لم أكن أتصور يومًا أن أصحاب (المبادئ!!) يمكن أن يبيعوها بهذه السهولة؛ حتى رأيت زعماء المذاهب الليبرالية والعلمانية والناصرية يضعون أيديهم فى أيدى القتلة وتجار المخدرات لحرق مقرات الإخوان، وقتل شبابهم، والشروع فى القيام بانقلاب على رئيس الدولة، الذى اختاره الشعب فى أصح وأنزه انتخابات فى تاريخ مصر. نزل هؤلاء الزعماء متشابكى الأيدى وسط قطيع من البلطجية وبرعاية (عربية أمريكية صهيونية) من أجل (إسقاط النظام) لا لشىء إلا لأن المسئولين فى هذا النظام يقولون ربى الله، ولو كان (مرسى) فاسدًا أو إباحيًّا أو واحدًا من هؤلاء العلمانيين الذين لا يعترفون بدين ولا أخلاق لتم الاحتفاء به على المستويات الداخلية والخارجية كافة، ولهبطت المساعدات العربية والغربية على مصر، ولقيل إنه الزعيم البطل المنقذ الفذ الذى أخرج مصر من الظلمات إلى النور، ومن الفقر إلى الغنى، لكن لأن (مرسى) من الإخوان المسلمين أعداء الصهاينة، والسيف المسلط على الفساد والمفسدين، فقد اجتمع عليه الفرقاء، وتلاقت (الأحزاب) على حربه، وبيعت لذلك المذاهب، وديس على الشرف والمروءة، وتناسى القوم شيئًا اسمه الوطن. أنظر من حولى فلا أجد واحدًا من هؤلاء الزعماء ينطبق عليه لفظ (رجل)، بل كلهم: كذابون، منافقون، بائعو أوطان، يوالون الذين كفروا، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، وأنا على يقين أنه عندما تستقر الأمور وتنقشع تلك السحابة وتفشل محاولات الانقلاب على أيدى شعبنا الهمام، لسوف تتحول تلك الوجوه الشائهة إلى مداهنة (مرسى) الذى كانوا يقاتلونه بالأمس، ولسوف يكال له المديح، وسوف يختفى الشتامون السبابون، عديمو التربية والأخلاق. اتصل بى من أثق بدينه وأمانته، وأقسم لى أنه رأى أحد ثلاثى (جبهة تخريب مصر)!! -الذى كان أحد أعمدة النظام الهالك، ويتحدث الآن باسم الثورة!!- بصحبة أحد كبار تجار المخدرات فى بلدة هذا التاجر بمحافظة القليوبية، فى أثناء أحداث الاتحادية، وقد جمّع الأخير -على الملأ- البلطجية، وقام بتسليحهم بالرشاشات من أحل تصفية الإخوان أمام القصر الجمهورى، ولولا لطف الله وانسحاب الإخوان لجرت أنهار الدماء فى تلك المنطقة، والمحرض هنا هو أكثر من يتشدق بالديمقراطية والوطنية وألفاظ أخرى يبدو عند ترديدها كأنه صادق ووطنى وشجاع، وهو فى الحقيقة عكس كل هذه الصفات. التقى فى تخريب مصر إذًا: أصحاب المصالح التافهة، ومنفذو الأجندات الغربية، والكارهون للفكرة الإسلامية، والطائفيون، والإباحيون، والفاسدون، وتجار الكيف، وبقايا النظام البائد، والبلطجية والقتلة وأصحاب السوابق، وحكام العرب ممن يخشون وصول ثورات الربيع العربى إلى كراسيهم العفنة.. وقامت (إسرائيل) -بعد الوقفة التاريخية للدكتور مرسى حتى تم الانتصار للمقاومة الفلسطينية- بنصرة هؤلاء المخربين، بمدهم بالمال والسلاح والدعمين الإعلامى والدولى؛ من أجل منع الإخوان من استكمال بناء الدولة، والشروع فى الانطلاق بها إلى حيث التقدم والنهضة، بل لا نبالغ إذا قلنا إن ضمن خطة هؤلاء الملاعين: القضاء على حركة الإخوان المسلمين، ومنع جميع أشكال الدعوة الإسلامية فى مصر، ومن ثمّ تحويل أهلها إلى إمعات أشباه رجال، نعيش -كما مرت علينا عقود- كى نتلقى المعونات التافهة من هنا وهناك تتصدق بها علينا بعض الدول الغربية، ونظل ندور فى فلك تلك الدول، فلا نتقدم خطوة، ولا ننهض بحال، وتظل سوءاتنا مكشوفة للجميع، إمعانًا فى تحقيرنا وإذلالنا وإخماد صوت الرجولة والمروءة فى شبابنا ورجالنا. سوف ينتصر الحق -وأقسم على ذلك- وسوف يقتص الشعب ممن يحاولون حرقه، ويدّعون أنهم خرجوا لينقذوه، وسوف يعرض كل من (البرادعى، موسى، صباحى)- وهم رءوس الفتنة على الشعب فلا يجدون ناصرًا ومعينًا، وسوف يموتون فلا يشيعهم أحد؛ ذلك لأنه الله هادى الناس إلى الحق والحقيقة، والناس الآن يعلمون من يستحل القتل والعنف والتخريب، ومن يشجع عليها ويصفق لها، ولم يعد أحد ينخدع بتلك الجمل المعسولة والكلمات المرصوصة، فقد نصعت الحقيقة فى هذا الوقت -وهو وقت فتنة- وتميز الناس فريقين: إما مناصر لدين الله محب لوطنه مضح فى سبيله، وإما منافق شديد النفاق، محارب لدين الله، ساع لمصلحته الخاصة حريص على المنصب والسلطة والقرش، ولو أدى ذلك إلى المشاركة فى مؤامرة لتقسيم الوطن ونشر الفوضى فى نواحيه. ليعلم هؤلاء المخربون أن ملايين المصريين يتمسكون الآن بكل حبال الصبر، لكن هذا الصبر سوف ينفد وسوف ينطلقون كالأسود إذا -لا سمح الله- مسّ هذا الوطن بسوء أو وقع انقلاب كما يخططون.. كما لن يسمح الإسلاميون بأن يقوم الصهاينة بإنجاح مخططهم لتقسيم مصر وإفقارها وتجويعها، ولن يسمحوا لطائفيين أو فاسدين بأن يلوثوا شرف هذا البلد.. فليأخذ هؤلاء الخائنون هذا الكلام مأخذ الجد، وليعلموا أنهم إن أشعلوها نارًا فسوف يكونون أول المحترقين بها، وإن كانوا قد انتهجوا العنف فليدركوا أن الحر لن يقف مكتوف اليدين أمام اغتصاب ماله وانتهاك عرضه.. اللهم بلغت اللهم اشهد. ----------------- عامر شماخ [email protected]