قال د. حسام الغرياني، رئيس اللجنة التأسيسية للدستور، لأول مرة في تاريخ مصر يقر الدستور من خلال شاشات التليفزيون، وأمام الجميع وبتفاعل مع الشعب، مضيفًا أنه على الرغم من ذلك تعرضت اللجنة التأسيسية للهجوم من البعض. وأوضح الغرياني، خلال كلمته بندوة الأحزاب والدستور في القرآن الكريم والسنة النبوية، أن الدساتير تكتب من خلال فرد أو لجنة أو بمعرفة جمعية تأسيسية، وهي الأكثر شيوعا في العالم، وتكون منتخبة إما انتخاب مباشر من الشعب، أو انتخاب غير مباشر عن طريق ممثلين للشعب يختارون أعضاء التأسيسية ولا يوجد رقم معين لها. وأشار الغرياني إلي أن الجمعية التأسيسية كانت تعمل من خلال لجنة رئيسية تتولي اقتراح النصوص، ثم تناقش وتصاغ الصياغة القانونية المنضبطة من قبل خبراء اللغة والقانون ثم توافق عليها الجمعية. كما ذكر أنه في بداية عمل الجمعية طلب من الجميع التخلي عن الانتماءات الحزبية؛ لأنهم يضعون دستورا لمصر، مؤكدا على أهمية كتابة الدستور بالتوافق، لأنه لا يليق أن يكتب لمصر دستور بدون أغلبية كبيرة وتوافق تام. وأشاد الغرياني بدور جميع اللجان داخل التأسيسية، لا سيما لجنة الحوار المجتمعي والاقتراحات والتي قام أعضاؤها بالتفاني في العمل بصورة رائعة من خلال استقبالهم لجميع طوائف الشعب المصري والاستماع لهم. وعن الانسحابات التي تمت داخل التأسيسية، أكد الغرياني أن الجمعية لم تترك أحدا ينسحب قبل أن تراجعه أكثر من مرة، مشيرا إلي أن المنسحبين والمعترضين على بعض المواد وقعوا عليها قبل إقرارها، إلا شخصا واحدا انسحب قبل التوقيع بسبب التزامه الحزبي. كما أكد أن الجمعية لم تُسقط عضوية أي شخص إلا من صرح بالانسحاب وحل محلهم أعضاء من الاحتياطي كانوا يشاركون في اللجان والحوارات النقاشية داخل التأسيسية، نافيًا وجود أي تدخل من رئاسة الجمهورية في أعمال التأسيسية، بل إنه التقي بالرئيس أكثر من مرة وكان الرئيس يتحاشي الحديث معه عن التأسيسية. وأشاد الغرياني في نهاية الندوة بدور الأزهر الشريف في لم الشمل داخل الجمعية التأسيسة للدستور، وفي طمأنة المواطن بخصوص مواد الشريعة.