أكد البيان الختامي للقمة الإسلامية الثانية عشرة برئاسة مصر دعمه للمبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس محمد مرسي في القمة الاستثنائية الرابعة بمكة المكرمة في أغسطس 2012، لتشكل جهدا ملموسا لحل الأزمة السورية بتوافق يحفظ حقوق ومطالب الشعب السوري العادلة، ويضمن في ذات الوقت وحدة الأراضي وسلامتها مع الترحيب بأي جهد داعم لأهداف المبادرة من قبل الدول الأعضاء. وشدد البيان على ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، منددا بقوة باستمرار عملية سفك الدماء في هذا البلد، مؤكدا المسئولية الأساسية للحكومة السورية عن استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات، معربا عن بالغ القلق إزاء تدهور الوضع وتفشى أعمال القتل التي خلفت سقوط آلاف الأرواح من المدنيين العزل وارتكاب السلطات السورية لمجازر داخل المدن والقرى. ودعا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والتدمير وإلى احترام القيم الإسلامية وحقوق الإنسان وإلى تجنيب سوريا مخاطر الحرب الأهلية الشاملة بما في ذلك العواقب الوخيمة لذلك على أبناء الشعب السوري وعلى المنطقة والسلم والأمن الدوليين. وحث النظام السوري على التحلي بالحكمة، داعيا إلى حوار جاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا بكيفية مباشرة في أي شكل من أشكال القمع، وذلك من أجل فسح المجال أمام عملية انتقالية تمكن أبناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته فى الإصلاح الديمقراطي والتغيير. وأهاب بالمعارضة السورية أن تسرع فى تشكيل حكومة انتقالية ممثلة لكافة أطراف وطوائف شعبها دون تمييز أو إقصاء وأن تكون مستعدة لتحمل المسئولية السياسية بكافة جوانبها حتى إتمام عملية التغيير السياسى المنشود، محذرا من أن استمرار التصعيد العسكرى الذى لقى رفضا وإدانة من المجتمع الدولى، سيجر البلاد إلى مخاطر جسيمة تهدد السلم والأمن والاستقرار فى هذا البلد وفى المنطقة برمتها. كما دعا مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسئولياته ووضع نهاية للعنف وإراقة الدماء المستمرين فى سوريا وإيجاد حل سلمى ودائم للأزمة السورية، مثنيا على توجيهات خادم الحرمين الشريفين لتقديم المساعدة الإنسانية إلى النازحين السوريين سواء مباشرة أو عن طريق المؤتمرات في كل الأردن وتركيا ولبنان بهدف تحقيق معاناتهم الإنسانية. وجدد البيان الختامي للقمة الإسلامية الثانية عشرة برئاسة مصر الدعم لحل سياسي للأزمة السورية، معربا عن مساندته لمهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، داعيا مجلس الأمن للاضطلاع بمسئولياته ووضع نهاية للعنف وإراقة الدماء المستمرين فى سوريا وإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة السورية. وأكد التزامه القوى بتأمين المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وحث الدول الأعضاء على التبرع بسخاء لأبناء الشعب السوري بالتنسيق مع الجهات الدولية والإقليمية المعروفة المختصة بهذا الشأن بما فى ذلك الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي لتنفيذ جميع نشاطاتها المتعلقة بالمساعدات الإنسانية فى سوريا، وكذلك التنسيق فى هذا الصدد مع وحدة الدعم التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وأدان البيان بشدة العدوان الإسرائيلي بتاريخ 30 يناير 2013 غير المبرر وغير الشرعي ضد سيادة ووحدة أراضى سوريا، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف أي عدوان مستقبلي ولاسيما في ظل هذا الموقف على الأرض.. مثنيا على دور الدول المجاورة لسوريا وهى الأردن ولبنان وتركيا والعراق فى استضافة الأعداد الكبيرة والمتزايدة من الأشقاء السوريين وتقديم المساعدة لهم مع الاعتراف بالأثر الأمنى والمالي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي على هذه الدول. ودعا الدول الأعضاء فى المنظمة إلى تقديم المزيد من الموارد والدعم المساعدة تلك الدول وتمكينها من الاستمرار فى تقديم المساعدات الإنسانية والرعاية بما يتوافق مع مبدأ التضامن والتعاون الدولي والمشاركة فى تحمل الأعباء، مشيدا بجهود غيرها من الدول الأعضاء التى تأوى أشقاء سوريين ولا سيما مصر وليبيا. ورحب بالاتفاق الذى توصلت إليه أطياف المعارضة السورية فى الدوحة فى 11 نوفمبر 2012 فى ظل رعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير قطر وتكوين الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية ..معربا عن تقديره لدولة قطر على جهودها الثمينة للتوصل لاتفاق الدوحة، داعيا بقية قوى المعارضة إلى الإنضمام إلى هذا الإئتلاف الوطنى بحيث يضم كل أطياف المعارضة دون استثناء، ومعربا عن تضامنه مع دول الجوار. وأثنى على الجهود الصادقة التى بذلتها دولة الكويت والأممالمتحدة لاستضافة المؤتمر الدولي للمانحين بشأن الوضع الإنسانى فى سوريا المنعقد فى 30 يناير 2013 برعاية الأممالمتحدة، وذلك استجابة إلى الصعوبات الإنسانية الخطيرة التى يواجهها الأبرياء من أبناء الشعب السورى، معبرا عن عميق امتنانه لكافة الدول والمنظمات والمؤسسات المانحة التى تعهدت بتقديم مبالغ تزيد على 5ر1 مليار دولار أمريكى لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا المؤتمر، ودعوة الدول والمنظمات الأخرى للمساهمة فى تقديم العون لأبناء الشعب السورى. وأشاد بالاجتماع الوزارى الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، الذى عقد بمدينة مراكش بتاريخ 12 ديسمبر والذى شهد مشاركة أكثر من 130 دولة ومنظمة دولية وإقليمية وجمعية دولية غير حكومية.