ذلك هو عدم وجود خبرة سياسية لدينا بالآليات الديمقراطية؛ لأننا نخوض التجربة الديمقراطية لأول مرة، وأرى أننا نمر بفترة الحضانة السياسية، لأن التجربة جديدة علينا، وتنقصنا فيها الخبرة والحكمة، ولذلك وقعنا فى أخطاء كثيرة، وهذا أمر طبيعى، فى حين هناك من يريد تحطيم الآلية الديمقراطية الوحيدة التى توصلت لها الإنسانية منذ سنوات طويلة، وهى "صندوق الانتخاب"، ورغم هذا فهناك أمل كبير فى طاقتنا وقدراتنا فى تخطى الصعاب مهما كانت. · وكيف تقيّمون أداء السلطة والمعارضة بشكل عام؟ حينما بدأنا العملية الديمقراطية، وجدنا حزب الحرية والعدالة كان لديه حياء كبير فى ممارسة سلطاته، ورفع شعار "مشاركة لا مغالبة" وهذا شىء يخالف تماما العملية الديمقراطية؛ لأن الأغلبية تعنى أن الشعب فوّضه فى إدارة البلاد، وحينما يفوضك الشعب لتكون وكيلا عنه، وممثلا له، فليس لك الحق أن تتنازل عن هذا الواجب، خاصة أن الشعب وضع ثقته فيك، ومن ثم فلا توجد أسباب لتشاركك المعارضة فى السلطة، وقوى المعارضة اخترعت لفظ التوافق -وهو غير موجود فى القاموسى السياسى- فالتوافق لديهم يعنى ديكتاتورية الأقلية وشل الأغلبية، وهو ما حدث بالفعل، وأدى لعرقلة عمل السلطة، ومن ثم فالمسئولية متبادلة بين الطرفين عما وصلنا إليه، كما أننا فى التنافس السياسى لا نستخدم الآليات الديمقراطية، بل لجأنا إلى الأساليب الجماهيرية، من خلال الحشد والتظاهر فى الميادين المختلفة، فبدلا من التنافس فى صناديق الانتخاب قمنا بالحشد وتنظيم المظاهرات والمسيرات، وتخلل ذلك سوء أخلاق كبير وصل لدرجة عدم احترام رمز البلاد ورئيسها، وهذا أمر غير مقبول، ولا يمكن قبول إهانة رئيس الدولة تحت أى ظرف، ولدىّ علاقات شخصية كبيرة وقوية مع كل قوى المعارضة التى لا أخوّنها، وأقدر جهودها ونضالها، لكن فى الواقع كان يجب أن تكون المنافسة من خلال صندوق الانتخاب وليس بالمظاهرات والمولوتوف والبلطجة. · وبالنسبة لجبهة "الإنقاذ الوطنى" تحديدا.. ما رؤيتك لها؟ هى جبهة لا أرى لها ضرورة للوجود على الساحة السياسية، كما أنها لا تتمتع بشعبية أو وجود فاعل فى الشارع، فهى مشكّلة من كيانات متناقضة فى الأيديولوجيات والعلاقات الشخصية أيضا، وجعلت لبعض الشخصيات التى لا وزن لها صدارة فى المشهد السياسى، ولا يوجد بالجبهة سوى التيار الشعبى فقط الذى أسسه حمدين صباحى، وهو رجل مناضل وشريف، وعليه أن يدرك ذلك إذا ما أراد الاستمرار فى الحياة السياسية، بأن يكون مستقلا عن هذه الجبهة، لكنه حر فى قراراته، وهى لن تحصد عددا معقولا من المقاعد فى البرلمان المقبل، وقد يكون هذا هو المفسر لحشدها وتظاهرها فى الميادين، كما أننى أرفض بشدة تصريحات البرادعى التى حاول خلالها استدعاء الجيش للمشهد، فهذا مرفوض جملة وتفصيلا، وكذلك ادعاؤه أن مصر دولة فاشلة، رغم أنه سبق أن صرح بأنهم سيسقطون الدستور ويغيرونه من خلال البرلمان بعد حصولهم على الأغلبية من وجهة نظره. · وكيف رأيتم مشهد غلق ميدان التحرير وقطع الطرق ووقف حركة القطارات والمترو والفوضى؟ حزنت لذلك كثيرا، فهذا مشهد غوغائى انفلاتى غير أخلاقى، ولا يجوز أن يحدث أبدا فى بلد متحضر مثل مصر، وأرفض بشدة تصريحات البعض بأن مثل هذه الأفعال عمل ثورى، فالثورة لا تكون إلا بالآليات الديمقراطية والطرق السلمية، وليس بالتخريب والمهاترات والمولوتوف، ومن لجئوا للعنف يسعون للحصول على السلطة، من خلال ابتزاز ولَىّ ذراع النظام الحالى، وهناك خطورة كبيرة من انحراف المسار الثورى إلى العنف، فمن يخرجون عن السلمية ليسوا من الثوار فى أى شىء، وبعضهم شباب مندفع حدث له غسيل مخ دون أن يدرك المفاهيم والمعانى السياسية، كما أن من قاموا بالثورة قاموا بها ثم عادوا إلى حيث كانوا، ومن سيحمى الثورة سيكونون هم أيضا. · وكيف يمكن وقف هذه المشاهد؟ يمكن وقف هذه المشاهد العبثية بأن تكون الحكومة حازمة وحاسمة، ولذلك فأنا ألومها بشدة على تراخيها الكبير فى مواجهة هؤلاء المجرمين؛ لأن الاعتداء على مؤسسات الدولة جريمة يعاقب عليها القانون، وأيضا أرفض صمت الرئيس على ذلك. · ومن يتحمل مسئولية العنف؟ الجميع يتحمل المسئولية، نتيجة سوء فهم الديمقراطية، فالخلاف لا يحل بالمولوتوف لكن بالانتخابات والعمل السياسى السلمى المتعارف عليه. · البعض يقول إن هناك مؤامرة لها أطراف داخلية وإقليمية وخارجية؟ لا أستبعد وجود مؤامرة ضد الثورة ومصر، فهناك 300 ألف بلطجى أعتقد أنه تم استخدامهم فى أحداث العنف، وقد يكونون مدفوعين لتدمير الدولة، فهناك قوى لا تريد لمصر أن ترفع رأسها، وهذا موجود منذ أيام محمد على، فمصر دولة محورية ومخيفة للآخرين، فحينما ترفع رأسها العالم كله سيقيم لها ألف حساب، والعالم العربى سيرفع رأسه معها ووراءها، وكنا فى فترة من الفترات نقود السياسة الدولية، لكن للأسف الآن نظرا للمحنة التى نمر بها هناك مَن يسعد بالحالة التى نحن فيها ويساعد على ذلك، من خلال العمل على نشر الفتنة وتحطيم البلاد، وأى وطنى عليه ألا يسهم فى ذلك، لكن أساس المشكلة تتجسد فينا نحن المصريين. · بالنسبة لجبهة "الضمير الوطنى".. لماذا تم تأسيسها فى هذا التوقيت؟ قمنا بإنشاء جبهة الضمير لإنقاذ مصر وإيقاف العنف، خاصة أن بلادنا فى ظروف صعبة ومحنة، وهناك من ليس لديهم ضمير، ورسالتنا لكل مصرى، أيا كانت أيديولوجياته وانتماءاته، هى "ارجع إلى ضميرك"، ونحن لسنا حزبا سياسيا أو تنظيما أو تحالفا انتخابيا، وكل مصرى داعم للضمير الوطنى، للخروج من هذا المأزق، وبعد الخروج من هذا المأزق، فليعارض الجميع كيفما يشاء ويفعل ما يريد، فالتنافس مهم ونحن بحاجة لمعارضة قوية. · وكيف تشكلت الجبهة؟ وهل اكتمل هيكلها؟ تشكلت الجبهة من مجموعة من الأفراد الناشطين والسياسيين الفاعلين الذين أحزنتهم حالة مصر، وما وصلت إليه، فتوافقوا على هذه الفكرة، والجبهة نداء للضمير ومحاولة للمساعدة فى رسم طريق التنمية فى البلاد، وطريق للخروج من هذه الأزمة الخانقة؛ اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. أما عن هيكل جبهة الضمير الوطنى فلم يكتمل بعدُ، فهناك شخصيات قبلت الانضمام لنا وطلبت عدم الإفصاح عنها حاليا، وهناك شخصيات أخرى فى طريقها للانضمام قريبا. · البعض شن هجوما شرسا على الجبهة بمجرد تدشينها.. ما تفسيرك؟ هناك من يقوم بالتشكيك، وكأننا فى مجتمع بدائى، ونحن كنا نتوقع هذا الهجوم الشرس علينا، فحينما تخاطب الضمير، سينكشف من خانوا وباعوا ضمائرهم، فهذه الدعوة أخافت من خانوا ضمائرهم، وهم الذين يهاجمون الجبهة ويتهمونها بأنها منحازة للإخوان ونحن لسنا منحازين لأحد. · البعض يدعى أن جماعة الإخوان تسيطر على الجبهة.. هل هذا صحيح؟ جماعة الإخوان لا تسيطر مطلقا على الجبهة، ولو كان هذا حادثا لانسحبت منها، وأؤكد أنها ليست امتدادا للسلطة التى سبق وهاجمناها، فنحن سنمدح ونشكر من يخدم وطنه ونهاجم ونرفض من يسىء إليه. · ما علاقتك بجماعة الإخوان المسلمين؟ بداية.. أنا شخصيا لست عضوا بالجماعة، لكنى أحترمها كثيرا، ومع ذلك لا أوافق على كافة قراراتها أو مواقفها بنسبة 100%، وأنقدها فى وسائل الإعلام وبشكل شخصى أيضا، فأنا على صلة طيبة بقيادات الإخوان مثلما على صلة طيبة مع الفرقاء السياسيين أيضا، وأنا رجل مستقل، وعلى مسافة واحدة من الجميع، ولدىّ ما يشغلنى من خلال كتابة عدّة كتب فكرية خلال أيام عمرى الأخيرة. · أيضا قيل إنكم تتسببون فى حدوث استقطاب جديد فى المجتمع باعتبار أنكم فى مواجهة "جبهة الإنقاذ"؟ غير صحيح، نحن لا نتسبب فى حدوث أى استقطاب، فلسنا فى مواجهة أحد أو كيان آخر، بل على العكس نرحب بالتواصل مع جبهة الإنقاذ وكافة الأطراف الأخرى لنفكر معا ونتبادل الآراء. · البعض يتهكم بالسعى إلى الحصول على مناصب فى الدولة مستقبلا؟ هذا اتهام زائف، نحن جميعا نعمل لوجه الله ثم الوطن، وأنا شخصيا بعيد تماما عن أى منصب بعد أن بلغت من العمر عتيا، وكذلك كل أعضاء الجبهة الذين خلعوا رداءهم الحزبى فى عملهم معنا. · كيف ترى دعوة البعض لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟ أرفض بشدة هذه الدعوة، وأعارض سعى البعض لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فالرئيس مرسى لم يتسلم سلطته فعليا إلا فى أغسطس الماضى، وهو محاط بمشاكل لا حصر ومتراكمة منذ سنوات طويلة، وورث منظومة متهالكة بها كم كبير من الفساد، وهناك من يفتعل ويخلق له الأزمات من أجل عرقلته ومحاولة إفشاله عن أى خطوة يعتزم القيام بها فى صالح البلاد، كما أننا لم نختبره بعد، فلم نر قراراته أو إنجازاته بشكل فعلى وعملى وطبيعى، لأنهم يضعون له فى كل خطوة مصيبة، فنرى كل ساعة مظاهرة واعتصاما وطلبات وهجوما شرسا سياسيا وإعلاميا من خلال حملة ممنهجة رهيبة، بالتحريض والتزييف للحقائق والازداوجية فى المواقف. ولذلك لا أرى أى ضرورة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وليس هناك أساس دستورى لذلك، وهذا هزل وعَتَه سياسى، وأستعجب لذلك كثيرا، كما أن دعوة ومحاولة البعض لإسقاط الرئيس بغير الانتخابات اتجاه تدميرى للدولة، ولا يمت للثورة أو السياسة بصلة. · هناك مَن يعادى التيار الإسلامى بشدة ولا يتصور وجوده فى صدارة المشهد.. كيف يمكن التعامل مع هذا الأمر؟ بالفعل هناك من يعادون التيار الإسلامى بشدة ولا يتصورن وجوده فى صدارة المشهد، ويفعلون أى شىء ضد وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم، ويقولون "علىّ وعلى أعدائى"، وهذه حالة انتحارية، فالسياسة ليس بها كراهية أو حب؛ لأنها صراع على مصالح البلاد، وهذا كلام علمى ومتعارف عليه، ومن بين أخطائنا السياسية استخدام عواطفنا فى السياسة، فهناك حب وكره ومجاملة وأشياء من هذا القبيل، وهذا لا يليق بدولة ديمقراطية. وفوجئت بكره البعض لجماعة الإخوان المسلمين، ولم أكن أتصور هذا الكم، ويرجع إلى محاولة البعض أن يخلق من الإخوان فزّاعة، وهذا أصبح مخيفا، لكن هناك قصور من وسائل إعلام الإخوان والتيار الإسلامى لمحاربة هذه الكراهية، وتصحيح الصورة وتوضيح أن هذا الفصيل هو فصيل وطنى مجاهد ومقاوم وأكثر الفصائل خبرة، له ما يتجاوز أكثر من 80 عاما فى الساحة، وقدم خدمات جيدة للبلاد، وجاهد فى حرب فلسطين، وجاهد فى الكثير والكثير من المواقف، وهو أكثر من اعتُقل وعذب فى السجون والمعتقلات، ولا يزال يسير فى طريقه، ومن ثم فلا يستحق هذه الكراهية من قِبل البعض، ويجب أن يظهر هذا للشباب ليعرفوا حقائق الأمور؛ لأن هناك مَن تعميه الكراهية عن رؤية الحقيقة. · وكيف ترى صدارة حزب الحرية والعدالة للمشهد السياسى؟ وصول "الإخوان" إلى سدة الحكم نقلة غير مسبوقة، فحينما تكون فى المعارضة وتحت الأرض لمدة 80 عاما وتعمل فى ظل ظروف صعبة، ثم تجد نفسك مرة واحدة فى سدة الحكم، فبالقطع سيكون هناك خلل، وهذا أمر طبيعى، يعالج بحسن الاختيار وإعادة هيكلة مؤسسة الرئاسة والحكومة والجهاز الإدارى للدولة، وهذا أمر ليس سهلا، لكنه سيأخذ بعض الوقت. · وما تقييمك للحوار الوطنى الذى ترعاه مؤسسة الرئاسة؟ أرى أنه لا يوجد شىء اسمه حوار وطنى فى السياسة، ولم الشمل يحدث فى القبائل والقرى، لكن القوى السياسية تتنافس، ومن ثم فكيف لها أن تتحاور، لكن يمكن أن يكون هناك تفاوض أو تعاون بينها، وأعتقد أنه لن تكون هناك نتيجة للحوار، وأنا منذ فترة أنتقد الحوار الوطنى، وعارضت لقاء الرئيس ببعض قادة جبهة الإنقاذ سابقا، وقلت إن الرئيس أعطاهم وزنا أكبر منهم، ثم إنهم خرجوا من لقاء الرئيس يتاجرون به. · هناك مَن ينادى بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى.. هل تتفقون مع هذا الطرح؟ تغيير الحكومة الحالية خلال هذه الأيام أمر غير مفيد بالمرة، فالبعض يريد تغيير الحكومة من أجل ضمان سلامة إجراءات الانتخابات البرلمانية، وحسب قانون الانتخاب -المنتظر صدوره قريبا- لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يتم تزوير الانتخابات، كما أنه لا يستطيع النظام تزوير الانتخابات، وهناك إرادة شعبية فى مراقبة ومتابعة العملية الانتخابية، ومن ثم فالنتيجة واحدة، لكن إذا رأى الرئيس أن هذا مطلوب لتهدئة الأوضاع من أجل الملاءمة السياسية فلا مانع منه، وسيكون إجراء سياسيا وليس لأن الحكومة الحالية فسدت، بل محاولة لإظهار المرونة السياسية، على الرغم من أننى لا أرى مبررا لذلك، وعلى الرغم من أن لى ملاحظات على أداء الحكومة لكن علينا أن نلتمس لها العذر؛ لأن الظروف بالفعل صعبة وضدها، ومن ثم فتغييرها قبل شهور قليلة من الانتخابات غير ضرورى. · ما تقييمكم لأداء مؤسسة الرئاسة؟ الذى يعمل فى مؤسسة الرئاسة هو الرئيس بشخصه فقط، والأجهزة المعاونة له لم تقم بواجبها المنوط بها، ولم تقدم للرئيس المساعدات المطلوبة منها التى تكفل للرئيس إدارة الدولة بطريقة سلسة، ولذلك ستتم إعادة هيكلة مؤسسة الرئاسة، ونحن نرحب بذلك ترحيبا شديدا. · وكيف ترى الدور الذى يلعبه "الإعلام" خلال هذه المرحلة؟ الإعلام الخاص يئست منه، فقد خرج عن الخطوط الحمراء وعلى التقاليد والأعراف المهنية، فهو يهاجم مَن هم فى سدة الحكم ليل نهارا دون مبرر، وأحيانا باختلاق وقائع غير صحيحة وآخرها قائمة الاغتيالات، ثم إنه يستخدم فزاعة "أخونة الدولة"، ومثل هذه الأمور تجعل أصحابها تحت طائلة القانون؛ لأنها تسكب الزيت على النار دون ضمير، ونحن مع مهاجمة الحكومة والرئاسة إذا أخطئوا، لكن فى الإطار الطبيعى والمقرر له أن يكون، ولذلك فنحن فى حاجة ماسة إلى ضبط الأداء الإعلامى، دون المساس فى الوقت ذاته بحرية التعبير والرأى، فهناك خط فاصل ودقيق بينهما ليكون الإعلام منضبطا. وأنا مع تطهير الإعلام نفسه بنفسه، وهذا قد يكون حدث لعدم التعود على حياة ديمقراطية، فقد تعودنا قبل الثورة على النقد الشديد لمن هم فى الحكم واستمر هذا المنهج بعد الثورة. · وما تقييمك للدستور الجديد؟ هو وثيقة جيدة جدا، ولا أفهم سبب الهجوم عليه، فهو قمة فى الحريات والعدالة، والشعب وافق عليه بنسبة قاربت الثلثين، ومع ذلك لى تحفظات على بعض المواد. · ما توقعاتك لنتائج انتخابات مجلس النواب القادمة؟ على الرغم من أنه يصعب توقع نتائج الانتخابات، ورغم رغبتى فى حصول المعارضة على مقاعد برلمانية كبيرة، لكن الواقع على الأرض يقول إن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة هم فصيل منظم له قواعده، وهو الذى يستطيع حصد أكبر عدد من المقاعد، ومن ثم أتوقع أن يحصل حزب الحرية والعدالة على الأغلبية أو يقترب منها، خاصة أن "الإخوان" لهم قوة تصويتية كبيرة، والأحزاب الأخرى ليست لها هذه القوة التصويتية، وجبهة الإنقاذ البعض يعطيها حجما أكبر من حجمها، فليس لها قواعد، وهم قادرون على الحشد فقط فى بعض الميادين، لكن غير قادرين على الحشد فى الصناديق، كما أن هناك فرقا كبيرا بين هذا الحشد والآخر. · مؤخرا.. هددت جبهة الإنقاذ بمقاطعة الانتخابات.. كيف قرأت هذا الخبر؟ التهديد بمقاطعة الانتخابات هو محاولة للهروب من الحقيقة والواقع، فثقافة الانسحاب غير ديمقراطية، فمنطق أنه ليس بأيدينا شىء نملكه ننسحب.. فهذا أمر غير معقول. · وكيف ترى مبادرة حزب "النور" للخروج من الأزمة الراهنة؟ أعتقد أنه لا يصح الحديث فيها، فهى مبادرة ليس بها إيجابيات، وأختلف مع الكثير من بنودها، وأعتقد أنها بمثابة أداة للضغط على السلطة من خلال طرح مطالب تعجيزية وغير مقبولة ولا يوجد ما يبررها، ولا تتفق مع الآليات الديمقراطية والسياسية، فمثلا أرفض تماما تغيير النائب العام الحالى، ولا أعتبر تعيين الرئيس له تغولا من السلطة التنفيذية، فالرئيس عينه وفقا لشرعيته الثورية، وإقالة النائب العام السابق كان من بين أهم مطالب الثورة، ولم يكن هناك دستور جديد بعد، ومن ثم فاستخدام البعض ورقة النائب العام فى الضغط على السلطة استخدام سيئ للغاية، كما أننى أدين موقف بعض القضاة من هذه القضية، فقد اعترض البعض بطريقة غير مقبولة لم تحدث سابقا.