شهدت مليونية "الشرعية والشرعية" لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية، ودعمهم للإعلان الدستوري تجاهلا واضحا من بعض القنوات الفضائية المحسوبة على النظام السابق، على الرغم من ضخامة المليونية واستمرار زيادة الأعداد المشاركة فيها حتى آخر الليل. قنوات دريم والحياة والتحرير وسي بي سي وأون تي في والمحور، تجاهلت تغطية الحدث منذ بداية فعالياته، وذلك في ظل استمرار الأعداد المشاركة، وحين فرض الحدث نفسه وبقوة على الساحة المصرية، لم تستطع هذه القنوات أن تتجاهله لتجميل صورتها أمام جموع الرأي العام؛ من أجل أن تثبت للجماهير أنها مع الرأي والرأي الآخر. تغطية الحدث ظهر جليا على قنوات مصر 25، والجزيرة مباشر مصر، والنهار التي نقلت الصورة كما تحدث بمهنية، وعرضت الرأي والرأي الآخر. يأتى هذا فى الوقت الذي حرصت فيه العديد من الصحف على وصف مليونية الشرعية بمظاهرات الإسلاميين، رغم المشاركة الواسعة لقطاعات الشعب المصري المختلفة بها، فى الوقت الذى حرصت فيه على وصف مظاهرات التحرير بأنها مليونية الشعب. أكد الدكتور عبد الصبور فاضل– عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر– أن المهنية تتطلب من أي وسيلة إعلامية تغطية الخبر والحدث إلى المشاهد والقارئ والمستمع مجردا من الرأي والتعليق، مشيرا إلى أهمية نقله بحرفية ومهنية دون الوضع في الاعتبار ما إذا كان ايجابيا أم سلبيا. وأوضح عبد الصبور أنه بعد عرض الخبر والحدث يحق للوسيلة أن تعرض رأيها وتعلق على هذا الحدث وفقا لرؤيتها وتوجهاتها وسياساتها الإعلامية، من خلال الفنون التحريرية الأخرى، لافتا إلى ضرورة أن تتناول جميع وسائل الإعلام الحيادية في تناولها للأخبار. وأشار إلى أن قيام الوسيلة الإعلامية بنشر الخبر بحقيقته دون التدخل فيه بالنقص أو الزيادة أو إقحام الرأي الشخصي أو المؤسسي، يعطى فرصة كبيرة للوسيلة للظهور أمام الجمهور، مشددا على حق المواطن في معرفة تداعيات الأحداث كما تجرى. وأوضح أن الساحة المصرية تشهد الآن اضطرابا ملحوظا في جميع الأوساط، وإبراز حالة التصارع بين أطراف، لافتا إلى أن هذا ليس في صالح مصر، قائلا: إن وسائل الإعلام لو تناولت المهنية في تناولها للأخبار لعملت على إزالة الصراع، مضيفا أن ابتعاد الوسائل الإعلامية عن المهنية يرجع إلى وجود تبنى مواقف سياسية محددة. فيما اعتبرت الدكتور منال أبو الحسن– أستاذ الإعلام بجامعة السادس من أكتوبر– أن ما يحدث في بعض وسائل الإعلام المصرية في تجاهلها للأحداث وما يجرى على الأرض هو امتداد طبيعي لمرحلة عدم المهنية، مؤكدة أن هذا عدم تجاهل وسائل الإعلام للأحداث التي تجري داخل الدولة يمثل نوعا من أنواع عدم المهنية في نقل المعلومة والخبر. وأوضحت أن ميثاق الشرف الإعلامي يفرض على جميع وسائل الإعلام أن تتعامل مع الأحداث بمصداقية وبسرعة النقل في المعلومة، مشددة على حق المواطن والجمهور في معرفة المعلومة، خاصة إذا توافرت جميع الإمكانيات المالية والتكنولوجية لعرض جميع الأحداث في وقت واحد. وأشارت إلى أن زيادة أعداد المشاركين في مليونية الشرعية والشريعة أمام جامعة القاهرة، مساء أمس السبت، دفع عددا من وسائل الإعلام التي تجاهلت الحدث منذ البداية إلي متابعته ونقله على الشاشة، خاصة في ظل تزايد الأعداد وقيام عدد من الوسائل الأخرى برصد الأعداد التي قيل أنها وصلت إلى 7 ملايين على مستوى الجمهورية، مؤكدة أن هذا يدل على وجود خلل واضح في إدارة المنظومة الإعلامية.