أكد عادل حمزة، رئيس منظمة استعلامات الفنادق المصرية ومدير أحد الفنادق العالمية بمصر، أن حادث الاعتداء على فندق سميراميس، مدبر ومقصود لضرب السياحة والاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن هناك من يعمل لانهيار مصر بعد الثورة من خلال مجالات عديدة أهمها السياحة التي تعد قاطرة تعافي الاقتصاد المصري وإنقاذ النقد الأجنبي من الانهيار. وأشار حمزة إلى أن خسائر فندق سميراميس المبدئية تصل إلى 10 ملايين جنيه، هذا فضلاً عن الخسائر التي سيتكبدها الفندق خلال ال6 أشهر القادمة بسبب ترميم الفندق وإصلاح التلفيات التي لحقت به وأيضا توقفه عن العمل خلال هذه الفترة، لافتا أن الفندق يحتوي على 900 غرفة، جميعها خالية الآن، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 1200 موظف يعمل بالفندق سيعانون من البطالة خلال الأشهر القادمة، وهو ما سيكلف الفندق ما يقرب من 180 مليون جنيه خسائر مرتقبة. وقال: إن مثيري الشعب قاموا بسرقة كل شي داخل الفندق من أجهزة وأمتعة النزلاء وماكينة الصيرفة بالفندق، حتى أطعمة المطاعم لم تسلم منهم! وأضاف حمزة أن التأثيرات السلبية لم تقتصر على فندق سميراميس فقط، وإنما امتدت لتصيب كل الفنادق التي تقع في وسط القاهرة، والتي انخفضت نسبة الإشغالات بها إلى 15% بعد أن وصلت إلى 44 % قبل اشتعال هذه الأحداث. وأوضح أنه لو استمر الوضع على ما هو عليه الآن سوف تموت السياحة كلية، أما إذا اتفقت القوى السياسية على نبذ العنف والفوضى والترفع عن المصالح الشخصية، يمكن توقع انتعاش السياحة مرة أخرى خلال شهر فقط، مؤكداً أن المقصد السياحي المصري ليس بحاجة إلى الترويج وإنما يحتاج استقرار الشارع السياسي فقط، كما أن السائح الوافد إلى مصر يعلم أن العنف الذي تعاني منه الآن هو مدبر ومتعمد وليس طبيعة في أهلها. وأكد ناجي العريان، نائب رئيس غرفة الفنادق السياحية، أن ما حدث في فندق سميراميس كارثة بكل المقاييس، حيث تعتبر هذه الحادثة أكبر ضربة للسياحة المصرية على مدار العامين الماضيين، مشيرا إلى أنه إخلاء الفندق قبل الحريق بيوم واحد، في الوقت الذي كانت نسبة اشغالات الفندق هي الأعلى خلال هذه الأيام، حيث وصلت النسبة إلى 33% . وأضاف نائب رئيس غرفة الفنادق السياحية أن هذا الحادث سيؤدي إلى تأخر تعافي قطاع السياحة لأكثر من 8 أشهر أخرى، موضحاً أن العديد من شركات الطيران خفضت الرحلات إلى مصر أو ألغت الطيران العارض، وهو ما يحتاج إلى وقت لإقناع هذه الشركات بعودة رحلاتها لمصر كما كانت، هذا إلى جانب عودة الطمأنينة لنفوس السائحين من استقرار الأوضاع في مصر حتى يتخذ قراره بزيارتها. وطالب بضرورة عودة الاستقرار للشارع السياسي والتأكيد على احترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن السائح لا ينظر إلا لهذين الأمرين عند اتخاذه لقرار السفر لأي دولة، وهذا لن يحدث إلا من خلال تكاتف جميع القوى السياسية واللجوء إلى مائدة الحوار للخروج من هذه الأزمة، مشدداً على ضرورة إنهاء حالة التظاهر المستمر بميادين مصر المختلفة ولكن بالتفاوض وليس عن طريق العنف. وقال: "كنا نقول دائما أن السياحة لا تموت ولكنها تمرض، ولكن ما حدث أصبح يمثل رصاصة الرحمة لقطاع السياحة، فهي تعد أول حادثة هجوم على منشأة سياحية منذ الثورة، ولذلك يجب الكشف عمن يكف وراء هذه الجرائم التي تسعى لضرب الاقتصاد المصري في مقتل". وكان هشام زعزوع، وزير السياحة، تفقد فندق سميراميس أول أمس بعد الهجوم الأول من قبل مثيري الشغب، وذلك للاطمئنان على رواد الفندق، حيث أكد زعزوع على أن تعرض السائحين لمضايقات أمنية أمر له مردود سلبي على حركة السياحة الوافدة.