حسنا ما فعله الإسلاميون بعدم النزول.. لأن ما حدث أمس الأول الجمعة فى ذكرى ثورة 25 يناير أثار موجة غضب واسعة فى الشارع المصرى.. فلم يتوقع أحد هذا الكمّ من التخريب والتدمير المنظم والمخطط للمنشآت العامة ومؤسسات الدولة؛ ومنها السكة الحديد، والمترو، وأقسام الشرطة، والمحافظات، والمجالس المحلية، بالإضافة إلى اقتحام وحرق بعض مقار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة. وعلى الرغم من أن عددا من المظاهرات عبرت عن رأيها بسلمية إلا أن قيادات "الإغراق الوطنى" وبعض قيادات الحركات الإرهابية؛ مثل "بلاك بوك" وغيرها بدأت تغذى حالة العنف عند الشباب، وصورت لهم أن اقتحام مؤسسات الدولة بطولة ووسيلة ضغط فاعلة على الرئيس محمد مرسى والسلطة الحالية من أجل إفشالها ودفعها إلى الرحيل، لكى يجلس على الكرسى من رفضهم الشعب عبر الصناديق. ما حدث فى ذكرى الثورة هى جرائم منظمة، يجب أن يحاسب عليها من يدعون أنهم يطلقون ثورة ثانية. ودماء شهداء السويس ومصر من ضباط الشرطة وجنودها وشباب مصر الطاهر فى رقبة محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى وغيرهم من القيادات الفاشلة للثورة المزعومة. وما فعله الإسلاميون بعدم النزول أو الاحتكاك بأحد يوم 25 يناير كشف ذلك عن الوجه الحقيقى للمخربين. أى ثورة يا سادة التى تستبعد فصيلا بحجم التيار الإسلامى.. أى ثورة يا سادة دون تفاعل شعبى حقيقى فى التحرير وجميع ميادين مصر لا يرفع شعارات حزبية وإنما يرفع علم مصر فقط.. أى ثورة يا سادة يكون كل همّها إسقاط المرشد والإخوان وليس تحقيق أهداف الثورة.. أى ثورة يا سادة تدفع إلى التخريب والتدمير والقتل والفوضى. وأريد أن أوضح أن بعض المجرمين الذين يلبسون ثياب الثورة يستغلون الآن الدولة الرخوة التى وجدت بعد الثورة بعد انكسار الداخلية ليضربوا بكل قوة من أجل إسقاط أول رئيس منتخب، ومن ثم إفشال مفهوم الثورة التى قمنا بها التى تعتمد على الديمقراطية وتداول السلطة، وأن يكون الشعب هو مصدر السلطات، لم ينتظر هؤلاء الرئيس الجديد الذى جاء منذ 7 شهور فقط حتى يعيد بناء الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة، فقاموا منذ اليوم الأول من وصوله بإشعال المظاهرات والاعتصامات، وافتعال الأزمات من أجل استمرار الدولة الرخوة حتى يحققوا أهدافهم القذرة بإسقاط الإخوان، ومن ثم إعادة إنتاج النظام القديم مرة أخرى أو قفز أحد الفاشلين فى الانتخابات الرئاسية إلى كرسى الرئاسة عن طريق انقلاب وإجهاض الثورة أو الدخول فى حرب شوارع بين الإسلاميين ومؤيدى الرئيس من ناحية وبين المعارضة من ناحية أخرى. سيادة الرئيس طريق واحد أمامنا يجب أن نسير فيه؛ وهو إنهاء مرحلة الدولة الرخوة بأى ثمن. ولن يتم ذلك إلا عبر اتخاذ إجراءات سياسية استثنائية؛ منها إقالة الحكومة الحالية.. والتعامل مع المعارضة الحقيقية بشكل مختلف ومرضٍ، ولا سيما فى المطالب المقبولة مثل ملاحظاتهم على قانون الانتخابات والتعديلات الدستورية، ومن يحاول أن يرتكب جرائم باسم الثورة يجب قطع رقبته قبل أن يدمر الوطن، إضافة إلى إجراءات أمنية استثنائية غير عادية ومشددة فى مناطق التوتر مثل بورسعيد والسويس، ولا مانع من منع المظاهرات والمسيرات لفترة، بل فرض حظر التجول وتطبيق الطوارئ لفترة محددة إذا احتاج الأمر بالاتفاق مع القوى السياسية الأخرى. ما يحدث الآن ليس ثورة وإنما جرائم وتدمير وتخريب وفوضى ممنهجة تريد إشعال حرب أهلية وتدمير مصر، وليس تحقيق أهداف الثورة التى جمعت كل أطياف الشعب المصرى.. ويجب على الجميع أن يوقف عجلة الصراع ويتكاتف من أجل إنقاذ الوطن.