* خروف العيد يتوارى خلف "موسم المدارس".. والتجار يشتكون * ضعف الإقبال على الخراف يقابله زيادة فى الطلب على العجول والذبائح المشتركة * الإقبال على خراف المحافظات أكثر من خراف العاصمة.. والسبب فى "العلف" * الجزارون: كيلو الضانى يتراوح بين 31 و35 والعجالى بين 22 و26 * "الزراعة" تطرح 370ألف رأس ماشية بلدية.. والمستورد "لسه فى التلاجات" * المواطنون: ميزانياتنا "خرّمت" بسبب المدارس.. وربنا يسهل العيد الجاى واقع غير مبشر كشفت عنه جولة "الحرية والعدالة" داخل أسواق الماشية قبل أيام من عيد الأضحى، حيث تفاوتت أسعار كيلو اللحم "الضانى" من منطقة إلى أخرى، ففى حين بلغ فى القاهرة 34 جنيها وصل فى عدد من الأقاليم كالبحيرة وكفر الشيخ إلى 31 جنيها، بعد أن كان 29 جنيها السنة الماضية، وهو ما يعنى أن متوسط الخروف الذى يزن 50 كيلو قد يصل إلى 1550 جنيها، رغم أن معظم التجار قد أكد استقرار أسعار العلف مقارنة بالعام الماضى. المثير أن المؤسسات الخيرية القائمة على الوكالة فى الأضاحى، كبنك الطعام ولجنة الإغاثة الإنسانية باتحاد الأطباء العرب، قد حددت سعر الصك المحلى الذى يتم ذبحه فى مصر ب1770 لبنك الطعام و2000 جنيه فى لجنة الإغاثة الإنسانية فى إشارة واضحة إلى أن هذه الأرقام هى متوسط سعر الأضحية من الخراف هذا العام. السؤال هنا: ماذا سيفعل المواطن البسيط فى العيد؟ ولماذا عزفت كثير من الأسر المصرية عن شراء الأضاحى رغم ارتفاع دخول معظم الفئات بداية من المعلمين مرورا بأعضاء هيئة التدريس.. إلخ؟ وهل يشكل قدوم مواسم الأعياد بالتزامن مع موسم المدارس عائقا أمام شراء الأضحية؟ فى البداية يقول السيد الشبراوى "تاجر مواشى بالسيدة زينب": إن كميات الخراف البلدية والعجول المعروضة بالأسواق هذا العام أقل من العام الماضى؛ نتيجة ضعف الطلب عليها، رغم أن الأسعار تقارب مثيلاتها فى العام الماضى. واتفق معه فاروق البردعى "أحد تجار الماشية بشبرا الخيمة" مشيرا إلى أن ضعف الإقبال على شراء الخراف والماعز يقابله رواج فى بيع لحوم البتلو والعجالى لرخص سعره، حيث انخفضت بمعدل 5 جنيهات عن العام الماضى، فى حين أن أسعار الضانى نفس أسعار العام الماضى. فى حين قال ياسين الجمال "صاحب محل جزارة بمصر القديمة وصاحب مزرعة تسمين للخراف فى قرية صفط اللبن محافظة الجيزة" أن ارتفاع سعر الأعلاف والبرسيم أدى إلى ارتفاع تكلفة تسمين المواشى مما انعكس على زيادة سعر الخراف والماعز ليصل سعر الكيلو القائم فى أسواق الجيزة 33 جنيها، لكنه أشار إلى أن الميزة النسبية لبعض المزارع فى التسمين تجعل كمية اللحم أكبر فى الخروف، ففى مزارع محافظات البحيرة والغربية وكفر الشيخ يصل معدل اللحوم الحمراء التى تنتجها الذبيحة نصف وزن الخروف، بينما تشكل اللحوم الحمراء فى الخروف فى مزارع القاهرة الكبرى فى حدود ثلث وزن الذبيحة فقط، ويشكل الثلثان الباقيان الدهون و"السقط"، ولهذا يقبل المشترون على شراء ذبائحهم من تلك المزارع، مما يؤدى أحيانا لارتفاع سعر الكيلو القائم فى حدود 2 إلى 3 جنيهات فى تلك المحافظات. واسترسل فى حديثه قائلا: "أغلب الزبائن خلال الشهر الماضى يلجئون إلى شراء الذبائح المشتركة؛ حيث يصل سعر الكيلو القائم إلى 23 جنيها فى أسواق الجيزة والقليوبية، فيشترك 5 أو7 أسر فى ذبيحة عجالى يصل متوسط وزنها إلى 250 كيلو ويبلغ اللحم الصافى الذى تنتجه ثلثى وزنها مرجعا انخفاض أسعارها إلى ضعف إقبال المصريين عليها عقب انتشار مرض الحمى القلاعية رغم أن انخفاض أعداد الرءوس المعروضة نتيجة نفوق الكثير منها يؤدى إلى قلة المعروض؛ مما يعنى فى الظروف العادية زيادة أسعار اللحوم. ويرى ياسر المنسى "صاحب محل جزارة بكفر الشيخ" أن أسواق كفر الشخ والغربية تشتكى من قلة الطلب على الأضاحى، خاصة الخراف؛ لأن معظم الفلاحين يقومون بشراء أضاحيهم قبل رمضان لتجاوز ارتفاع أسعار اللحوم فى موسم الأعياد، ويقومون بعلفها فى منازلهم، وهو ما يجعلها تنتج كمية أكبر