خبراء: إصلاح القطارات المتهالكة ضرورة عاجلة عبد الغفار: لا بد من تطبيق برامج لسلامة الركاب الكومى: 6 مليارات جنيه خسائر السكة الحديد سنويا! الشورة: الهيئة بحاجة إلى تشريعات جديدة عرفة أبو المجد كشف حادث قطار البدرشين -الذى راح ضحيته 19 من جنود الأمن المركزى وإصابة 117- عن استمرار العمل بالقطارات المتهالكة، وعدم إجراء أية إصلاحيات أو عمليات صيانة للعربات، الأمر الذى فتح الباب مجددا أمام تشديد المطالب بضرورة بإعادة ترتيب أوراق هيئة السكك الحديدية وهيكلتها لتكون وسيلة آمنة للمواطنين. خبراء متخصصون فى مجال النقل، وضعوا 5 محاور لإعادة هيكلة هيئة السكة الحديد، من أجل تقليل نسبة حوادث القطارات، وتوفير وسيلة مواصلات آمنة وآدمية. فى البداية، قال الدكتور وليد عبد الغفار -مسئول لجنة النقل والمواصلات بحزب الحرية والعدالة-: إنه يجب البدء فى وضع خطة عاجلة للتعامل مع الأزمة الراهنة بالتزامن مع وضع خطة أخرى مستقبلية تعمل على تطوير منظومة السكك الحديدية بشكل كامل فى جميع قطاعاتها، مضيفا أن وزارة النقل يجب أن تبدأ الآن فى وضع تنفيذ الخطة العاجلة لتطوير القطارات. وأوضح عبد الغفار أن خطة التطوير والتنمية داخل منظومة السكك الحديدية لا بد أن تتضمن تطوير البنية التحتية للمنظومة بالكامل، التى تحتوى على القضبان والمحطات والمزلقانات والقطارات والعربات، وإجراء عملية الصيانة بشكل دورى على جميع القطارات على مستوى الجمهورية. وأشار إلى المحور الثانى يتمثل فى تطوير نظام الحجوزات والتسجيل والإشراف الكامل الشكل الإدارى من أجل تطوير أداء المنظومة لخدمة المواطنين، لافتا إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة بشكل فورى الآن للقيام بهذا الأمر. وقال: إن المحور الثالث يتمثل فى تطوير العامل البشرى داخل هيئة السكك الحديدية من خلال التدريب على أحدث النظم العالمية، التى تتطلب تدريبها للقيام بدورها للحفاظ على أرواح المواطنين، مضيفا أن هذا المحور سوف يؤدى إلى تنفيذ خطة الإشغال بنظام جيد. وشدد على ضرورة أن تبدأ وزارة النقل بشكل عاجل فى صيانة القطارات، وأن تعمل الوزارة على وضع برامج للسلامة والمتابعة والصيانة من أجل الحد من حوادث القطارات، التى يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين. ومن جانبه، قال المهندس حسنين الشورة -وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب-: إنه فى ظل الأوضاع الحالية داخل الهيئة واستمرار العمل بالقطارات والعربات المتهالكة، لن تكون حادثة البدرشين هذ الأخيرة. وقال الشورة: إن إصلاح وتطوير منظومة السكك الحديدية يحتاج إلى عاملين؛ الأول إصلاح وتأهيل ورش الصيانة فى أبو غاطس، وفى طنطا؛ للعمل على صيانة جميع القطارات والعربات المتهالكة، مضيفا أن إعادة تأهيل ورش الصيانة بما يتناسب مع طبيعة المرحلة المقبلة سوف يعمل على تعزيز قدرات السكك الحديدية. وأشار إلى أن العامل الثانى يتمثل فى ضرورة وضع تشريعات وقوانين جديدة مع العمل على تعديل القوانين الموجودة؛ لتنظم عمل الهيئة، ولإتاحة فرصة كبيرة للتطوير، لافتا إلى أن افتقاد الهيئة لتشريعات حازمة أسهم فى إهمال جسيم داخل جميع قطاعات الهيئة. وشدد على ضرورة إعادة هيكلة الهيئة ووضع نظام جديد يعمل على إعادة تطويرها بشكل كلى فى جميع القطاعات بما يضمن الاستغلال الأمثل لجميع مواردها المالية وثرواتها، موضحا أن الفساد داخل الهيئة أدى إلى إهمال جسيم فى جميع مواردها. وأكد أن قيادات الهيئة لا تعمل على استغلال مواردها الموجودة بمخازن الهيئة من أجل تطوير القطارات والعربات أو إجراء عملية صيانة لها، لافتا إلى وجود خردة وقطع غيار فى مخازن السكك الحديدية منذ عام 1995 لم يتم استغلالها حتى الآن. وطالب بسرعة تشكيل لجنة من وزارة النقل تعمل على مراقبة وتفتيش جميع الورش والمخازن، والتأكيد على صيانة القطارات بصفة دورية، مشددا فى الوقت ذاته أهمية قيام اللجنة برصد جميع محتويات مخازن الهيئة والورش لتقنين أوجه الفساد داخل الهيئة. وأكد الشورة ضرورة عودة عامل "الدريسة"، الذى يقوم بالتأكد من سلامة القضبان بشكل يومى، والتأكد من سلامة "الفلانكات"؛ وذلك للتأكيد على سلامة القطارات التى تقوم بالمرور عليها، موضحا أن هذا العامل سوف يسهم فى تقليل نسبة الحوادث. وأشار إلى أن الهيئة فى 2005 أهدرت حوالى 5 مليارات جنيه على تطوير المحطات الداخلية للقطارات، لافتا إلى أنها لم تستخدمها فى تطوير البنية الأساسية لشبكة القطارات. ومن جانبه، أوضح عز الدين الكومى -وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى- أن حادث البدرشين الأخير أكد أن كل حوادث القطارات الأخيرة حدثت على خط الصعيد، وهو ما يؤكد أن منظومة القطارات فى مصر بحاجة إلى إعادة هيكلة وإدخال إصلاحات جذرية عدة عليها، مشيرا إلى أن ضرورة القيام بهذا الإجراء فى أسرع وقت؛ لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. وطالب وزير النقل بضرورة تشكيل لجنة لإعادة هيكلة الهيئة وتطوير المنظومة بكاملها، مشيرا إلى أن الهيئة مليئة بالفساد المتراكم خلال الفترة الماضية، موضحا أن الهيئة تصل ميزانيتها إلى حوالى 8 مليارات جنيه سنويا، فى الوقت الذى يصل فيه دخلها إلى 2 مليار جنيه، بما يعنى أنها تكبد الدولة خسائر حوالى 6 مليارات جديدة. وأكد ضرورة العمل وفق منظومة عمل كاملة من أجل تطوير الهيئة، والقضاء على الفساد بداخلها، واستثمار جميع مواردها لتطوير معداتها، لافتا إلى أهمية تطوير ورش الصيانة للعمل على صيانة القطارات.
