فى ظل الانقسامات وحدة الاختلاف التى يشهدها مجتمعنا منذ الثورة وتزداد كل يوم بمرور الأحداث؛ بادر مجموعة من شباب المعلمين بمدرسة أحمد لطفى السيد الثانوية بمحافظة الجيزة بهدف تنمية روح الحوار والديمقراطية والانتماء وحب الوطن لدى الطلاب بالمدارس لأنهم هم الذين ينهضون بالوطن فى المستقبل، واعتمدت المبادرة على التوعية بحرية الرأى وكيفية التعبير عنه. عن المبادرة يقول خالد عبد الحميد -مدرس جغرافيا بالمدرسة-: إنه اعتاد دائما أن يبدأ الحصة بفتح باب للمناقشة والحوار مع طلابه بالفصل عن الأحداث الجارية وعن رأيهم فيما يحدث، وكيف نعبر عن آرائنا بشكل سلمى دون تجريح أو تخريب، ويضيف: "يتكلم فى هذا الحوار المؤيد والمعارض من الطلاب فأحتوى وأسمع لكليهما إلى أن نصل إلى هدفنا من الحوار، هو كيف نحب وطننا ونحميه من أناس يريدون انهيار هذا الوطن؟ فالثورة هى حب وديمقراطية وليست تخريب وفرض رأى على الآخرين، ثم قام مجموعة من الزملاء بنشر هذه المبادرة مع طلابهم فى الفصول". ويستكمل مصطفى محمد عبد الله -مدرس فيزياء بالمدرسة- موضحا أنه يطبق أسلوب المناقشة والحوار مع طلابهم منذ تعيينه مدرسا فى التربية والتعليم، وقال: إنه لا ينتمى لأى تيار، ولكنه مقتنع أن المدرس هو القدوة الحسنة التى تثمر طلابا ذوا فكر عال وراق، ومن ثم ينتج جيلا ينهض بوطننا، فالثروة الحقيقية لأى دولة هى أبناؤها الصالحين، ولذلك أناشد كل المعلمين بنشر هذه المبادرة التى أساسها الحوار والمناقشة وتوعية أبنائنا بعدم التصديق بالشائعات والتأكد مما يدور حولنا، والتعبير عن آرائنا بحرية دون إيذاء الآخرين". ويضيف محمد على -مدرس لغة إنجليزية بالمدرسة-: "يجب أن نعلم أولادنا وطلابنا بالمدارس ما هى المواطنة الصالحة وحقوق الإنسان، ودورنا فى النهوض بمجتمعنا والحياة العامة، فأنا أغرس فى طلابى أن أكون إيجابيا وفعالا فى كل مكان أكون فيه، ودائما تسود علاقة طيبة وحوار وابتسامة بينى وبينهم مما يجعلهم يحاورونى ويناقشونى فى كل كبيرة وصغيرة، فتعم روح الحوار الهادئ والديمقراطية الفعالة مع طلابى". أما طلاب المدرسة فيعبرون عن ترحيبهم الشديد بالمبادرة واتفاقهم مع معلميهم وتجاوبهم معهم؛ ومنهم عمر سعيد الطالب بالصف الثانى الثانوى فيقول: "ما يحدث فى البلاد من عنف وتخريب لا يعبر عنا أبدا، فليس خطأ أن أعبر عن رأيى تجاه أى فكر أو حزب ولكن بأدب واحترام، فلا نخسر بعضنا البعض لفرض رأى طرف على طرف آخر، ولكن لا بد من الحب والاحترام فى الحوار حتى ننهض بوطننا قبل فوات الأوان، فأنا أحب أساتذتى الذين يوجهوننى ويعلموننى كيف أحب وطنى وأحافظ عليه".