"الديمقراطية ليست استفتاء بالأغلبية.. لو استفتى الأمريكيون لظل السود عبيدا". تلك المقولة المنسوبة إلى مارتن لوثر كينج شهدت معدل ترويج كبيرا أمس، لم تحققه فى ظل ثورة الزنوج نفسها! فجأة استخرج الليبراليون المتحررون المدنيون النخبويون التقدميون السابقون اللاحقون من "جعبة" الأقوال المأثورة مواعظ خالدة تؤكد أن "الديمقراطية كخ"، واستعادوا حكما بليغة تشير إلى أن "الاستفتاءات" لا تعبر عن إرادة الشعوب! على غفلة كده "خير اللهم اجعله خير" أصبح التصويت سبة للمجتمعات المتحضرة والاحتكام للصندوق مثار سخرية واستهزاء وقلة أدب! الأديب الشهير د. علاء الأسوانى خرج علينا أمس بمجموعة جديدة من التدوينات التى تصلح أن تكون نواة لمجموعة قصصية جديدة فى (الخيال العلمى)، وهو الفرع الذى لم يطرقه من قبل، ويسعى إلى الريادة فيه. "أن أن آاااااااااان".. على خلفية "موسيقى رعب" اكتشف الأسوانى أن المواطن الأمى لا يصلح أن يدلى بصوته، ولا يصح اعتباره "بنى آدم" يحق له الاسفتاء على دستور بلده، فهذا "الكائن اللى مالوش لازمة" يسهل شراؤه بالزيت والسكر، ولا يعرف الفارق بين "مشروع الدستور" و"القماش الكستور"! على مدار ساعات يوم أمس توالت تدوينات الأسوانى التى تدعو إلى استبعاد الأميين من التصويت على الدستور قبل أن يحاول التراجع، قبل أن يغلبه طبعه ويصر بعناد شديد على فكرته العنصرية المتعالية البغيضة. فى البداية كتب الأسوانى: "الإخوان والسلفيون يستغلون الجهل والفقر، يدفعون الأميون للتصويت لأى شىء باسم الإسلام ويشترون أصواتهم بالزيت والسكر، هذه ديمقراطيتهم للأسف". وشرح: "أليس اعتداء على حق المجتمع أن يترك مصيره فى يد ناخب يصوت على دستور لم يقرأه أساسا. ليس هذا انتقاصا من قدر أهلنا البسطاء ولكنها الحقيقة". قبل أن يتراجع: "فكرة الأميين والتصويت لا علاقة لها برفضى للإعلان الدستورى. هذه فكرة للمستقبل. إعلان مرسى باطل ودستوره باطل وبالتالى استفتاؤه باطل. واضح". وعاد إلى مزاعمه: "البسطاء الأميون هم الجيش الحقيقى لتجار الدين، وما حدث فى استفتاء مارس سيحدث دائمًا، إذا أردنا الديمقراطية يجب أن يفهم الناس على ماذا يصوتون؟! د."استعلاء" الأسوانى لا يجد حرجا فى الاستخفاف بالبسطاء من المصريين، وسلبهم أبسط حقوقهم فى الحياة، ولا يستحى أن يعاملهم باعتبارهم "درجة ثانية" أو "فرز ثالث" أو سلعة رخيصة فى محلات "الفضل والبواقى"! ما رأى الأديب العالمى فى أن نتبنى مبادرة قومية تقضى بإلقاء 34% من الشعب المصرى فى النيل حتى نتفرغ لخدمة ال66% المتبقيين "على رواقة"؟! ما رد طبيب الأسنان المعروف على فكرة إنشاء جهاز على أبواب لجان التصويت بحيث تطلق الماكينة "صفارة إنذار" إذا كان المواطن سيقول "نعم للدستور"! الأديب الذى اعتاد (احتكار) الحقيقة انتقل إلى (احتقار) البنى آدمين!