من اللحوم أكثر من نظيرتها التى تشترى من السوق قبل الذبح مباشرة؛ حيث يقوم بعض التجار بوضع كميات كبيرة من الملح فى علف الخراف لتشرب مياها كثيرة، ومن ثم يزداد وزنها عند البيع، لكنه ينخفض بمجرد ترك الماشية لعدة أيام قبل ذبحها. وحول أسعار خروف العيد قال على شعبان "جزار بالسيدة زينب": إن متوسط وزن الخراف التى يقبل عليها المواطنون فى القاهرة تبدأ من 50 كيلو، ويبلغ سعره 1700 جنيه، ويبلغ صافى ما يوفره من لحم صاف 20 كيلو، إضافة إلى الكبدة والفشة والكلاوى واللية والشحم والفرو. وأرجع شعبان ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار العلف والعمالة والمكان والنظافة، قائلا: "إلى الآن الإقبال متوسط، لكنه خلال السنة الماضية كان أكثر من ذلك، ولكننى على أمل أن يزيد الإقبال مع اقتراب العيد، والملاحظ هذه السنة أن الناس يشتركون فى شراء عجل بدلاً من أن يشترى كل فرد خروفا بمفرده". الموظفون يمتنعون من جهتها، قالت أم محمد –موظفة بالتأمينات-: إنها كل عام كانت تشترى خروف العيد أو تشارك عددا من زملائها فى العمل أو جيرانها فى شراء عجل، لكن موسم المدارس الذى دخل مؤخرا أثر بشكل كبير على ميزانية الأسرة، وأضافت: "سأشترى كيلو أو اتنين لحمة فقط لأن ظروفى حاليا لا تسمح بأكثر من ذلك". فيما أشار صالح منصور –مدرس بالمدرسة الصناعية بشبرا- إلى أنه نتيجة زيادة أسعار الخرفان وعدم وجود نوعيات جيدة قام بشراء ذبيحة بالمشاركة مع 5 من زملائه، مؤكدا أن أسعار العجول البلدى جيدة، فقد اشتروا عجلا بلغ وزنه قرابة 300 كيلو ب7000 جنيه وتوقع أن يحصل كل فرد على أربعين كيلو مشفى إضافة إلى العظام و"الحلويات" التى تقسم بالتساوى. من جانبه، أوضح الدكتور حاتم فراج -وكيل وزارة الزراعة لشئون الطب البيطرى- أن حيوانات الأضاحى الحية دائما ما تكون أسعارها أعلى من أسعار اللحوم المذبوحة، لافتا إلى أن ذلك أمر متوقع فى موسم كعيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن الانفلات فى الأسعار ليس أمرا واردا بصورة كبيرة، خاصة فى ظل طرح أكثر من 370 ألف رأس ماشية بلدية حية ما بين عجول بقرية حية وجاموسى وخراف وماعز وجمال. وقال: إنه تم التنبيه على جميع الجمعيات الزراعية وقطاعات الإنتاج بالوزارة بزيادة المعروض من الماشية التى يتم تسمينها فى مشروعاتها لمنع أى انفلات فى الأسعار بحجة قلة المعروض وتوفير كميات كبيرة وكافية من لحوم الأضاحى. فيما أشار الدكتور يوسف ممدوح يوسف شلبى -رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى والفحوص التابعة لوزارة الزراعة- أن سوق اللحوم المستوردة الحية أو المذبوحة يشهد ركودا شديدا منذ مطلع العام الجارى، فالمحاجر الصحية بها أكثر من 36 ألف رأس بتلو حية بينها 28 ألف عجل أسترالى 3 آلاف عجل إثيوبى 2000 عجل سودانى و3000 عجل برازيلى لم يتم ضخهم إلى الأسواق رغم أن الشهور الماضية -وخاصة شهر رمضان- يكون فيها السحب شديدا للغاية على اللحوم، كما أن موسم عيد الأضحى قد بدأ ولم يقم المستوردون بضخ تلك الكميات فى الأسواق، مما يشير إلى تشبع السوق المحلى باللحوم البلدية، مؤكدا أن كميات اللحوم المجمدة التى دخلت إلى مصر خلال العام الجارى 2012 لا يزال أغلبها فى مخازن وثلاجات التجار. أما الدكتور حسن شفيق -مدير الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر- فقد أكد أن الخدمات التى تقدمها المجازر فى عيد الأضحى متعددة؛ فقد تم تكليف جميع المجازر بفتح أبوابها للجمهور للذبح المجانى للأضاحى الخاصة بالمواطنين؛ تلافيا لعمليات الذبح الأهلية التى قد ينجم عنها أخطار بيئية نتيجة إلقاء مخافات الذبح بالشوارع أو نتيجة عدم صلاحية الذبائح للذبح نتيجة مرضها. وأشار إلى تكثيف الحملات على المصانع والمطاعم والشوادر بالتعاون مع إدارات التموين والمحليات للكشف عن اللحوم الفاسدة ومشتقاتها وتعيين أماكن الشوادر قبل فتحها لبحث مدى ملاءمتها بيئيا حرصا على سلامة المواطنين.